مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/30/2021 03:11:00 م

ما هي الأدلة العلمية على وجود خالق ؟


ما هي الأدلة العلمية على وجود خالق؟
ما هي الأدلة العلمية على وجود خالق؟


هل هناك ضرورة لإثبات وجود الخالق؟

يعتقد البعض وخاصة المتدينين أنَّه لا حاجة لإثبات وجودُ الله فهذا أمرٌ بديهي وهو من المسلَّمات ومن الفطرة التي جُبل عليها الإنسان ولكن معضم النَّاس يريدون أدلة علمية تقنع الملحدين وتثبِّتُ إيمان المؤمنين، فهل هذه الأدلة موجودة؟

بداية يجب التفريق بين مفهومين متقاربين هما الدليل و الحجة.

الدليل:

يجب أن يقوم بذاته و أن يستقل عن سواه بحيث لا يستطيع أحد التَّشكيك فيه أو رفضه.

أما الحجة:

فهي فكرة قوية ومدعومة وتحضى بكثيرٍ من التأييد ولكنَّها لا ترتقي لمستوى الدليل.

علمياً لا يوجد أي دليل قاطع يؤكد وجود الخالق، ولكن هناك الكثير من الحجج ( هذا طبعاً بغض النظر عن كلّ ما تقدِّمه الكتب الدِّينية فحديثنا يتناول الموضوع بطريقة علميةٌ بحتة) ؟

ما هي الحججُ القويَّة على وجود الخَالق؟

الحجّة الأولى، مبدأ المحرِّك الأوَّل أو مبدأ السَّببيّة :

فكلُّ شيء موجود لا بد له من شيء أوجده وهناك من أوجد هذا الشيء، وهكذا حتى نصل إلى المنشأ الأول الذَّي نتجَ عنهُ كلّ شيء وهو الخالق.

الحجّة الثَّانية، حجَّة الوجود المنطقي:

التي قدَّمها ديكارت و القديس انسيلت وتقول بأن الخالق هو أكبر ما يمكن تصوره في الوجود، وهو إمَّا أن يكون موجوداً في تصورنا فقط أو أنَّه موجود حتى خارج حدود تصورنا.

ولكن إذا كان موجوداً داخل تصوُّرنا فقط فهذا يعني أنَّ تصورنا أكبر منه وأنَّه ليس أكبر شيء ولذلك فهو حتماً موجود خارج تصورنا أيضاً وبما أنَّه موجود خارج تصورنا فهو موجود فعلاً.

الحجَّة الثَّالثة، حجَّة الصنع:

وتقول بأنَّ كلّ ما هو موجود حولنا بهذه الدّقة والتَّكامل لا يمكن أن يكون موجوداً بدون صانع (خالق) وقد تسمى هذه الحجّة أحياناً حجّة الضَّبط الدّقيق لأنّ كلّ شيء موجود بمقدار ولو اختلف هذا المقدار قليلاً لاستحالت الحياة.

ويمكن تسميتها أيضاً حجّة العناية الإلهية:

فلو نظرنا حولنا لوجدنا كل شيءٍ متناسقٍ ومتناسبٍ بما يخدم وجود الإنسان واستمراريته. ولكن هذه الحجّة تعتبر ضعيفة لأنَّها لا تتناسب كثيراً مع العلوم والاكتشافات الحديثة.

الحجَّة الرَّابعة، هيَ حجّة الأخلاق:

فلا بد من وجود قانون أخلاقي يضبط سلوك الانسان ويقيده، وهذا القانون يولد مع الانسان أي لابد من وجود خالق وضعه فينا.

الحجة الخامسة، حجة التجربة الروحية:

فهناك الكثير من النَّاس يقولون بأنَّهم يشعرون روحانياً بوجود الخالق وهذه الحجَّة رائجة كثيراً عند مختلف الأديان وهي تدلُّ على أنَّ هذا الشعور داخلي لا يتعلق بماهية الدِّين الذي يؤمنون به .

خلاصة القول:

أنَّه لا يوجد دليل قطعي على وجود خالق، ولا يوجد أيضاً دليل قاطع ينفي وجوده، (أي لا يوجد حتَّى الآن أي تفسير يشرح كيف نشأ الوجود بدون خالق).

ولكن معظم الفقهاء ورجال الدين وحتى بعض الفلاسفة ومنهم الكندي، يرون بأنَّ وجود الخالق أمرٌ مرجّح أي أنَّ الوجود بكلِّ مافيه يرجّح وجود الخالق.

🔬 بقلمي سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.