مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/08/2022 10:05:00 ص
من هو الهاكر إدوارد سنودن؟
من هو الهاكر إدوارد سنودن؟

الوحش الذي أرعب الولايات المتحدة الأمريكية بعظمتها:

هل لكَ أن تتخيل مقدار القوة والجرأة الموجودة عند هذا الإنسان، فهو رجل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى قام بتدمير هذه الدولة، لنتعرف معاً عن هذه الشخصية التي خلدها التاريخ بهذا المقال.

هذا الشاب من مواليد (21/6/1983) تابع لعائلة سياسية فوالدته لـ إدوارد جوزيف سنودن هي النائبة الرسمية لرئيس المحكمة المركزية بولاية ماريلاند.

يمكن تصنيف هذا الشاب بالعبقري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فعلى الرغم من تعرضه بعمر صغير الى مشكلة اجتماعية أدت الى انفصال والديه ولكن هذا الأمر لم يكن ليؤثر عليه أو على شخصيته.

عُرفَ إدوارد بوطنيته وحبه الشديد لبلاده، والـ IQ لهذا الشاب أكثر من 140 ومع هذا فإن |معدل الذكاء| العالي لم يساعده بتخطي الثانوية العامة، ولكن كانت لديه اهتمامات كثيرة وعديدة بمجال |المعلوماتية| و|التكنولوجيا|.

هذا الشاب من شدّة محبته لبلاده قرر التطوّع في الجيش الأمريكي، لم يدم الأمر طويلاً حتى تم تسريحه، والسبب إصابته بقدمه إصابة بليغة أدّت الى مشاكل واضحة بعملية السير لديه بتلك الفترة.

ولكن إدوارد كان يريد خدمه بلاده بشتى الطرق، فتقدم الى مركز الدراسات المتقدمة في نفس الولاية التي يقطن بها كرجل أمن وبالفعل تم قبوله، حتى عام 2006 قرر أن يتقدم الى |CIA| فخضع لجميع الاختبارات المفروضة عليه، وما هي إلا فترة زمنية قصيرة حتى بدأ التدريب تحت الأيدي المختصة.

الجدير بالذكر أن الرؤساء المسؤولين عن إدوارد لم يُخفى عنهم شدّة ذكائه وحنكته وخاصة بموضوع |علوم الحاسوب|، فكان قادر على منافسة أي |مبرمج| أو |هاكرز| معروف بوقته.

سنتطرق الأن الى التحدث عن القانون المعتمد بالولايات المتحدة الأمريكية والمعروف بقانون فايزا:

هو عبارة عن قانون ينص بمنع أي سلطة حكومية أو FBI أو CAI أو أيً كان من التنصت على محادثات أي مواطن أمريكي من دون أذن رسمي من المحكمة، فبالنهاية دولة بقوة أمريكا تعتبر دولة قانون ودولة دستور.

وهناك حالة واحدة فقط مستثناة من أخذ الأذن من قضاة المحكمة المختصة حول موضوع التنصت، أنه يوجد بعض العمليات التي قد تهدد الأمن القومي ولا مجال للانتظار بها لحين الحصول على الأذن، بهذه الحالة فقط يمكن التنصت بشكل مباشر.

ولكن عندما طُلبَ هذا الأمر من إدوارد أحس بنوع من الخيانة الأخلاقية إذا قام بتنفيذها، وبنفس الوقت إذا كانت من العمليات الإرهابية فقام إدوارد بكشفها قد ينقذ ألاف الأرواح البريئة.

إدوارد كان له طموح أكثر من أن يكون مجرد موظف مكتبي، بل أراد الولوج بالساحة الميدانية ففي عام (2007) تم ارساله من قبل CAI الى جنيف كخبير تقني مرافق للبعثة، وبعد مطالبه هذه تم الطلب منه أن يقوم بتجنيد مجموعة من موظفي سويسرا بمرتبة المصرفيين  البانكرز  للحصول على أكبر قدر ممكن منهم من المعلومات حول الأشخاص الذين يقومون بعمليات مشبوهة، مثل: تحويل أموال لحسابات وهمية، غسيل الأموال وخاصة الدولار، إرهاب، وحتى تجار المخدرات والأعضاء الجنسية لم يسلموا منه.

