مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/13/2021 02:22:00 م

 - الجزء الأول -

هل يمكن العودة من الموت؟
هل يمكن العودة من الموت؟ 


 نسمع كثيراً عن حالات انعاش أشخاصٍ بعد موتهم فهل هذا حقيقي؟

 هل يمكن إعادة الموتى إلى الحياة؟

في البداية يجب العودة إلى تعريف الموت وتحديد الحالة الفيزيائية الدقيقة التي تسمح لنا بالقول عن شخصٍ ما بأنه ميت.

كنت قد ذكرت في مقالةٍ سابقةٍ بأن الموت لا يعني مطلقاً توقف القلب عن الخفقان بل يعني

 موت الدماغ

ويجب الإنتباه إلى أن موت الدماغ لا يعني توقفه عن العمل لأنه من الممكن إعادة الدماغ إلى العمل بعد توقفه، فالمقصود بموت الدماغ هو موت خلاياه،

 وقد وجد العلماء بان الدماغ يتوقف عن العمل بعد ثوانٍ قليلةٍ من انقطاع وصول الأكسجين إليه ولكن خلاياه تبقى سليمةً لعدة ساعاتٍ بعد ذلك وخاصةً إذا تم تبريدها،

 فلقد تمكن الأطباء في بعض الحالات من إنعاش بعض الأشخاص بعد ساعاتٍ من توقف أدمغتهم عن العمل، 

وفي حالةٍ فريدة حدثت في فرنسا أمكن إنعاش شخصٍ بعد 18 ساعة من إصابته بسكتةٍ قلبية.

ما هي السكتة القلبية والسكتة الدماغية؟

السكتة القلبية

 تعني أن يتوقف القلب عن الخفقان بشكلٍ مفاجئ، وهذا ما يحدث عند انسداد أحد الأوعية الدموية المغذية لعضلة القلب بسبب جلطةٍ مثلاً، 

أو قد تحدث السكتة القلبية بسبب خللٍ ما في نشاطه الكهربائي تجعله يخفق بصورةٍ غير طبيعية أو تجعله يتوقف، 

ولذلك يلجأ الأطباء أو المسعفون إلى تعريض المريض لصدمات كهربائية بواسطة أجهزة خاصةٍ لمحاولة إعادة قلوبهم إلى العمل الطبيعي.

وأحياناً قد تحدث السكتة القلبية بسبب تعرض القلب لصدمة ميكانيكة قويةٍ، أو لانقطاع وصول الأكسجين إلى خلاياه عند توقف الرئتين عن العمل.

وعند حدوث سكتة قلبية فإن وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى الدماغ سيتوقف وهنا تحدث السكتة الدماغية وتتوقف خلايا الدماغ عن العمل، ولكنها لا تتلف مباشرةً بل تستغرق عدة ساعات 

ولذلك يمكن القول بأن الموت لا يحدث فجأة بل يستمر خلال عدة ساعات وبذلك يصبح ممكناً تجنب الموت بإنعاش المريض ولكن لا يمكن إعادته من الموت.

 بشكلٍ عام أصبح من الممكن إعادة القلب إلى الخفقان والدماغ إلى العمل بعد توقفهما بمدة قد تصل إلى خمس ساعات وهذه المدة تعتمد كثيراً على بنية الشخص ومدى تمسكه بالحياة وعلى قدرة وكفاءة الكادر الطبي الذي يعمل عليه وكذلك على الأجهزة والتقنيات المتوفرة.

لقد أصبح تعريف الموت أكثر دقةً مع تطور العلوم وأصبحت إمكانية تحديد حالة الموت أسهل و أدق،

 فلقد كنا نسمع عن أشخاص ماتوا ثم عادوا إلى الحياة تلقائياً دون أي تدخلٍ طبي ثم أدركنا بأنهم لم يكونوا أمواتاً بل كانو في حالة سبات بحيث توقفت قلوبه أو تباطأت كثيراً حتى اعتقد كل من حولهم بأنهم موتى ولكنهم فجأة يصحون من سباتهم ويعودون لحياتهم الطبيعية،

 ولكن هذه حالة أخرى وليست ما نريد الحديث عنه بل نحن نتكلم عن حالة يتوقف فيها القلب والدماغ عن العمل.

لقد أصبح عدد الحالات التي يتم انعاشها كبيراً جداً، ولكن لا يمكن القول بأنه تم إعادتهم إلى الحياة بعد موتهم 

فكما قلنا فإن الموت بمعناه الدقيق يعني تلف الخلايا الدماغية وهذا يتطلب ساعاتٍ بعد توقفها عن العمل، 

وخلال تلك الفترة يمكن إعادة إنعاش الدماغ والقلب وبالتالي إعادة انعاش الشخص.

إقرأ المزيد ...

🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.