مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/29/2021 04:40:00 م

السرعة والكفاءة في العمل وأهمية الوقت في تغير حياتك للأفضل 1


السرعة والكفاءة في العمل وأهمية الوقت في تغير حياتك للأفضل 1
 السرعة والكفاءة في العمل وأهمية الوقت في تغير حياتك للأفضل 1


منذ عشر من السنين كان في المنتديات حكاية عن مجموعة من رجال الأعمال الأمريكيين قد وصلوا لجزيرة بعيدة ، وضيفهم واستقبلهم هناك رجل بسيط يعيش في كوخ صغير ويعمل على صيد السمك ، وهذا الرجل الذي يعيش في جزيرة غير مأهولة كان كريماً إلى حد ما معهم، وأراد رجال الاعمال الأمريكيين عرض عمل له هنا فيرد عليهم الرجل ويشكرهم ويقول لهم أن لديه عمل يقوم به وراضي به ، فرد عليه رجال الأعمال بأن نريد لك وظيفة في المدينة بأموال كثيرة فإذا كبرت وأصبحت من العجزة يكون معك أموال كثير ، فرفض الرجل الذي  استضافهم وشكرهم وبقي هذا سر في داخله ، فكيف يمكن أن يذهب للمدينة ويعيش 20 سنة ثم يقدم إلى بيته في الجزيزة من أجل حفنة من الأموال تؤمن له العيشة التي يعيشها حالياً .

هذه القصة تعبر عن مشكلة كبيرة في العصر الذي نحن فيه ، فنحن نقيم النجاح بناءاً على نقطتين هما : - السرعة - الكفاءة ، للعمل بأقصى ما يمكن وبسرعة ، وهذه طريقة التفكير تجعلنا نهتم بشكل كبير بالوقت ونعطيه أهمية كبيرة ونراه له تأثير حقيقي على حياتنا ،فأنت مثلاً ترى جزء كبير من الذي مانعك أن تغير حياتك للأحسن إنك ليس لديك وقت كافي في اليوم فلا يوجد وقت لتتعلم مهنة أو تدخل في وظيفة ثانية ، فمشكلتك ليست مع الوقت بل في البوصلة التي تحدد الإتجاه والطريق ، فإن من كل الأشياء التي تتعرض لها في اليوم تعرف تميز المهم وتعطيه الأولوية وتختار الطريق الذي يناسبه للتوصل إليه ، فعلى الرغم من أهمية البوصلة ترى ناس كثير لا تعطيها أهمية إلا في وقت متأخر مثل رجل قد انتهى من دراسة الهندسة وأتى إليه عرض من شركة كبيرة وبلد غير بلده وهو قد قبل العرض وسافر ، وللصراحة كان هذا المهندس شاطر جداً وأثبت كفاءته مع الوقت وقد كبر وترقى فيما بعد ،وكان سائر بسرعة قوية ولكن كانت تنتظره مفاجأة في نهاية الطريق ستجعله يندم ،فهو اكتشف أن أسرته مفككة وليس لديه وقت ليهتم بهم ولا أصدقاء يسهر معهم فهو كان ناجح في الحياة المهنية لكن على حساب حياته الاجتماعية وصحته وشبابه ، فلم يدري وهو كان منغمس في عمله أنه يسير بشكل خاطىء وليس هذا المكان الذي كان يريده أصلاً ، 
فلماذا الناس تقع في هذه المشكلة ؟ 
فلماذا يعملون بحكاية المهندس الذي فاتت ؟
لأنهم مدمنين طوارىء ، فالشخص السليم الذي ليس بمدمن ، فعندما يأتي أمامه شغلتين متداخلتين مع بعض ، فالمفروض أن يعمله بحسب الأهمية وعلى هذا الأساس يرتب كل واحدة منهم لكن الشخص المدمن لا يمكنه القيام بهذه العملية ولو أتى أمامه أي شيء مفاجىء فيبالغ في أهميتها ويعطيه حجم فوق الطبيعي على حساب الأشياء الثانية التي أهم منه بكثير .

يتبع في الجزء الثاني ..
 بقلم جمال نفاع .

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.