فهل يا ترى نَجَحَ صديقنا إدوارد بالمهمة التي وُكلت إليه؟، لنتابع..

من هو الهاكر إدوارد سنودن؟
من هو الهاكر إدوارد سنودن؟

بعد أن تعرفنا عن هذه الشخصية التي يمكن القول عنها قيادية، فهو إنسان يعلم ما يريد ويقدم كل التضحيات لقاء تنفيذ الخطة التي وضعها لحياته..

 فهل سيتمكن إدوارد من تطبيق المبادئ التي تربى عليها؟

، لنتابع الإجابة ..

بعدَ الخوض بتفاصيل المهمة التي وُكلَ بها إدوارد، اكتشف العديد من الأسرار عن الولايات المتحدة الأمريكية، فأول صدمة كانت له أن هذه العملية بالتجنيد لم تكن تتم بطرق أخلاقية وكما يريد إدوارد، وبالتالي تنفيذ الأوامر المفروضة عليه جعلته يشعر بأن الانحراف أصبح حليفه، صحيح انه بهذا العمل يخدم بلاده ولكن كانت الطرق المتبعة غير أخلاقية إطلاقاً وتتنافى مع مبادئه.

أما الصدمة الثانية والتي تم اكتشافها بالصدفة:

أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية التي يعمل بها، كانت تتعمد استخدام تطبيق خاص يسمى بال XC Score ، له آلية عمل معينة سوف نتكلم عنها.

كل كما يتطلبه الأمر، أن تقوم بإدراج اسماء الأشخاص الذين تريد معلومات عنهم ضمن مربع البحث، أو أن تكتب الكلمات المفتاحية التي تريد أن تعلم من الأشخاص يبحثون على نفس هذه الكلمات، وما هي إلا بضع ثواني والنتيجة ستكون أمامك، بها جميع البيانات الخاصة بهؤلاء الأشخاص من مكان سكن وإيميلات وحسابات وكل شيء.

ولم ينته الأمر هنا بل هذا التطبيق يحوي على خاصية (Optic Nerve) أو |العصب البصري|، التي تستطيع أن تشغل الكاميرا الخاصية بحاسوبك الشخصي أو الهاتف، بالإضافة الى تشغيل حساسات الصوت التي يمكنها التنصت عليك من دون أي علم لكَ، فالكثير من الأفلام الأجنبية قد قامت بتوثيق الاستخدام التي تمارسه هذه المنظمة بالتجسس والتنصت على هؤلاء الأشخاص بأي بلد كان.

هذه الأفعال لم تستهويه لصديقنا إدوارد فلم يتوقف الأمر على القيام بالتنصت على العمليات الإرهابية كما كان يظن، بل تخطى حدود الأدب والحدود المعقولة، ولهذا قام إدوارد بجمع الكثير من البيانات والوثائق التي تثبت أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بأفعال منافية للأشياء التي تقرّ بها أمام المجتمع، وتركها كورقة رابحة بيده بعيدة عن أنظر الجميع.

ببداية عام 2009 شكّت هذه المنظمة أن إدوارد قد توصل الى معلومات وبيانات واطلاع عليها وهي ليست من صلاحيته، ولا من ضمن المهام الموكلة إليه، فقبل أن تقوم بأي مسائلة قانونية تجاهه سبقهم إدوارد بتقديم استقالته من العمل.

عمدَ الى العمل مع شركة |DELL| وشركة |Broze Ann Hamilton| التي لديها الكثير من الاهتمامات البرمجية والتقنية الخاصة بالمخابرات الأمريكية، ولشدة اتقانه بالعمل تم ندبه من قبل شركة Dell للعمل ضمن مكتب الأمن القومي.

وهذه كانت أهم التفاصيل بالمحطة الأولى من مسيرة حياة إدوارد التي استطعنا الكشف عن بعضها، ولكن المحطة الثانية من حياة هذا الرجل هي التي أدخلته التاريخ، لنتابع بالجزء الأخير ما حدثَ بها..

