مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/25/2021 03:21:00 م

 ذكرى وفاة جدتي

ذكرى وفاة جدتي
ذكرى وفاة جدتي

السلام جدتي ..

كان يكفي أن تمري بخاطري حتى أحيي ذكراك بأطيب الكلمات، وددت أن يمتد عهد البقاء ولكنه القدر والقضاء، ولانقابل ذاك الا بالشكر والدعاء.

أريد أن أخلد ذكرك بقلمي كما خلدت ذكرك أنت من قبل بعملك، لا أكاد أرى طيفآ من البشر يذكرك إلا بأطيب ما صنعت له من أطيب ما وهبك الله..

لن أنسى جلسة المساء ودفء الشتاء الذي تشعله قصص أقدارك لتنتهي بها إلى حكمة حانية و موعظة هادية مختومة بجملتك الشهيرة( هاد شغل الله يا تيتة) ..


وإنه من عجيب ما مررت به بعد موتك، أنني ألحظك بروحي في الكثير من المواقف وأكاد أراك بقلبي كيف تبسمين..

وحينما زرتني حلمآ، لم تعلمي كم طافت روحي مهللة بزيارتك وشرعت عيوني لتأسر ملامح وجهك، ولكنها لحظات معدودة ثم إلى  دنيا الفناء دخلت روحي وفارقتك..

أتذكرين ...

وصفك لي للجنة التي رأيتها، كنت قد قلتي لي أن فيها ما يسر الفؤاد كثيرآ، وعلى هذا السرور الذي أنت لا شك بعطاء الله أنك فيه، أسلو حزني و أساري وجداني ..

كم من لقمة جاءت لفيك ودفعتها بطيبتك لمن يلوذ بك..

كم من نعمة أحاطتك، فسطرت بها صدقات و ثناء..

كم من مصيبة صبت في قدرك، فشكرت عليها ربك بلا شكوى وازدراء..

فكنت دوما تعلمين أن حال الدنيا زائل، وأننا جميعنا إلى دار الخلد سنرحل وأنها دارنا دنيا الفناء!.

كنت أعلم أن خسارتنا بك،  هي ربح للعالم الآخر

أتراه كيف كان ...

عهد اللقاء ما بينك وبين جدي الذي لطالما طفت به بكل حديث، تخمرين وجنتيك بصنيع حبه وكأنه أمامك ماثل بلا لقاء..

هل شاهدت أعمامي الذين اعتصر فؤادك مرارآ على موتهم؟..

كيف التقيت بأمك وأبيك الذين لم أسمع عن طيب قلب يكتمل إلا بهم!

كيف وكيف يا جدة؟؟..

أتراك التقيت بسيدي وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت قد همست في أذنك عند وداعك قبل أن تدخلي لحدك، أن أوصلي سلامي وحبي إليه..


أتراك نلت قربه؟ فلكم كنت قريبة لخلقه وهديه..

عساك في مجلسه تزاورين أهل الله الذين آمنت بهم دون أن تريهم، وحدثتني عنهم وعن جميل صنيعهم،

وعسى في منازل الفردوس مقامك يعلو، وذنوبك تجلو..

و إلى أن نلحق بك الركب يا جدة..

سلام وقبلة وكثير من الشوق والحنيين..

بقلم غدير عثمان.

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.