مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/14/2021 03:05:00 م

 

 إدمانُ الأدوية والجرعات المُسكّنة 1


إدمانُ الأدوية والجرعات المُسكّنة
 إدمانُ الأدوية والجرعات المُسكّنة

نشعُر في كثيرٍ من الأحيان بالضّغط والتّعب النَّفسي أو الجسدي، سابقاً كُنَّا نلجأ إلى أساليبٍ صحيّة لإعادةِ شحنِ طاقتنا، فنخلد للنوم أو نذهب في نزهةٍ، أو نقوم بتغيير روتين العمل، أو نُحسّن طبيعة الغذاء الّذي نتناولهُ، وكانَ الصَّبرُ ثقافَة مُنتشرة بين الجميع، فلا يلجُّ أحدٌ ويستعجل حدوث الشيء، بل  يُعطِي لكُلِّ حدثٍ حقَّهُ من الوقت.


أمَّا اليوم في عصر السُّرعة 

 أصبحنا لا نُطيق الانتظار للحظات، ونودُّ تحقيق مرادنا في أسرع وقت ممكن، ولا نتعامل مع الضغوطات النّفسيّة والجسديّة على أنّها تعابير من جسمنَا المُنهك يودُّ من خلالهَا إيصال رسالة يقول فيها : أنا مُتعب، أرحنِي. لا العكس تماماً، فإنَّنا نُعرِّضهُ لضغطٍ أكبر من خلال مجموعة من التّصرُّفات الغير عقلانيّة، كالعصبيّة والقلق. 

لماذا التّعصيب،ولماذا القلق، ألستَ أنت ذات الشّخص الّذي سَهِر البارِحة ولم ينم جيّداً؟ ألستَ أنت ذات الشّخص الّذي خرج دون إفطار؟ ألست أنت ذات الشّخص الّذي يُدخِّن مالا يقل عن علبة سجائر كل يوم؟ وأضف على ذلك تغذيتكَ السّيئة من خلال اتّباع أنظمة غذائيّة عشوائيّة وغير صحّية، وغيرها من التّصرفات الرّعناء، كأنّكَ تُعامِلُ جسدكَ معاملةَ السَّيّد للعبد، لا كهبة ونعمة من الله يجب الحفاظ عليها.


العصبيّة والقلق لا يُعالجَا الموضوع

على العكس تماما، فقد يُجبراك على طاعة نفسك في إتِّباع الأفكار الجهنَّميّة الّتي تنخُر في راسك وتحاول تزيين بعض الأفعال المُحرّمة لما فيها من ضرر كبير على جسمك، لذا توخَّى الحذر، لا تَتّبع سُبُلَ الرَّاحة الكاذِبة، فهِي تُسكِّنُ ألمكَ بشكل مؤقّت وتزيدُ في طاقتكَ، ولكن على حساب تأمينِ مَسكنٍ لها داخِلَ دماغك!! نعم صديقي هي تسكنُ أكثر المناطق حساسيّة في الدّماغ وتسيطر عليك، فتُصبِح إدمان، تُصبِح هي سبب عيشكَ، وتأمينُهَا وتعاطيهَا هدفُ الحياة، أتودُّ أن يكونَ هدفُ حياتكَ بهذا السُّوء؟!. 


سنتحدّث في مقالنا القادم عن ظاهرة منتشرة في مجتمعنا وهي إدمان الأدوية. سنتعرّف عن الأسباب الكامنة وراء هذا الأمر، ونذكر الأعراض المرافقة لآلية التعاطي هذهِ، وسنذكر بعض النّصائح الّتي تساعدنا على الوقاية أو التخلّص منها.


بقلم الدكتور علي سويدان

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.