مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/30/2021 07:29:00 م

 فوائد و مخاطر التعديلات الجينية - الجزء الأول


ما هي |الجينات|؟

أصبحنا نعرف جميعاً بأن ما يحدد صفاتنا الوراثية هو العدد الهائل من الجينات الموجودة في أحماضنا النووية (|DNA|) فكل حمض نووي يتكون من مليارات |الأحماض الأمينية| المرتبة بطريقة معينة، و المكونة كلها من أربعة أحماض امينية أساسية هي الأدنين و التيمين والسيتوزين والغوانين، وكل مجموعة من هذه الأحماض الأمينية تشكل وحدة متكاملة تسمى جين أو جينوم، وكل جين مسؤول عن صفة وراثية معينة، فمن الممكن إذاً تعديل إحدى الصفات الوراثية إذا استطعنا تحديد الجين المسؤول عنها و أجرينا عليه تعديلاً ما، ولكن ذلك الأمر ليس سهلاً، فلكي نحدد الصفة التابعة لجين محدد يلزمنا الكثير من التجارِب و الدراسات والأبحاث، أما التعديل على الجين فهذه مسألة أخرى تطلبت سنوات طويلة من العمل و احتاجت الكثير من التقنيات الفائقة.


اليوم أصبح من الممكن إجراء الكثير من |التعديلات الجينية| بما يسمى |تقنية كريسبر|، فما هي تلك التقنية و ما الفوائد التي تقدمها لنا؟ وما هي المخاطر والتحذيرات التي قد تواجهنا عند العمل عليها؟


ما هي تقنية كريسبر (|Crispr|)؟

تعتمد تقنية كريسبر على تحديد الجين المسؤول عن صفة ما ثم الوصول إليه و تعديله بحيث يمكن تعطيله إذا كان ضاراً (يسبب مرضاً ما مثلاً) أو يمكن تشغيله إذا كان معطلاً، أو يمكن التغيير عليه. ومن الممكن طبعاً تخيل ما قد ينتج عن تطبيق مثل هذه التقنية.

في أواخر ثمانينيات القرن العشرين وجد العلماء في الشيفرة الوراثية لبعض البكتيريا قطعاً متكررة بتردد معين وهي متناظرة فيما بينها، ولكنهم لم يفهموا طبيعتها ولا الفائدة منها إلاّ بعد عشرين سنة عندما لاحظوا أن هذه القطع لها دورٌ كبيرٌ في مقاومة الفيروسات، فعندما تتعرض البكتيريا لهجوم من أحد الفيروسات الذي يحاول السيطرة على شيفرتها الوراثية وتعديلها بحيث تنسخ شيفرته هو فإن البكتيريا إذا تغلبت على الفيروس فإنها تنسخ قطعاً من شيفرته الوراثية ضمن شيفرتها الخاصة، وبذلك يمكنها التعرف على ذلك الفيروس إذا حاول مهاجمتها مجدداً ويمكنها صنع الأنزيمات اللازمة للتعرف على الفيروس المهاجم وتحطيمه إذا تطابقت شيفرته الوراثية مع الشيفرة المخزنة لديها.

في عام 2011 وجد العلماء أنه يمكن الاستفادة مما تفعله تلك |البكتيريا| بوضع أي شيفرة ضمن الأنزيم الخاص بالتعرف على |الفيروسات| وتحطيمها بحيث يمكننا إجراء أي تعديل على الجينات باستخدام ذلك الأنزيم، بمعنى أنه يمكننا برمجة هذا الأنزيم للقيام بالتعرف على الشيفرة التي نريد التعديل عليها.


ما الفرق بين تقنية كريسبر و |الهندسة الوراثية|؟

تشبه تقنية كريسبر إلى حدٍ كبيرٍ التقنية المستخدمة في الهندسة الوراثية مع وجود فارقين هامين:

الفارق الأول:

تعتمد الهندسة الوراثية على أخذ قطعة من الشيفرة الوراثية لخلية ما و وضعها بدل القطعة المشابهة بخلية أخرى فمثلاً للحصول على حبة أرز طويلة و منتفخة نأخذ الجين المسؤول عن طول الحبة الطويلة و نضعه بدل الجين المسؤول عن جعل الحبة المنتفخة قصيرة فنحصل على حبة تحمل جين الحبة الطويلة وجين الحبة المنتفخة، أما تقنية كريسبر فيمكن تطبيقها كيفما نشاء بحيث يمكن تعديل أي جين كما نريد.


الفارق الثاني:

تعتبر تقنية كريسير سهلة جداً و غير مكلفة و يمكن إنجازها خلال عدة ساعات فقط بينما تحتاج عمليات الهندسة الوراثية إلى أيامٍ و أسابيع وتكلف كثيراً.


اقرأ المزيد ...

بقلمي سليمان أبو طافش ✍️


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.