مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/13/2021 01:14:00 م

هل هناك علوم كاذبة ؟ 

- الجزء الثاني - 

ما هي التنمية البشرية؟
هل هناك علوم كاذبة ؟


 انتشرت في السنوات الماضية مفاهيمٌ وأفكارٌ كثيرةٌ يعتقد معظم الناس بأنها نوعٌ من العلوم الحديثة 

فما هي هذه العلوم؟

قد ذكرنا في " الجزء الأول " من مقالنا بعض هذه العلوم الكاذبة وسنكمل طرح المزيد من أشكال العلم المزيف في هذا الجزء ...

ماهي التنمية البشرية ؟

تقوم فكرة التنمية البشرية على إعادة برمجة الدماغ البشري من خلال ما يسمى البرمجة العصبية اللغوية بالإضافة لبعض الدورات التدريبية بحيث يمكن إعادة تأهيل و توجيه مقدرات الدماغ البشري نحو جانبٍ معين، 

و الغريب بأن هذه الظاهرة انتشرت بسرعة في مختلف المجتمعات بعد إنطلاقها من الولايات المتحدة الأمريكية وقد يعود السبب إلى إنبهار الناس بكل ما هو قادمٌ من الغرب أو بما يعتقدون بأنه علميٌ و يعطي نتائج سحرية.

علمياً لا يوجد شيء اسمه " برمجة عصبية لغوية " و لا فائدة لجميع دورات التنمية البشرية في زيادة قدرات و مهارات معظم الناس.

لماذا نسمي تلك المفاهيم بالعلم الزائف؟

جميع تلك المفاهيم تعرض نفسها كنوعٍ من العلم وتحاول تقديم الأدلة و البراهين العلمية على ما تدعيه،

 وتستخدم تسمياتٍ ومصطلحاتٍ  توحي بأسسها العلمية 

ولكن لماذا نتهمها بأنها مزيفة وليست علمية؟

  • أولاً:

 لا تلتزم تلك المفاهيم بأسس البحث العلمي الذي يقوم بأبسط أشكاله على رصد الملاحظات وبناء الفرضيات ثم إثبات تلك الفرضيات بالتجربة والقياس.

  • ثانياً: 

لا تستطيع كل تلك المفاهيم تقديم أية تنبؤات علمية تؤكد صحتها إذا حدثت بالفعل.

  • ثالثاً:

 تعتمد هذه المفاهيم على تقديم مجموعة من الأمثلة التي تدعم صحتها ولكن علمياً لا يمكن الإعتماد على الأمثلة لإثبات أي شيء 

فتكرار حادثةٍ ما مع مجموعةٍ من الناس لا يعني أبداً بأنها ستحدث مع الجميع،

 ويجب على أي فكرة علمية أن تسمح لأي شخص بإجراء التجارب و القياسات عليها للتاكد من صحتها.

  • رابعاً: 

أي فكرة أو فرضية أو طرح علمي يجب مراجعته والتأكد منه من قبل المجتمع العلمي وهذا ما لا نجده في جميع تلك المفاهيم.

  • خامساً:

 بعض تلك المفاهيم تخالف المبادئ العلمية المعروفة و التي ثبتت صحتها فلا يجوز مطلقاً العودة إليها لمحاولة إثباتها.

ما الفرق بين العلم الحقيقي و العلم المزيف؟

أحياناً يكون من الصعب التمييز بين العلم الحقيقي و المزيف

 لأن العلم المزيف قد يقترب كثيراً مما هو حقيقي بحيث لا يستطيع كشفه إلا أهل العلم 

فمثلاً بعض الطروحات تعرض نفسها بقوة وتعتمد على حججٍ يصعب رفضها مثل نظرية الأوتار التي تفترض وجود مكونات للمادة أصغر بكثير مما نعرف، وهذا يبدو منطقياً وغير مستغرب، 

ورغم أن العلم لم يثبت صحتها إلا أنه لم يثبت خطأها أيضاً.

ما هي خصائص العلم المزيف؟

  • إذا تعارضت فرضيةٌ ما مع ما هو مثبت علمياً فهي مزيفة وغير علمية.
  • كل ما لم يُعرض على أهل العلم للبت بصحته فهو مزيف.
  • كل ما يتحدث بالعموميات ولا يدخل بالتفاصيل ( مثل التنجيم ) فهو مزيف.
  • كل ما يعتمد على الأمثلة فقط ليثبت نفسه فهو مزيف وغير مقبول علمياً.
  • كل ما لا يلتزم بالقواعد و الأسس العلمية المعروفة مزيف.

نهاية ... العلم هو دراسة البيانات والظواهر التي تحدث أمامنا ووضع الفرضيات السليمة والتأكد من صحتها بالإثبات العلمي بعد إختبارات عدة...

فلا يجوز اطلاق كلمة علم على أي فرضية او مصطلح لأمور لا تلتزم بالبحث العلمي الدقيق 

🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.