مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/28/2021 10:26:00 م

 آثار الطلاق النفسية على الأطفال وكيفية معالجتها

آثار الطلاق النفسية على الأطفال وكيفية معالجتها
 آثار الطلاق النفسية على الأطفال وكيفية معالجتها


كنا قد تحدثنا في مقالنا " الخلافات العائلية  وتأثيرها على الأطفال " عن |الخلافات الزوجية |، وما ينجم عنها من مشاكل في الأسرة 

 وسنتابع الحديث لنعرف كيف ستسير الأمور لو أدت هذه المشاكل إلى |الإنفصال|,  وماذا سيترتب عليها فيما لو واجهت الأسرة مشكلة 

|الطلاق | ...

وقد تنتهي |العلاقات الزوجية| بالفشل، وتؤدي إلى الإنفصال، فيقع الطلاق، وتتفكك الأسرة  وَسََندرُسُ أثر هذا الإنفصال عَلَٰى الأبناء،، وَلاسِيَّمَا |الأَطْفَال| لنعرف ماذا سيكون مصيرهم؟ 

وما هو شعورهم؟ كيف ستكون ردة فعلهم؟ 

وكيف يمكن أن نتعامل معهم لمواجهة الموقف؟ 

فتابعونا...

يتعرض الأطفال بَعدَ انْفِصَالِ الأبوين لإضطراب نفسي كبير 

ويواجهون معاناة كبرى قد تعرضهم لأزمات نفسية كبيرة  إذ يصعب عليهم ترجمة وتفسير ماحدث،

 ويؤلمهم تَفَكُّكُ الأسرة وتباعد الأبوين، وبرغم الجو المشحون بالتوتر والذي يسبق الطلاق إلا أن الطفل يحسه ملاذه الآمن لأن أبويه يعنيان له |الدفء| وَ|الحَنَانَ|. 

إن فقدان الجو الدافئ الذي كان يعيشه الطفل في كنف أبويه يشعره بالمرارة،

 و|الإحباط |فيسيطر عليه شعور بالخسارة ، ويشعر بفراغ عاطفي يصعب أن يملؤه أحد غير وجود الأبوين معاً،

 وقد يحتاج الطفل إلى وقت كبير، كي يتكيف مع الظرف الجديد لاسيما إذا كونت| الأم| أو| الأب| أسرة جدبدة، 

وهذا يؤلم الطفل ويشعره بالغربة، ويوقعه في حيرة وإرتباك، إذ يصعب عليه التكيف مع الحياة الجديدة، والإنخراط مع العائلة الجديدة ويشعر بالحنين لوجود لوالديه معاً في حياته وهنا قد يرفض الطفل في قرارة نفسه فكرة زواج أمه أو أببه أو كليهما وتكوين أسر جديدة، وقد يتولد عنده شعور بالتمرد والسخط 

والأطفال هنا قسمان

 فالطفل إما أن يعبر عن سخطه، 

وإستيائه وتمرده على الواقع الجديد ويتجلى هذا ب|البكاء| أو|الصراخ|، أو اللجوء إلى |العنف| و|العدوانية|، أو قد يعبر بإنفعالات عصبية تشنجية، وحالات من الغضب. 

أو أن ينطوي على نفسه فيقل كلامه،

 ويحتفظ بمشاعره، وهذا يؤدي به الى التقوقع ، و|الحزن| فينكفئ على نفسه وتتدهور صحته، وتظهر عليه بوادر| الإكتئاب|، والحزن وهذا يؤدي إلى تقصيره في دراسته وإهمالٍ وتراجعٍ في صحته ويظهر ميلاً لعدم اللعب  والمرح،

 كما يبدي عدم إهتمام بالتفاعل مع زملائه، ويعزف عن مشاركتهم بأية |نشاطات| ، وقد تظهر عليه علائم |الغيرة|، والحسرة إذا صادف أسرة تضم الآباء مع أبنائهم ويعاوده الشعور بالنقص، والحرمان، والظلم،

