صوتٌ صغيرٌ في الأرجاء
صوتٌ صغيرٌ في الأرجاء |
تتبعثر الكلمات لتنفرد على هذه الأوراق البيضاء ..
و لمَ ذلك ؟
أقصد لمَ لا تكون ملوّنة مثلاً ؟
و نحن من نكتب بالبياض .. أو الألوان الّتي تناسبنا .
الحقيقة أنّنا محكومون بظروفٍ عدّة . ظروفٌ قاسيّة و بشعة ..
فنحن لسنا فاشلين - كما ترانا الأجيال السابقة –
و ماذا عسانا أن نفعل ؟!
نتمرّد على واقعٍ بالكاد يتلفظ أنفاسه الأخيرة !!
ندرك جيداً أنَّ هناك ما يمكننا القيام به مع الإصرار و الصبر ..
لكن مع هذا العالم البائس .. حقيقةً.....
لم يعد لدينا طاقة على رفع نظرننا و لا حتّى للأقمار ..
واقعٌ رديء ..
نتعايش معه ما إستطعنا ، و لكن إلى متى هذا التعايش ؟!
نؤمن بمقولة " لكلِّ شيء نهاية "
((و أخشى أن تكون نهايتنا حقيرة .. في مثل هذه المهزلة ))
يلوموني بحديثي عن الهوى و المحبة ، و أنّني أسرح في خيالي الجميل الوهمي ..
و لا يعلمون أنّني أحاول إستعادة العامل الأوّل لعمارة الأرض ..
فهو أيضاً .. على فراش الموت ..
بدأ كلَّ شيء من الإختلاف .. الّذي حوّله الوحوش إلى خلاف ..
نتج عنه صراعٌ دائم ، منذ غابر العصور و حتى الآن ..
تتفاقم العدائية في الأنحاء ، لتظهر بعض النفوس المواكبة للكراهيّة ..
و من ثمّ تأتي النيران و الدمار لتفوح رائحهتم بدل الياسمين الفتّان ..
هكذا ولدتْ الحرب .. من رحم البشاعة و العنصريّة .
و من نتائجها البسيطة ، أنه لا وجود لمدفأة و لا حتّى لملابس أو لمنازل لتقي أحدهم من قسوة الشتاء .. فالغالب بات يتجول في العراء .
أتحسب نفسك " إنساناً " و شخصٌ ما تمدد على الأرض دون إسعاف ؟!
أتحسب نفسك " إنساناً " و طفلٌ ترميه على الأرض لتهرس قلبه.. لأنه من أبناء الأحلاف ؟
أتحسب نفسك " إنساناً " و أنت لا تفقه غير معرفة القشور بدل الأجواف ؟!
في أيِّ قضيةٍ تُطرح ..
"مرضى الثقافة"
يعتقدون أنهم لو خالفوها ، فهم القمّة ، هم الواعيّون ، هم النادرون ، هم المفكرّون ..
و كلا الفريقين ( هذا إن لم يكن أكثر ) يحاول صوغ المعطيات بحسب ما يوافق مصالحه ..
و الحقيقة تكمن عند أمِّ الشهيد و جروح الأطفال الداميّة ..
ويلي على ما حلَّ بنا .. ويلي من العزاء ..
لتبقى حكايات الهوى .. حكايات الغرام .. بلسم الآهات ..
و أمام هذا الواقع .. هي كلُّ العذاب .
و ما ذنب العشاق في مثل هذا الخراب ؟!
يومياً ..
إثنان يوافيهما الموت..
لا شوقاً و لا خيانة و لا عشقاً ..
إثنان يموتان نتيجة رصاصةٍ طائشة .. بل مقصودة ..
تخترق القلب الأوّل .. لتستقّر بالثاني ..
و تُترك القبلة سارحةً في الفضاء ..
لتحطَّ جثتّهما عناقاً .. فوق الركام ....
ماذا فعل - الأبرياء - لحصد كلِّ هذا يا رب ؟!
إنّك يا الله أعدل ما في الوجود .. أعدلٌ ما يحدث معنا ؟!
أيرضيك من لا ذنب له بالجرائم الكبرى أن يُعاقب عقاباً أكبر ؟!
أأصبحتُ فجأة ملحدة بهذا الكلام ؟!
أم أنَّ هذه التساؤلات طبيعيّة مع هذا الوضع ؟!
كلنا نعيش ضمن حكايةّ معينة ، نتقاسم شعور الألم ، لنعتقد أنّه لا أحد سوانا يشعر به ..
و نستخف بطريقةٍ ما ، بالقصص و الحكايات الأخرى ..
فما نحن سوى أداة لإقناع كياننا أنّنا الوحيدون في هذا العالم ...
رقم واحد .. المستثنى ..
لا لشيء ، غير لأجل ملأ الفراغ الّذي خلّفته الأدهر و الدمعات ...
لستُ بائسة ..
و لستُ سعيدة ..
أعيش ما أعيشه مثل الناس ..
《دمارٌ روحي و تشتت فكري .. 》
بقلمي شهد بكر ✒️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك