مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/28/2021 05:53:00 م

 أهمية اللعب في حياة الأطفال وهل للأب دور في ذلك ؟ 

أهمية اللعب في حياة الأطفال وهل للأب دور في ذلك ؟
أهمية اللعب في حياة الأطفال وهل للأب دور في ذلك ؟ 

نسعى من خلال القواعد التربوية أن نمارس عملية التربية عن علم وليس عن تلقائية وإنما نتعلم كما نتعلم كيفية استخدام الأجهزة الإلكترونية أيضاً نحن مطالبون أن نتعلم كيف نتعامل مع أرقى مخلوق وأعظم نعمة أعطانا إياه الله عز وجل زينة الحياة الدنيا .

سنتحدث في هذا المقال عن موضوع يكاد يكون مغيب داخل الأسرة 

وهو موضوع اللعب

 ليس المقصود أنه مغيب اللعب لكن المقصود أن اللعب الذي يقوم بدوره هو الوالد فلذلك كأنه لسان حال أبنائنا تقول

 أبي هيا نلعب معا". 

نتحدث عن مزايا اللعب عندما يكون الذي يلعب ويداعب هو الوالد لأن الأمهات يقومن بدورهن على أكمل وجه وأن الأدوار التربوية تنحصر بيد الأمهات لكن دور الأب هو الغائب في هذا المجال التربوي .

ماهي مزايا اللعب في حياة الأبناء ولاسيما لعب الأب مع الابن : 

  • اللعب يعد الطريق نحو الثقة المتبادلة بين الوالد وابنه حينما يقضي الأب وقتاً طويلاً يلعب ويداعب تنشأ بينهما علاقة خاصة مبنية على الثقة والاكتشافات التي تدفع الطفل بقوة وعزيمة لينطلق نحو العالم وهذه الميزة التي نسعى أن نحققها من خلال اللعب فاللعب يعد بداية الانطلاق لحياة الطفل .
  • نحن لا نريد أبنائنا أن يكونوا آلة لتلقي الأوامر التربوية والتوجيهات ولكن ينبغي أن يكونوا أشخاص يتلقون برمجة ويعتمدون عليها لينطلقون في حياتهم انطلاقة أحرار انطلاقة من يعتمد الطفل على ذاته وقدراته انطلاقة يثق بنفسه ومن يحسن التعامل مع نفسه ومع الآخرين يكون ناجح في مستقبله

- اللعب طريق نحو تبادل المشاعر 

من الشهر السابع من عمر الطفل يصبح اللعب مع الأب فرصة يتبادل الطفل مشاعره وأحساسيه وكل أنواع الإثارة باستمرار فالأب والابن يصبحان يعرفان بعضهما البعض عن طريق اللعب ، فالصغير تعلم كيف يثير انتباه الأب وكيف يحصل على مداعبته المفضلة ويدخل البهجة إلى أبيه وهذه إحدى المميزات الرائعة جداً

 أن الابن من البداية يشعر ،يفهم ،يكتشف ، وهذا يشكل ذكاء لدى الأبناء  ذكاء عقلياً يعرف من خلاله أشياء كثيرة فهي نوع من المهارات العاطفية والاجتماعية والوجدانية التي يتعلمها أبنائنا من خلال اللعب ولاسيما مع الأب ، أيضاً اللعب فرصة ومتعة للطفل فكل إنسان لديه حالة نفسية تدعى الترويح فالإنسان الذي ليس لديه برنامجاً ترويحياً تزداد الضغوط النفسية لديه .

الترويح عبارة عن وسيلة

 وفرصة نزيل من خلالها كل الضغوطات النفسية التي نتلقاها باستمرار في حياتنا فالعمل عبارة عن ضغوطات ومظاهر الحياة الحالية والعولمة التي بدأت تكتسح حياتنا الاجتماعية والثقافية وغير ذلك كلها ترفع حالة التوتر لدينا لذلك من الحاجات النفسية التي يهملوها الكثيرون أن يكون لديهم برنامجاً ترويحياً .. 

 البرنامج الترويحي ليس حينما تشعر بالراحة مع أبنائك أو عندما تقرأ كتاب علمي ..

