عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/12/2021 04:03:00 م

الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة

- الجزء الأول - 

الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة

الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة

مامعنى الإسلام في نظرك؟ 

هل هو |معتقدات|؟ 
مبادئ؟
| قصصٌ| بطوليّةٌ؟
| دينٌ |سماويٌ؟ 

نعم إنه كذلك وأكثر..

إنّه استسلام باطنيٌّ وظاهريٌّ لما جاء به سيدنا وحبيبنا ونبيّنا| محمد صلى الله عليه وسلم|..
لكن هناك من الناس من يراودها أسئلة كثيرة حول كيفية نشوء |الإسلام |ووصوله إلينا..

فاطمئنّ أخي المسلم وأختي المسلمة..إذا كانت تلك التساؤلات رغبةً في التبحّر بالدين وفهم تفاصيله فلا حرج..

أنت تسأل والإسلام يجيب..


وسنبدأ بأول الأسئلة التي تراود الأذهان حين نقرأ عن |السيرة النبوية|:

1) لماذا اختار الله الجزيرة العربية خاصة كي تكون مهبط الوحي ومنطلق الرسالة الإسلامية الخالدة؟

2) لماذا اختار الله مكة ولم يختر مثلاً اليمن على افتراض أنها كانت أكثر رخاءً وازدهاراً من مكة؟

3) لماذا اختار الله العرب تحديداً ولم يختر أقواماً أكثر منعةً وقوّةً كالفرس والروم؟

4) لماذا اختار الله قريشاً تحديداً دون غيرها من القبائل؟

5) وفي النهاية لماذا أساساً قدّر الله أن يكون في ذاك الزمان نبيّ ولم يكتفي بالأنبياء السابقين؟.



أولاً: اختار الله تعالى الجزيرة العربية خاصةً  


1. لأنها تتوسط العالم وتحيط بها أعظم حضارتين في ذاك الزمان:

|الإمبراطورية الرومانية |و|الإمبراطوريّة الفارسيّة|..
لكن بسبب جفافها وشظف العيش فيها والحرارة والجدب وقلّة الرغبات عامّة كانت في عزلة شبه تامّة عن العالم..ولم ترغب بها الإمبراطوريّات..باستثناء قريشاً التي كانت تخرج للتجارة..وهذه العزلة كانت لها حكمتها..

وهي أن تبقى المنطقة غير متأثّرة كثيراً بالترف والترهّل الأخلاقي والإنحطاط واللّاإنسانيّة التي وصل إليها الإنسان الغربي الذي لن يستطيع حينها حمل همّ الدعوة و|الرسالة|.

2. لأنها موطن العرب الأصليين..

فقد انتهى النّسابة والمؤرخون إلى تقسيم العرب إلى قسمين:
  • عرب عاربة:والذين ينتهي نسبهم إلى ابن| سام |بن| نوح عليه السلام|..وقحطان هو جدّهم الأعلى..
وسمّوا العرب العاربة لأنهم الأصل في ذاك المكان..
  • وعرب مستعربة:وهم الذين ينتهي نسبهم إلى سيدنا| إسماعيل |بن |إبراهيم عليه السلام| وجدّهم الأعلى عدنان..
وسمّوا بالعرب المستعربة لأنّهم انضمّوا إلى العرب العاربة وأخذوا منهم العربية.



ثانياً: اختيار الله مكة المكرمة:


 لأنّ أهل| مكّة |كانوا يسيطرون على تجارة |اليمن |و|الشّام|..فكانت التّجارة أكبر مصدرللثروة عندهم وعند العرب عموماً..

وكان لهم أسواقاً مشهورةً كسوق |عكاظ |و|تهامة|..وكانت الأسواق وبالأخصّ عكاظ سوق تجارة وسياسة وأدبية..
تعرض فيها القصائد والخطب في  المواسم..

فالتقدير الإلهيّ قد هيّأ لمهبط الوحي |موقعاً جغرافيّاً| ممتازاً..وحرماً آمناً تجبى إليه ثمرات كلّ شيء..
فغدت مكّة عقدةً تجاريّةً هامّة..كيف لا وهي سرّة العالم..ولا سيّما بالنسبة للقوافل القاصدة من الشام إلى اليمن وبالعكس..لأنها صلة الوصل بين الشام واليمن..مما كان لها أثراً كبيراً لا ينحصر في ناحية المادّة فحسب..بل أيضا الثقافة ..

إذ تعلّم أهل مكّة من القوافل سرّ |السفر| وفائدته ومارسوا تجارة القوافل وبرعوا فيها..وتعلّموا من أهلها أصول كتابتهم وهذّبوا لسانهم فتوسعت آفاقهم..وكانت وفود |الحجيج|تقصد مكّة من أطراف الجزيرة العربية وتلقى عند أهلها الكرم والضّيافة والأمن..
وتشهد ما يُقام حول الحرم من أسواقٍ للتجارة والأدب والسياسة..وترى تنظيمهم ونهج حياتهم..

ثمّ تعود تلك الوفود إلى قبائلها تقصّ عليها ما رأت وسمعت..فتطير أخبار مكّة وقريشاً في الآفاق ويتحدّث بها الركبان..فكانت بذلك أكبر مركز إشعاعٍ إعلاميٍّ في الجزيرة العربيّة كما كانت أكبر مركز إشعاع دينيّ..

