مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/30/2021 02:03:00 م

 حديث فتاة 

حديث فتاة
حديث فتاة 

كان هناك عائلة صغيرة مؤلفة من أربعة فتيات وشاب.. ومنهم فتاة في الرابعة عشر  من عمرها..تدعى "يارا" كانت يارا فتاة جذابة وجميلة ..محبوبة من عائلتها.. 


حين كانت يارا صغيرة في عمر ثلاث سنوات مرضت وهي ليست على علم  أن وضعها سوف يصعب حين تكبر..

دخلت المدرسة وتعلمت مثلها مثل أي فتاة أخرى"

لم تكمل تعليمها الكامل بسبب مرضها أنهت سنينها الدارسية بوقت قصير... 

تعالجت كثيرا" وما من علاج لمرضها..يأست يارا من طبيب إلى أخر ومامن فائدة..كان مرضها نادر..

حيث يسمى رجل الثلج ..

كانت تخجل من نفسها أنها مريضة...تحطم قلبها كثيرا" لكنها بقيت قوية. 

حين كبرت يارا زادت ثقتها بنفسها وأيقنت أنها جميلة والآن أصبحت  تهتم بنفسها تحب أن تكون أنيقة وتهوى قراءة الكتب 

تصلي وتحفظ كتاب الله (القرآن الكريم) 

ولديها أمل بالله أنها ستشفى ذات يوم..

قال الله تعالى(" إذا مرضت فهو يشفين") 

كانت يارا تعيش عصر الإنترنت مولعةً به، فتجلس بالسّاعات أمام جهازها دون كلل أو ملل، كانت تضيع وقتها عبر الإنترنت.. 

في يوم من الأيام تعرفت يارا على أصدقاء عبر الإنترنت وأصبحوا لديها مثل الاخوة .. كانوا يحبونها كثيرا"  ..تقضي معهم وقتا" طويلا" بالضحك والمرح... 

هناك شاب يدعى "عمر" ابن عم يارا.. 

ذات يوم أخبر يارا أن هناك طبيب  يستطيع مساعدتها ذهبت يارا مع عائلتها إلى الطبيب كي تتعالج..

سرحت يارا بمخيلتها  كثيرا"..  قالت : هل سأتعالج وأصبح أفضل من قبل هل سيتحقق حلمي أفكار عديدة تمر في مخيلتي.. ادعو الله بأن يحقق حلمي..

حين ذهبت إلى الطبيب تحدثت معه عن مرضها أخبرها الطبيب أن مرضها ليس له علاج حزن الطبيب لأنه لم يقدم لها شيء اعتذر لها..

قالت له  أرجوك لا تعتذر..

أخبرني الطبيب بأني قوية وأنيقة 

تظاهرت بأني على مايرام لكن كدت أن أختنق ، اسمتريت بقوتي واخفيت كل شيء داخلي وصمتت وعدت إلى المنزل وأنا متحطمة.. 

في صباح يوم جديد.. استيقظت يارا باكرا" مع والدتها واخوتها تشرب قهوة الصباح..ومن ثم تناولت وجبة الفطور مع عائلتها.. في الساعة الرابعة عصرا" اتصل "سالم" أخاها و أخبرها أنه سوف يأتي ليأخدها إلى الحديقة فرحت يارا وانتظرته  مع عائلتها..حين أتى  قبلته وأخبرته:

"سالم"أنت النور الذي يضيء حياتي والسند القوي والنبع الذي أرتوي منه حبا" وحنانا".. 

يارا فتاة قوية لكنها طيبة القلب ... ظاهرها قوي لكن داخلها طفلة صغيرة تضحك ... تتألم و الإبتسامة على وجهها لكن داخلها يكاد أن يتمزق ولا يشعر بها أحد.. 

كثيرا" ماتسمع  كلمة أنت فتاة محظوظة " تسأل يارا محظوظة على ماذا؟

على صبرك وقوتك وتحملك كل شيء أنت عليه الأن..الجميع  يرى من الخارج ولا أحد يرى من الداخل لا أحد يرى كم تعاني..

أن الله وحدهُ يعلم أنني رضيت بما كُتب لي حين لم يكن الرضا سهلا"، حين أغلقت كل الأبواب، رضيت دون أن أملك شيئا" سوى إيماني بأنه رحيم" 


الحكمة من هذه القصة ...

لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلباً، بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أيّ عملية .. ماذا يعني الصبر؟ إنّه يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى الوردة، أن تنظر إلى الليل وترى الفجر .. أمّا نفاد الصبر فيعني أن تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة .. إنّ عشاق الله لا ينفد صبرهم مطلقاً، لأنّهم يعرفون أنّه لكي يصبح الهلال بدراً، فهو يحتاج إلى وقت. 

كن على يقين: أن هناك شيء ينتظرك بعد الصبر

ليبهرك وينسيك مرارة الألم ذاك وعد ربي

"وبشر الصابرين"

بقلم نور العصيري

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.