مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/23/2021 10:00:00 ص

الفيروسات التي تهاجم عقلك و كيف يمكنك التخلص منها

الفيروسات التي تهاجم عقلك و كيف يمكنك التخلص منها
الفيروسات التي تهاجم عقلك و كيف يمكنك التخلص منها


كثيراً ما نسمع مصطلح التفكير الإيجابي، ولكن ما هو التفكير الإيجابي؟

هو الإيجابية ، أن نرى كل شيء إيجابي ، أي أن نفكر بطريقة إيجابية . باختصار، هو إنسان متفائل ، وهذا لا يعني أن حياته وردية يحسد عليها. و إذا كان متفائل لا يعني أن تخلو حياته من المشاكل والمنغصات، بل بالعكس قد يكون لديه الكثير من المتاعب. ولكن ببساطة اختار أن لا يستسلم.

كثيراً ما تحصل أشياء في حياتك خارجة عن إرادتك، تقف متعب ، عاجز عن فعل أي شيء. و لكن تخيل لو كان تفكيرك إيجابياً في المواقف السلبية و المؤلمة، على أقل تقدير لن تؤثر على صحتك.

الفكرة الإيجابية تنتشر و تعمم على باقي الأفكار ، تماماً كالفكرة السلبية بالضبط.

دعونا الآن ننتقل إلى الأسئلة السحرية:

▪︎ بدء اليوم بإحساس سلبي:

هل تبدأ صباحك بإحساسٍ يجعلك تشعر أنه سيحصل شيء سيئ،  فقمت بعمل حادث في سيارتك؟

▪︎عدم القدرة على تحمل الضغط:

عندما تذهب إلى عملك تقول لنفسك : إنني لن أستطيع تحمل الضغط الذي يسببه لي المدير و زملائي الموظفين، فحصل ذلك واختلفت معهم؟

▪︎ توقع الأسوأ و الحنين إلى الماضي:

هل ترى دائماً أن القادم أسوأ و أن الطفولة أجمل؟ 

▪︎ الانتقاص من روح المتفائلين:

هل تسخر من الشخص المتفائل وتستهزئ بنظرته الإيجابية؟

لو معظم إجاباتك "نعم" فأنت تفتقد التفكير الإيجابي.

أنت عندما تقتنع ان شيء سيئ سيحصل لك فبهذه الطريقة أنت تؤهل نفسك لتدخل بشكل اندفاعي على المواقف ضمن عملية بسيطة في عقلك الباطني، لينفذ حالما تعطه الأمر .

لننتبه أن توقع السلبيات يختلف عن الحذر من القادم.

الحذر من القادم و الحرص هو خوف إيجابي، مثلا" يدفعك للدراسة من أجل الامتحان، او تدخر المال لتجده عندما يتقدم بك العمر أو لأولادك، أو تحضر للمحاضرة التي تريد إلقائها حتى تقدمها بثقة.

وتذكر هنا الفرق بين الخوف المرضي والخوف الإيجابي:

الخوف المرضي هو الذي يحرمك من النعمة التي أنعم الله بها عليك، وتخاف أن تضيع منك وأن لا تستمتع بها. أما الخوف الإيجابي الطبيعي فهو الذي يدفعك للعمل و الانجاز حتى تعزز هذه النعم و تملك نعم اخرى عن طريق العمل و المثابرة.

الخوف المرضي سببه خطير، وهو إساءة الظن بالله سبحانه و تعالى، لذا قال تعالى:{فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى}، الأمر الذي نركز عليه هو الأفعال و ليس التدبير الرباني.

أحيانا"، يمكن أن يكون الشخص سويا" و يفكر بطريقة إيجابية، لكن يستخدم أسلوب توقع السلبيات كحيلة دفاعية. وهنا نظرة مهمة جدا" في الصحة النفسية، أن الله سبحانه و تعالى قد يرزقك و مع ذلك أنت تتوقع السلبيات، لأنك لو صادفت شيء سيئ،  تحمي نفسك من الصدمة و من قوة المفاجأة التي يمكن أن تصيبك بتجلط دموي او مرض السكر أو الضغط، وهنا نقول إن هذا من الممكن أن يكون إيجابيا في بعض الحالات.

المنهج الذي نقوله لأي شخص خائف من القادم :

نسأله، ما هو أسوأ ما قد يحصل لك!

ممكن أن يجيب: "كلام الناس" نقول أن الناس تتكلم بجميع الأحوال، "خسارة المشروع و المال" نقول إن الذي جمع المال أول مرة يستطيع جمعها مرة أخرى، أما لو استمر معك التفكير السلبي و أصبح منهج حياتك، في تزايد و يفقدك التمتع بالنعم التي رزقها الله لك، لأنك دائما" ترى أن أداءك ناقص و تبقى في كمية من الاحباطات و تنسى الفكرة الرئيسية في دوام النعمة، وهي الشكر {لإن شكرتم، لأزيدنكم} فتنتقل من مرحلة الشكر خوفاً من دوام النعمة، لمرحلة الخوف المرضي، و هو نسيان الشكر و اعتبار أن النعمة ستضيع لا محالة.

كيف يمكننا التخلص من التفكير السلبي؟

أولاً ثقتك بنفسك:

التي تجعلك واثق من أفكار راسخة تحددها لنفسك، مثل الهدف الذي تسعى لتحقيقه.

 ثانياً وهو الأهم هو الممارسة:

و أهم جزء في تغيير العادة هو الممارسة. أن تمارس العادة الإيجابية حتى تدفع بها العادة السلبية، و حتى تتغير في البداية يجب أن تتخلص من الأفكار السلبية و تبدأ تفكر بطريقة إيجابية حتى و إن كنت غير مقتنع في البداية، بعد ذلك و بسبب الممارسة والتدريب و رؤية النتائج ستدرك أنك حرمت نفسك من سعادة عميقة جداً سببها تغيير طريقة التفكير. و يجب أن تعرف أنك لست مسؤول عما يخرج من دائرة الناس من حولك، سواء كان كلام مزعج أو أفعال مؤذية، لكن أنت مسؤول عن الذي سمحت له يؤثر عليك و ينتقل من دائرته إلى دائرتك انت و بقرارك أنت.

أول شيء إيجابي يجب أن تمارسه أن تبدأ يومك بفعل شيء تحبه، كشرب فنجان قهوة كما تحبها، أو تفتح نافذتك و تستمتع بهواء الصباح، أن تذهب من العمل مبتسم متوكل على الله و أنك أديت واجباتك المطلوبة، ثم يأتي تدبير الله سبحانه و تعالى و اختياره لك، و كل أمرك خير من الله عز و جل.

بحر الأحلام واسع، و بحر الأفكار كبير. فلما تختار دائما" ما يؤذيك!. افتح لحلمك مكان و ادعمه بالعمل و المبادرة، و اقضي على الفيروسات التي تهاجم عقلك.

بقلم نهى زغلولة


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.