مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 9/06/2021 01:34:00 م

تأثير التلوث الضوئي على حياتنا 1

تأثير التلوث الضوئي على حياتنا 1
تأثير التلوث الضوئي على حياتنا 1

 إذا نظرنا إلى السماء في ليلة صافية غير مقمرة من أي مكانٍ خارج المدينة لاستطعنا أن نحصي آلاف النجوم، وكذلك يمكننا بسهولة أن نرى ونميز أحد أذرع مجرتنا درب التبانة، وإذا كنا محظوظين ونعرف أين ننظر فقد نتمكن من رؤية بعض الكواكب كالمشتري عداك عن المتعة الكبيرة التي يبثها فينا جمل وجه القمر.

من داخل المدينة فبالكاد نستطيع أن نرى بضعة نجومٍ فقط، ولا يمكننا أبداً رؤية مجرتنا أو أي كوكب، بل حتى ضوء القمر يبدو باهتاً وكئيباً ولا يثير فينا أي مشاعر، فلماذا؟

من المعروف بأننا لا نرى النجوم في النهار لأن ضوء الشمس القوي يحجب عنا جميع الأضواء الأخرى مثل أضواء النجوم ولذلك يمكن القول بأن أضواء المدينة الصاخبة هي التي تحجب أضواء النجوم وتمنعنا من رؤيتها، ولكن أضواء المدينة ليست السبب الوحيد وراء ذلك فهناك الكثير من الملوثات التي تحجب أضواء النجوم مثل سحب الدخان والغبار التي تملأ أجواء المدن. ولكن يمكننا القول بأن التلوث الضوئي وحده قادرٌ على أن يفقدنا جمال السماء.

في عام 2016 صدر أطلس جديد يمثل دراسةً تمت على مدار خمس عشرة سنةً لمشكلة التلوث الضوئي في مختلف أنحاء العالم، وقد بينت تلك الدراسة بأن كمية الضوء الصناعي التي ينتجها البشر بمختلف نشاطاتهم و الموجودة في مختلف بلدان العالم جعلت 83% من سكان الأرض تحت تأثير التلوث الضوئي بشكلٍ وسطي مع العلم أن هذه النسبة قد تصل إلى 99% في بعض البلدان مثل أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية، والأسوأ من ذلك أن هذه النسبة تتزايد باستمرار بمعدل 6% سنوياً، ولكن مع زيادة الانتباه لهذه المشكلة وزيادة الوعي العام حول تداعياتها فقد انخفضت هذه النسبة في الزيادة إلى 2% في السنوات الأخيرة.

 كذلك دلت تلك الدراسة على أن أكثر بلدان العالم تأثراً بالتلوث الضوئي بحسب ذلك الأطلس هي سنغافورا يليها دول الخليج العربي.أما أقل الدول تعرضاً للتلوث الضوئي فكانت في إفريقيا وذلك متوقع لعدم وجود التطور العمراني والصناعي الكبير في معظم دول إفريقيا.

قد يتساءل البعض:

ما المشكلة في ذلك؟ وما هي تداعيات تلك الكميات الكبيرة من الأضواء فهي تجعل المدن أجمل ووسائل الحياة أفضل؟

رغم أن الأمر قد لا يبدو خطيراً للوهلة الأولى إلا أن التدقيق أكثر و إمعان النظريكشف لنا الكثيرمن تأثيرات التلوث الضوئي التي لا يمكن الاستهانة بها.

فما هي أهم تلك التأثيرات؟

  1. الهدر المالي الكبير: تشير الإحصائيات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يصل فيها عدد المصابيح الكهربائية المنتشرة في الشوارع إلى 45 مليون مصباح وأن عدد المصابيح في مواقف السيارات يتجاوز 52 مليون، أما المباني الصناعية والتجارية فلديها أكثر من 62 مليون مصباح، ويمكن تخيل المبالغ الهائلة اللازمة لانتاج وتركيب و تشغيل كل تلك المصابيح.

  2. هندسة الإضاءة سيئةٌ جداً في معظم الأماكن بمعنى أن طريقة توزيع و توجيه وتغطية المصابيح غير صحيحة ما يسبب ظاهرة التوهج التي قد تكون مزعجة للآخرين وقد تسبب التعدي على حقوق الآخرين فبعض الجيران مثلاً يضيؤون منازل جيرانهم ويكشفون ما بداخلها.

إقرأ المزيد ..

بقلمي سليمان ابو طافش 🔭.

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.