 وبأنه قد سلب منه الحنان والدفء ، وهناك فئة من |الأطفال |قد يعودون إلى |التبول اللاإرادي|  كنوع من التمرد والإحتحاج، أو لفت النظر لحاجتهم الملحة للإهتمام والرعاية لاسيما إذا رزق أحد الأبوين بمولود جديد،

 والتعبير عن نقص الحنان عندهم أو لتمنِّيه بقرارة نفسه العودة الى |الطفولة المبكرة |، وترى الطفل يشعر |الشوق|، و|الحنين| لأبويه ويتمنى لو يستطيع أن يجمعهما  معاً من جديد 


كيف تتم معالجة آثار انفصال الأبوين عند الطفل والتخفيف ما أمكن من معاناته؟ 

  • أن نشعر الطفل بأنه شخص كبير وله مكانته وأن نشعره بأهمية رأيه في اتخاذ قرارتنا
  • أن نشرح له أن الإنفصال هو الحل الأفضل لمنع وتجنب الماشاكل والخلافات
  • وأن لانطلب منه الإنحياز لأحد الوالدين 
  • وأن لانتخذه وسيلة للضغط على الطرف الآخر فهذا يتعبه، ويشعره بالذنب وأن لانضعه في موقف اختيار، أو الإنحياز لأحد الأبوين
  • عدم إظهار التبرم، والضيق أمام الطفل من معانته وأن تبدي اهتماماً بمشاعره 
  • أن نوضح له  أنه يوجد الكثير من الأطفال والأسر التي تواجه نفس المشكلة وتعيش بسلام وسعادة وتعتاد على الحياة الجديدة
  • أوعلينا أن نواجه المشكلة بالتعقل والوعي والحكمة للتخفيف ماأمكن من مشاعر المعاناة عند طفلنا وأن لا نظهر للطفل بأن الطرف الآخر قام بظلمنا لأن هذا قد يولد عنه شعور بالكره والغضب تجاههم 
  • أن نبدي احترامنا للشريك الآخر وأن نفهم الطفل أن الإنفصال لا ينقص إحترامنا للطرف الآخر وأن لانتكلم بسوء، أوبشتمه لأن هذا يؤذي مشاعره وأن لا نتكلم إلا بالخير
  • محاولة أن نكسب ثقة الطفل وصداقته ونشعره بأهميته عندنا من خلال مناقشات موضوعية تناسب عمره وأن نسأله رأيه لحل بعض المشكلات التي قد تعترضنا فهذا يساعدنا في معرفة ما يكنه من مشاعر وأفكار ، و يساعدنا في إيجاد الحلول لما يخفيه ويعانيه من مشاعر
  • أن نأخذه في نزهات، ونستمع لآرائه ونصغي إليه باهتمام، وأن نحاول اكتساب صداقته وثقته لنعرف ما يخفيه من مشاعر لنساعده على تخطي الأزمة بسلام
  • ضرورة اجتماع الأبوين في بعض المناسبات الهامة، فهذا يفرحه، ويشعره بمكانته عند أبويه وبأنه لازال ضمن دائرة اهتمامها معاً  كمناسبات النجاح، واحتفالات أعياد الميلاد
  • أن لاننساه من الهدايا 
  • الإهتمام بهواياته ونشاطاته  
  • |التواصل|، والتعاون مع الرفاق، والمدرسة، والبيت والجيران لمساعدته للتكيف، والتفاعل مع الوسط الجديد ولمعرفة المشاكل التي يعاني منها

هذه بعض الحلول اللتي تساعدنا في تجاوز أطفالنا من  التشتت والضياع  والمعاناة ونعمل  للحفاظ على صحته النفسية والجسدية والفكرية لينمو بشكل طبيعي وسليم وصحيح كي لا يكون ضحية لقرارتنا وإختياراتنا

✍🏻 بقلم الكاتبة هدى الزعبي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.