من هو الهاكر إدوارد سنودن؟
من هو الهاكر إدوارد سنودن؟

إدوارد الآن سيكون بمثابة القشّة التي قصمت ظهر البعير:

سوف يوجّه الضربة التي تعتبر الأقوى بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا الرجل استطاع أن يعلم ما هي نقطة ضعف هذه الدولة وتصّرفَ بذكاء تجاه أفعالها المشبوهة، لنتابع الأن ما هي المرحلة الثانية من حياة إدوارد.
بمرحلة ما من حياة سنودن قام بالتوجه الى اليابان لمساعدتها بتطوير بعض الأنظمة الخاصة بالـ Security، وبالطبع الولايات المتحدة الأمريكية هي التي أمرته بالسفر الى تلك البلاد، وبكل تأكيد دائماً هناك بعض الأمور الخفية فلم يكن الأمر مجرد تطوير أنظمة كما زَعمت أمريكا، بل أرادت من هذا الشخص أن يقوم بزراعة أجهزة تنصت بجميع أنحاء اليابان لتتمكن أمريكا من هدم البنى التحتية المتينة لها.
استغّل إدوارد هذه المهمة وتابع قيامه بجمع البيانات التي يريدها عن المخابرات الأمريكية وعن الـ CAI، وفي عام 2012 قرر سنودن الكشف عن الملفات التي يخفيها، مسبباً بهذا فضيحة تاريخية لهذه الدولة القوية.
حيث أنه بعام 2012 تم توكيله بمهمة جديدة تستدعي السفر من اليابان الى هواي، بالتحديد الشهر 12 لعام2012 تم التواصل من قبل إدوارد باسم مستعار مع المحامي Glenn Greenwald والذي كان محامي خاص لمجلة بريطانيا |غارديان العالمية|، وأيضاً بالشهر الأول من عام 2013 قام بالتواصل مع المخرجة التي تعمل كصانعة |أفلام وثائقية| |Lura Poitras| بنفس المجلة.
بالشهر الخامس 2013 وسافر الى هونغ كونغ، وبتاريخ 2/6/2013 تم اللقاء بين إدوار وLura و Glenn بعد أن اخبرهم صديقنا ما هي كلمة السر التي يجب عليه قولها ليتعرفوا إليه، فكل المعلومات التي كان قد سربها لهم أنه شخص يعمل بالـ CAI ولديه ملفات مهمة جداً عن أمريكا.
بالفعل تمت اللقاء واستمرت النقاشات لساعات طويلة وعرضَ عليهم جميع الملفات والوثائق التي تثبت صحّة كلامه، وبتاريخ 5/6/2013  تم نشر أول فضيحة هزّت أمريكا من جذورها، الأمر الذي استدعى مجلة واشنطن بوست والغارديان بتاريخ 6/6/2013 أن تنشر مقال خصت به وكالة الأمن القوي باستخدامها تطبيق يدعى بريزم.

الأمر الصادم بهذا البرنامج:

 أنه كان يجبر كلاً من المواقع المعروفة مثل منصة |Google|، و |Facebook|، وكل المنصات الاجتماعية بتسريب البيانات الخاصة بالمستخدمين لديها، الى مقر وسيرفرات الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهكذا تم توجيه الضربة القاضية لأمريكا من قبل إدوارد سنودن، فما كان منها إلا أن تطلب من حكومة هونغ كونغ ببيان ومذكّرة رسمية، يذكر فيها أمر اعتقال سنودن، ولكن بهذه الأثناء كان سنودن قد خطى خطوته الذكية، وهو يعلم حق المعرفة الإجراءات التي ستتبعها أمريكا بحقه بعد اكتشاف أمره.
قبل ساعات من وصول المذّكرة الى هونغ كونغ، كان قد استقل الطائرة المتوجّهة الى روسيا، وعندما علمت أمريكا بهذا الفعل أمرت بإلغاء صلاحية جواز السفر الخاص به.
عند هبوط الطائرة واستقراراها على الأراضي الروسية، اكتشف إدوارد هذا الأمر، مما اضطره للاحتجاز بالمطار لشهر كامل، ومن ثم سمحت له الحكومة الروسية بالدخول الى أراضيها كلاجئ، وهو الأن من مستقر هناك.
بنهاية المقال سوف أنصحك بمتابعة فيلم |Citizenfour| من إخراج Lura، أو فيلم |Snowden| الذين جسدوا حياة إدوارد المليئة بـ |الإثارة| و|التشويق|، وأريد منك بحال أعجبك المقال أن تشاركنا آرائك ضمن التعليقات.

بقلمي: آلاء عبد الرحيم


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.