مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 8/22/2021 07:37:00 ص

الحركة الجماهيريّة وتصنيف أتباعها وعلاقتها بالوضع القائم

 

الحركة الجماهيريّة وتصنيف أتباعها وعلاقتها بالوضع القائم
الحركة الجماهيريّة وتصنيف أتباعها وعلاقتها بالوضع القائم

من المجموعات الّتي من الممكن أن تنظّم للحركات الجماهيريّة هم المحبطين أكثر المجتمعات الّتي تنشط فيها الحركات الجماهيريّة هي الّتي يسود فيها الحريّة مع عدم وجود ما يزيل إحباط الناس..

فالمحبط هو الذي استسلم للقدر وبدأ في البحث عن المساواة ، فممكن أن يطالب بالحرية لكنها حرية المساواة والتماثل ، فيحرّكه الشوق لفقدان الهوية الشخصيّة .

العاجزون عن التأقلم هم المجموعة القابلة للإنخراط في الحركة الجماهيرية :

هؤلاء محبطين بطبعهم ، لأنّهم لم يكن لديهم الوعي لدورهم في الحياة بعد ، كالمراهقين وخريجي الجامعات والعاطلين عن العمل ، فهؤلاء يظلوا خائفين من المستقبل ، فأجمل سنوات عمرهم ممكن أن تذهب هدراً قبل تحقيق أهدافهم ، لذلك ينجذبون للحركات الجماهيرية بسبب الوعود التي تحملها هذه الحركات لمستقبلهم .

  • المصابون بالملل :

فأكثر الحركات الجماهيريّة ينجذب لها ممن يشعرون بالملل أكثر من الذين يشعرون بشظف العيش والظلم وعدم المساواة .
فهؤلاء هم مجموعات المؤهلين للإستجابة لرسائل الحركة الجماهيريّة ونداءها ، وهؤلاء يشكّلون بؤر توّتر داخل المجتمعات في حال عدم الإستجابة لحالهم المعيشي والنفسي والمستقبلي ، فمن الأفضل لتفادي أي إضطراب داخل المجتمع هو إشراك هذه المجموعات داخل مؤسّسات القرار وتوسيع دائرة الديمقراطية السياسيّة لتشمل أوسع الفئات والجماعات .

كيف تستطيع الحركة أن تنظم المجموعات بطريقة تسيطر عليهم بنفس الوقت ؟

أوّل الأمور هو التماهي مع المجموعة :

  • عن طريق تذويب الفرد بالروح الكلية للجماعة ، فلم يعد يُعرف نفسه على أنه فلان بل أنه روسي أو سوري أو ألماني أو ..الخ .

إحتقار الحاضر :

  • فلا تكتفي الحركة بتصوير الحاضر على أنه بائس وسيء ومحافظ ، بل تقوم بتعبئة القوى الاجتماعية باتجاه تجعلهم يضحون من أجلها وتدفعهم لنكران الذات اتجاهها بشكل مخيف .

الأمل :

  • فيجب على الحركات الجماهيريّة أن تبشر بالأمل ، ويجب على الأمل أن يأتي حالاً ، فالّذين قاموا بالثورة الفرنسية وعدوا بالحرية والمساواة والإخاء الّتي ستأتي في الأيام المقبلة القليلة ، فالآمال والرؤى والأحلام أسلحة فعالة جداً ، ويأتي دور القائد المؤثر من خلال مدى إدراكه لهذه الأسلحة ، وهذا الإدراك ينبع من الفشل في التعامل مع الأمور الواقعيّة .

العقيدة :

  • وهذا ما يعبىء الفرد ليضحي بنفسه من أجل المصلحة العامة ، فالشخص الّذي يمارس المراقبة والنقد الذاتيين لا ينجذب عادةً للتضحية بنفسه .

الشحن العاطفي :

  • فالحركة الجماهيريّة تثير المشاعر الملتهبة داخل أفرادها وأتباعها ، بهذه الطريقة يتم تحطيم التوازن الداخلي للفرد ، وبهذه الطريقة يتم ضمان إستمرار إغتراب الفرد عن نفسه على الدوام ، وهذه أسهل طريقة بتوجيهه .

الكراهيّة :

  • فهي تشّكل عامل موذحد مهم ، وأي حركة يجب أن يكون لها عدو تكرهه ، فالكره يجذب الفرد من نفسه وتنسيه يومه ومستقبله ، فيبقى جزء ليس له هوية ذاتيّة ، مما يكون جمهور شديد الإشتعال .

فالحركة الجماهيريّة إن لم يكن لديها رؤية واقعية تستطيع ملاقاة التطلعات والأحلام لأتبّاعها ، ومن غير تحديد العمق الإجتماعي للحركة وأسبابها وشعاراتها وبرنامجها ، ستبقى بؤرة توتر تهدد المجتمع بالإنقسام والتفرق والحرب والتناقض .

✍🏻  بقلمي جمال نفّاع

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.