مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/24/2021 04:33:00 م

حربٌ في كلِّ مكان .. وجودٌ في كلِّ مكان ..




 (( و كأنَّ النيران عادت لتأكلنا .. و ماذا بقي منا .. حتّى نُؤكل ؟؟!! ))


 


كتبتْ هذه العبارة بأناملٍ مرتجفة , و يدٍ صغيرةٍ حالمة , و شعرٍ مبلل , و دمعةٍ ترفض الخروج .. و ترفض واقعاً مذبذباً .. بل مُذللاً ..


 


لم تكن الوحيدة بهذه الحالة , لكنها وحدها من رأى تلك الصور البشعة من الماضي ..


فزعة ٌ بسيطة , أصابتْ الأشخاص حولها ..


رجّة ٌ قويّة , هزّتْ عرش الأشياء حولها ..


وحدها من سمع أصوات الماضي .. لا الحاضر ..


وحدها من ركض خوفاً و رعباً , من رصاص الماضي .. لا الحاضر ..


هي لا تعلم كيف باتت الناس هنا هكذا , دون ردى فعل ( سوى السخريّة ) 


هل يتصنعون اللامبالاة ؟ أم أنهم فعلاً اعتادوا الموت ؟ّ


شعرتْ للحظةٍ ما , أنها مريضة , و كل من حولها يعيشون بحالةٍ طبيعيّة ..


أمسكت بقايا شجاعتها , و اتصلت بأقرب شخصٍ لها ..


فأعلن هاتفه " هذا الرقم مغلق أو خارج نطاق التغطية حالياً .. نرجو المحاولة لاحقاً "


فهربت مما هي فيه و قالت في نفسها : نتمنى أيها الحمقى .. تتحدثون العربيّة و لا تفقهونها ..


و من ثمَّ , استحضرتْ ذاكرتها , أنَّ صاحب هذا الرقم .. قتلته .. حربٌ أخرى ..


و كأنَّ حزنٌ واحدٌ لا يكفي للبكاء ..


و كأنَّ خوفٌ واحدٌ لا يكفي للإنحناء ..


و كأنَّ ذكرى قاتلة واحدة .. لا تكفي .. للعياء .


تذكرتْ قصة حبٍّ عاشتها مع أحدهم ..


قصة ٌ ينقصها شرحٌ منطقي ..


قصة ٌ طويلة , تدور أحداثها عن خرابٍ في القلب , و ضياعٍ في الروح .. و حرب في العقل ..


بل هي حربٌ .. في الانتظار ..


رغم تشيعها لتلك اللعنة , إلا أنها تذكرتْ أيضاً كيف وقعت ! كيف مرضت ! كيف تعثرت ! كيف نضبت ! كيف .. كيف .. كيف ..


و ما بين كل حرف في ال ( كيف ) ..


ماتت مئة و ألف مرة , تبدّل حالها مليون مرة .. و فقدتْ ذاتها .. مرة ً واحدة .. في فضاءِ العدم الفارغ ..


احتضرتْ , فقدتْ الثقة , هوتْ , ترنحت .. و إمتلأ حلقها بالخيبات , و رفض النداء لكلِّ الأسماء .. إلا اسمه ..


و بعد هذا التخبّط كلّه , و تساقط العبرات بين أحضان الشآم ..


قالت : 


لعنة ٌ أصابتنا .. |حربٌ| في كلِّ مكان ,, و كلِّ شيء ..


فهل نلحق شراب الضوء ؟!


و كل ما يحدث معنا و حولنا , لا يوحي إلا ..للفناء ..


 


شهد بكر


 


 


 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.