هذه البرامج ليست ترويحية هذه البرامج تقوي لديك جوانب معينة كالحاجة إلى القوة أو الحاجة إلى الحرية ولكن البرنامج الترويحي هو الذي يتيح لك فرصة للتخلص من التوتر مثل الرياضة والسباحة والمشي وقراءة بعض الكتب الترويحية مثل كتب التي تتحدث عن الطرائف .هذه كلها هي التي تساعد الإنسان على أن يكون له جانبا" ترويحيا" في حياته 

اللعب متعة وفرصة تحقق هذا الجانب وتشبع هذه الحاجة . فاللعب هو طريق لتنمية مهارات الطفل المتعددة يوسع مدارك الخيال لديه ، اللعب مع الأب متعة للطرفين فالأب يستمتع والابن أيضاً يستمتع فشعور أي إنسان أنه محور اهتمام الطرف الآخر يسعده وهو إحساس يشعر به الأب والطفل معاً فالصغير يشعر بالأمن والطمأنينة والأب أيضاً يكتشف إمكاناته وقدراته الرائعة في التمثيل والمسرح والتربية والتوجيه وهذه جوانب مهمة لتروية جانب الترويح .

اللعب ينمي قدرات النجاح عند الإنسان لكي ينجح الإنسان لابد له من قدرات 

فالنجاح قرار ورغبة داخلية ولكن هذا لايكفي فلا بد بعد القرار الذي يتخذه الإنسان أن يسعى له بمعنى أن ينمي القدرات فإذا استطاع أن ينمي الدوافع والحوافز الداخلية ويشكل القرار وينجح فهذه البداية ..

عندما يتعود الأب والطفل على اللعب معاً ويتعرفان على بعضهما البعض منذ الأيام الأولى 

ما الذي يحدث؟

 تنمو العلاقة بينهما ، تتطور بشكل أكبر وأعمق ..

حين يشعر الطفل مثلاً أنه بإمكانه أن يعتمد على هذه العلاقة القوية التي تشكلت مع والده 

فيتعلم كيف ينطلق لأنه يعلم أن لديه سند في حياته فيبدع ويتعلم كيف يبني علاقات إيجابية مع الآخرين والتخلص من الاضطرابات التي يواجهها

 فكلما تعمقت هذه العلاقة وتعمق إحساس الطفل بقرب الأب منه كلما اكتسب الطفل ثقة بالنفس وقوة بالشخصية وهذه بداية لتقوية شخصية الإنسان .

إذ أن علاقة الابن بالأب تتيح له فرصة ليجرب ويتعلم

 فيتعلم الابن كيف يبدأ ويكتشف من خلال اللعب  كما يستطيع أن يتعلم أشياء كثيرة ، يتعلم كيف ينجح لأنه يحاول أمام والده والوالد يشجع ويدعم هذه المحاولات فيتعلم الابن أعظم مهارة يحتاجها كل إنسان وهي كيف ينجح ..

الكثيرون يرغبون بالنجاح ويقرأون عنه لكن تنقصهم المهارة ..

 فالابن يتعلم كيف ينجح قبل أن يتعلم الرغبة في النجاح وهذه إحدى مميزات الطفل أنه يتعلم وبعد أن يكتشف الحياة من حوله ويكتشف العالم ويريد أن ينطلق وتبنى لديه الرغبة الداخلية ليقرر النجاح يجد أنه يملك هذه المهارات وهذا الفرق بين الطفل والكبير فالكبير لا تستطيع أن تعلمه مهارة إذا لم يكن لديه رغبة لذلك 

يكون التعب بشكل أكبر بتوجيه الكبار بينما الصغار بسهولة يتعلموا المهارة ثم تشكل لديهم الرغبة فيما بعد ..

إقرأ عن القاعدة المعكوسة بين الصغار والكبار 

تؤكد الأبحاث أن شخصية الإنسان تتشكل في السنوات الأولى وأن أهم السنوات التي يمكن أن نركز عليها في الجانب التربوي السنوات السبع الأولى ٩٠% من المهارات التي يحتاجها الابن يمكن أن يكتسبها  في هذه السنوات من خلال اللعب .

بقلم نور العصيري



إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.