عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث هل يصبح الذكاء الاصطناعي سبب شقاء البشرية؟. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/04/2021 10:11:00 م

هل يصبح الذكاء الاصطناعي سبب شقاء البشرية؟
 هل يصبح الذكاء الاصطناعي سبب شقاء البشرية؟ 
تصميم الصورة : رزان الحموي 


منذ بضع سنواتٍ فقط، كان معظم الناس في مختلف أنحاء العالم، ينظرون إلى وظائف الطب والهندسة على أنها أفضل الوظائف في تأمين الشهرة والمال، ولكن تلك النظرة اختلفت كثيراً في الوقت الحالي، كما أصبحت تلك المهن مهناً عادية، بل هناك مهنٌ أخرى تفوقت عليها وصارت أكثر شعبيةً بين الناس، ويعود سبب ذلك أيضاً إلى الذكاء الاصطناعي الذي أصبح قادراً على إنجاز تلك المهن.


وظائف المستقبل

من المتوقع أن تختفي نصف المهن والوظائف الحالية في المستقبل القريب، ويعود ذلك إلى الذكاء الاصطناعي ودخوله مختلف المجالات،

 ولقد انقسمت الآراء حول| الذكاء الاصطناعي| وفوائده وجدواه بين فريقين

 يرى الفريق الأول بأن الذكاء الاصطناعي سيكون وبالاً على البشرية إذا استمرت وتيرة تصاعده على النحو الحالي، وإذا أصبح قادراً على التعلّم الذاتي

 أما الفريق الثاني فيرى بأن الذكاء الاصطناعي يستطيع تأمين مستقبلٍ أفضل للبشرية، ووظائف ومهنٍ أكثر، ولكنه يجب أن يبقى تحت السيطرة.


الثورات الصناعية الأربع

أُطلق تعبير| الثورة الصناعية الأولى| على ظهور المحركات الآلية، والثورة الصناعية الثانية، كانت ظهور| الكهرباء| وما سببته من زيادة الإنتاج بكل أشكاله، أما الثورة الصناعية الثالثة فهي |ثورة الإلكترونيات| وظهور |الحواسيب| والآلات القائمة عليها، ومنذ سنواتٍ قليلة انطلقت الثورة الصناعية الرابعة متمثلةً بالذكاء الاصطناعي ومجالاته المتعددة.


ماذا يقول الفريق المتفائل؟

يدعو هذا الفريق إلى النظر بتعمقٍ إلى الثورات الصناعية السابقة، فهي قد أحدثت تغييراً إيجابياً كبيراً في حياة الناس، وقد نتج عنها الكثير من الوظائف والمهن الجديدة، وقللت المجهود والوقت وتكاليف الإنتاج، فانخفضت أسعار المنتجات وارتفع المستوى المعيشي للإنسان، فمن المتوقع أن يتكرر ذلك بع الثورة الصناعية الرابعة.


أحداث تاريخية

لم يكن تأثير تلك الثورات عاماً على كل البشر، بل على فئةٍ محدودةٍ منهم، ففي عام 1810 مثلاً، عندما حلّت آلات النسيج مكان العمال في بريطانيا، ثار غضب العمال الذين خسروا وظائفهم، فقاموا بأعمال عنفٍ ضد المصانع الحديثة، فاضطر الجيش البريطاني إلى التدخل بعنف، وفي عام 1812 أصدرت الحكومة البريطانية قانوناً يقضي بإعدام كل من يعتدي على أية آلةٍ أو مصنع، فانتهت تلك الأحداث تماماً بعد عام.

أما الفريق المتشائم فماذا يقول؟

لم يكن عامة الناس متضررين من دخول الآلات إلى المصانع بدل العمال، بل كانوا مستفيدين من توفر المنتجات وانخفاض أسعارها، ويمكن تعميم ذلك على الثورات الصناعية الثلاثة، أما مع الذكاء الاصطناعي فالأمر مختلف، فهو سيقضي عل مصدر دخل معظم الناس، لأنه سيحل مكان الكثير من الناس في شتى المجالات، فنصف الوظائف الحالية ستختفي.

المزيد من التفاؤل:

رداً على ادعاءات الفريق المتشائم، فإن الفريق المتفائل يتوقع بأن الذكاء الاصطناعي الذي سيقضي على نصف الوظائف الحالية، سيخلق في المقابل عدداً أكبر من الوظائف، في حين أن الفريق الآخر يرى بأن استجابة الناس لتلك الوظائف ستكون بطيئةً جداً، فليس من السهل تعلم الناس لتلك الوظائف واتقانها، وريثما يتم ذلك سيعاني الكثير من الناس من| البطالة| والحاجة.


اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/04/2021 10:13:00 م

هل يصبح الذكاء الاصطناعي سبب شقاء البشرية؟
 هل يصبح الذكاء الاصطناعي سبب شقاء البشرية؟ 
تصميم الصورة : رزان الحموي 

استكمالاً لما بدأناه في الجزء السابق

فروقات جوهرية

من ناحيةٍ أخرى، يمكن القول بأن دخول الآلات إلى مختلف الأسواق بعد الثورات الثلاثة الأولى كان بطيئاً وتدريجياً، ما أتاح الوقت للناس لكي يتماشوا مع التطورات الجديدة دون معاناة الغالبية، ولكن تلك الفرصة لن تكون متاحةً مع ثورة |الذكاء الاصطناعي|، ولا ننسى بأن الآلات السابقة لم تأخذ مكان الانسان بشكلٍ كامل بل بقيت بحاجة إلى من يشغّلها ويعمل على تنظيفها وصيانتها وإصلاحها، أما مع الذكاء الاصطناعي فكل ذلك لن يكون موجوداً.


كارثةٌ محتملة

يجب ألا نتجاهل حقيقة أن سكان العالم حالياً أضعاف ما كانوا عليه في فترة الثورات الصناعية السابقة، وكذلك ارتفع متوسط أعمار الناس، وكل ذلك سيعني تزايداً كبيراً في حجم الكارثة التي تنتظرنا بعد بضع سنوات، فبحسب الاحصائيات، من المتوقع أن يدخل العالم في كارثةٍ اجتماعية قريبة، إلا إذا انتبه المعنيون بالأمر إلى التدابير الضرورية لتجنب تلك الكارثة. 


تداعيات الكارثة إذا وقعت

العالم اليوم على وشك الانقسام تماماً إلى طبقتين، طبقةٌ فاحشة الثراء، وطبقةٌ أخرى في الحضيض، ويمكننا بكل بساطة أن نتخيل طبيعة العالم آنذاك، وحجم المعاناة والصراعات والخسائر التي سيتحملها العالم قبل ان يستعيد توازنه، فالتاريخ يعلّمنا بأن المجتمع يستطيع تقبل قدرٍ معينٍ من التفاوت بين أبنائه، ولكنه بعد ذلك الحد سينفجر محرقاً كل شيءٍ في طريقه.


خطرٌ يغفل عنه صانعوه

تشير الاحصائيات إلى أنَّ معظم المؤيدين للذكاء الاصطناعي وأهم داعميه، هم كبار| رجال الأعمال| و|أصحاب الشركات الضخمة|، الذين يريدون خفض نفقاتهم وزيادة أرباحهم، ولا يكترثون لأي شيءٍ آخر، ولكن بعض الخبراء يرون بأن الذكاء الاصطناعي سيكون حبل المشنقة الذي يلتف حول أعناق هؤلاء المؤيدين له، فكيف يعقل ذلك؟


هل ينقلب السحر على الساحر؟

مع زيادة الاعتماد على الآلات المتطورة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، سيزيد الإنتاج، وسيزيد أيضاً عدد العاطلين عن العمل، ممن لم يتمكنوا من مجاراة التغييرات المستقبلية، وهم غالبية الناس بحسب التقديرات، فلن تجد تلك المنتجات من يشتريها، وهذا سيؤدي إلى حدوث ركودٍ اقتصادي، وأزمةٍ اقتصادية، قد تؤدي إلى انهيار الشركات الكبرى.


وفي نهاية الأمر

 نكتشف بأن الذكاء الاصطناعي قد يكون مشابهاً للطاقة النووية، فمن الممكن ان يصنع لنا مستقبلاً أفضل ومن الممكن أن يقود البشرية إلى الهلاك، وتبقى الوجهة النهائية للبشرية بيد القائمين على الأمور

 فإذا تخلوا قليلاً عن تكبّرهم وأطماعهم، وفكروا بمستقبل البشرية جمعاء، وبمستقبل أحفادهم بعقلانية، فقد نجد المستقبل مشرقاً أمامنا جميعاً، ولكن هل حدث شيئٌ كهذا من قبل؟ لا يذكر التاريخ تجربةً بشريةً واحدة، فكّر فيها البشر بمستقبل أحفادهم، ولو حدث ذلك لربما وجدنا بعض| الحضارات القديمة| لا تزال قائمةً حتى الآن.


إن كان لديك أية آراءٍ أو أفكارٍ حول هذا الأمر، فنرجو أن تشاركنا بها. 

سليمان أبو طافش 


يتم التشغيل بواسطة Blogger.