مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/28/2021 03:36:00 م

 رسالة من طفل لأبيه الحاضر الغائب 

رسالة من طفل لأبيه الحاضر الغائب
رسالة من طفل لأبيه الحاضر الغائب 


أن تتعلم فن تربية الأبناء وكيفية فهم أبنائك وكيف توجههم وتجعل نفسك تمارس الأساليب السلبية نفسها التي يمارسها إنسان ليس لديه وعي ولا دراسة وعلم ولايعرف حتى القراءة والكتابة لذلك ما دمت أنت إنسان متعلم فمارس هذا التعلم والعلم واجعله قوة لك في تربية وتوجيه أبنائك ..

من أقوى الحاجات النفسية عند الطفل لو علمت كيفية إشباعها ستجد نفسك ضمن برنامج من أقوى برامج تربية الأبناء وهي الحاجة إلى التأديب فذلك لايعني أنك بحاجة إلى الضرب والعقاب وإنما أساليب من أرقى الأساليب التربوية التي يمكن أن نأدب أبنائنا من خلالها ..

فعندما نتلقى رسالة من أبنائنا كما ذكرنا سابقاً  في مقالنا الشيق " عامل طفلك كما تحب أن تعامل "

فهي تكون عبارة عن رسائل خفية مشفرة يبعث بها الابن ليقول لك لدي حاجة غير مشبعة"..

تلاحظ من هذه الرسالة بعض المفاهيم فالابن يخاطبك أنت من خلال سلوكه 

فيقول لك :

إن الذي أعاتبك عليه يا أبي هو بعض نسيانك لي في زحمة أشغالك وزحمة اهتماماتك 

وإغفالك لإدراج اسمي في مواعيد مذكراتك 

اشتقت إليك يا أبي قد تتعجب من هذه الرسالة وأنت معي 

فلا أنت بالأب الغائب المهاجر إلى ديار الغربة بعيداً عن العين و الأهل والأقارب وبعيداً عن الأحبة

 ولا أنت مقيم في أسرته وبين أبنائه ينعمون بصحبته ويسعدون برفقته

 فأشعر بأنك بيننا صباح مساء طيفك حاضر معنا متى نشاء 

لكن يا أبي كثرت أشغالك طال غيابك كلنا نفتقد أثرك 

انتظرت طويلاً عودتك.. عودتك إلى ما عدهت بك.... وطال انتظاري حتى بدأت أفقد الأمل في عودتك

 شملتني بعفوك ... شملتني برضاك ورعايتك وأنا صغير وكلما كبرت سنة كلما كبرت بقعة غيابك عني 

كلما اشتد عودي شعرت بالحاجة إليك واشتدت مشاغلك عني وخطفتك برامج أنشطتك

 فلما عرفت سر غيابك وتأسفت على ما علمته من مرافقتك ومصاحبتك 

 إحساسي بك نابع من طفولتي ، كيف لا أكون كذلك يا أبي وقد رأيت منك ما أقر عيني وطيب خاطري 

فأنت مثلي وقدوتي وأنت يدي المحامية عني وقوتي التي تنهض بها همتي 

 فلا تعجب يا أبي إن كان شوقي إليك زائد عن قدرتي وإن كان صبري عن غيابك قاعد عن نصرتي 

ألست أنت يا أبي من علمني كيف ارتبط نبي الله نوح عليه السلام ارتبط بابنه الذي امتنع عن الاستجابة لدعوته 

فلما أنزل الله غضبه نادى نوح ربه فقال: ربي إن ابني من أهلك فتحركت عاطفته الأبوية لعلها تكون شافعة لابنه من عقاب الله وتنجيه

 فلم ينسى الأب ابنه في أصعب الأوقات رغم اختلاف المعتقدات ولن يغفل عنه أيضاً رغم تمسكه بالمعصية 

أنت يا أبي من علمني كيف تعثر نبي الله يعقوب بغياب ابنه يوسف عليه السلام وابيضت عيناه من الحزن  فهو كظيم

 فلم تغني عنه كثرة أبنائه على أن يتولى عنهم جميعاً ويبث حزنه وشكواه لخالقه .. 

أبي العزيز أبي الغائب  إني أعاتبك وهل الابن يعاتب أباه !!

بقلم نور العصيري 


بقلم نور العصيري 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.