لم تنته أسئلتكم ولم تنته إجاباتنا .... فابقوا معنا "بالجزء الثاني " لنعرف أكثر عن هذه البقعة الطاهرة الزكية 
أرض النبوة...

☀️بقلم شمس الدين العمري 

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/12/2021 04:04:00 م

 الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة

- الجزء الثاني - 

الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة
الإختيار والإنتقاء مكة المكرمة


كنا قد بدأنا في " الجزء الأول " من مقالنا الحديث عن سبب اختيار الله تعالى لمكة دوناً عن كل بقاع الأرض لتكون مهبط الوحي ومنطلق الرسالة الإسلامية الخالدة....

وأجبنا عن سؤالين من الأسئلة التي تراود الكثير ممن يقرأ السيرة النبوية العطرة .

وسنكمل ...


ثالثاً: اختيار الله العرب أن يكونوا سفراء الرسالة:


1. لأنهم كانوا يتمتعون بصفات تميّزهم عن غيرهم 

كالكرم والفصاحة بالسليقة ـ بطبيعتهم الفطرية ـ والوفاء بالعهد..ويمضون في سبيل العزائم ويركبون لأجلها المخاطر إلى الكثير من الصفات المتأصّلة والممزوجة بهم.


2. كانوا يتمتعون بصفة التديّن والشّوق الدّائم إلى الدّين..

وما |الوثنيّة |إلّا امتداداً فاسداً لحبهم الشديد لله تعالى..فهذا| الحب| الخاطئ أدّى إلى تعلّقات وأوهام وخرافات فاسدة..وكذا أيّ حبّ بطريقةٍ خاطئةٍ.


3. هم قومٌ ذوو قلوبٍ محبّةٍ..

فكثيراً ما كان خطابهم بعد| الإسلام |( بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ) ولم يكن حبّهم كلاماً..وإنّما كان |حقائق| و|ترجمات| فعليّة في البذل والتضحية والتفيير والتبديل لدى أبسط توجيه من |النبيّ صلى الله عليه وسلّم|.


4. أنّ| العرب| في جزيرتهم يحملون إحساساً رفيعاً بالجمال..

وفي أشعارهم ماينبؤ عن مستوى عالٍ من التذوّق و|الإحساس| الجمالي و|الموهبة |الرّفيعة.


5. |إذا كان لكلّ أمّة عطاءٌ إلهيٌّ من المواهب|

فإنّ موهبة العرب الأولى هي المقدرة الّلغويّة و|البلاغة|..وهذا أمرٌ ضروريٌّ لأن| القرآن الكريم |نزل بلغتهم وهو قمّة البلاغة العربيّة.



رابعاً: اختيار الله تعالى قريشاً:

لأنهم كانوا سادات مكّة وأفصح العرب لساناً والعرب قاطبة يتمنون أن يحذوا حذوهم..أي يمشوا ممشاهم..


خامساً: حكمة الله في بعث نبيّ جديد:

لأنّ الأوضاع في وقتها كانت في قمّة| الفساد |..فقد تعددت |الديانات |حينها في| الجزيرة العربيّة| وتسرّبت إليها |اليهوديّة |مع من هاجر من |يهود فلسطين |الذين كانوا يألّهون| سيدنا عزير| ..

و|النّصرانيّة |عن طريق| الأحباش |و|الرّومان| والذين كانوا يألّهون| سيدنا عيسى| بن مريم..

والمجوسيّة عن طريق |الفرس| الذين كانوا يألّهون النار..

وكان |الشرك| والوثنيّة هو دين الغالبيّة من العرب أيّام |الجاهليّة|..

وقلّةٌ قليلةٌ من الموحّدون الأحناف الذين رفضوا الوثنيّة واتّبعوا ماتبقّى لهم من ملّة أبيهم| إبراهيم عليه السلام|..

ودرجة الفساد العالية التي وصل إليها الإنسان في عصر البعثة المحمّديّة أكبر من أن يقوم لإصلاحها مصلحون معلّمون من أفراد النّاس..

بل يحتاج انقلاباً شاملاً وبعثاً جديداً..لا لفئةٍ بعينها بل للإنسانية بأكملها..وما تراكم على صدرها من أنقاض الجاهليّة وركام الوثنيّة عبر القرون والأجيال مسؤوليّةً عظيمةً ورسالةً ربّانيّة لا يقدر عليها سوى نبيٌّ مرسلٌ مؤيّدٌ بوحي السماء ومسدّدٌ بكلمة الله..

نبيٌّ أعدّته العناية الإلهيّة خصّيصاً على عينها واختارته لتلك المهمّة العظيمة..


مهما يكن..في نهاية المطاف..الله أعلم حيث يجعل رسالته..فأنزل |الإسلام| دينٌ عربيٌّ عالميٌّ ونزل القرآن بعالميّته منذ البداية وأكبر مثال حيث قال عز وجلّ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}الأنبياء:107


وسنرى معاً إخوتي كيف شاءت الأقدار وأضاء الكون نور ولادته صلى الله عليه وسلم وكان حقّاً رحمةً للعالمين..


☀️بقلم شمس الدين العمري 
يتم التشغيل بواسطة Blogger.