مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 6/23/2022 10:44:00 ص
from here and there  الثمن الذي دفعته المعلمة كاميليا لسخريتها من الموظفة الإدارية
الثمن الذي دفعته المعلمة كاميليا لسخريتها من الموظفة الإدارية

كان هناك فتاة تدعى كاميليا، تبلغ من العمر ثلاثون عاماً، حدث مع كاميليا أحداث عديدة قلبت حياتها تماماً، تخرجت كاميليا من الجامعة قبل سنوات وتم تعيينها معلمة في إحدى المدارس الحكومية، كان جو المدرسة والتعليم مريح جداً وممتع بالنسبة لكاميليا، أصبحت كاميليا والمعلمات وكأنهم مجموعة واحدة داخل المدرسة، يحضرون الفطور والحلويات كذلك الشاي والقهوة يومياً ويجلسون مع بعضهم في غرفة المعلمات.

كان كل شيء في المدرسة يسير بشكل جميل، إلا شيء واحد كانت مع كاميليا وصديقاتها موظفة تعمل على الحاسب الآلي حيث تقوم بإدخال البيانات ومسؤولة عن طباعة الأوراق، كانت صديقات كاميليا يشفقون على تلك الموظفة بسبب ظروفها الصعبة وراتبها الضئيل، كان صديقات كاميليا يدعون الموظفة يومياً إلى تناول الفطور معهم، لم يكن لدى كاميليا أي اعتراض، لكن كانت تلك الموظفة لديها مشكلة جلبت لكاميليا وصديقاتها الأمراض، وهي رائحتها الكريهة، كانت تلك الموظفة عندما تمر بجانب أحد يشعر وكأن طباخ في مطبخ شعبي قد مر من جانبه، كانت رائحتها رائحة بصل وطبخ، كما أنها كانت تضع العطورات الرخيصة ذات الرائحة البشعة فتصبح فيها خلطة من الروائح تجعل الذي يمر بجانبها يشعر بالدوار من رائحتها..

كانت جميع المعلمات يتفقون مع كاميليا على هذا الشيء

لكنهم كانوا محرجين منها، ولكن كانت كاميليا مصابة بمشكلة في الجيوب الأنفية، لذا عند قدوم تلك الموظفة تضطر إلى الهروب من غرفة المعلمات وتترك الفطور، لأنها تشعر بصداع عندما تشم رائحتها الفظيعة ..
كلمت كاميليا المعلمات وأخبرتهم ألا يدعونها إلى الغرفة، أو يتركون لها طبقاً من الطعام جانباً ويرسلونه لها كيس تتناوله بعيداً عنهم.

انصدمت كاميليا وصديقاتها من قدوم الموظفة الإدارية يومياً خاصة وقت الفطور وبدون أي دعوى، وأصبحت رائحتها أسوء فأسوء، تحملت كاميليا الموظفة ورائحتها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ذهبت كاميليا إلى مديرة المدرسة وأخبرتها بأن تلك الموظفة لا جدوى منها، وأصيبوا بالجنون من رائحتها، كانت المديرة تضحك وهي تقول لكاميليا ظننت أنني أنا فقط لدي هذه المشكلة من الموظفة، أخبرتها كاميليا بأن ترى لهم حل لرائحة تلك الموظفة، فهي وصديقاتها المعلمات لم يعد يتحملوا رائحتها.. 

كان الاهتمام واضحاً على وجه المديرة وهي تقول لكاميليا بدلاً من صرف الموظفة من المدرسة يمكنهم أن يجمعوا لها مبلغاً من المال، لشراء العطورات والزيوت العطرية الفاخرة، وافقت كاميلياعلى اقتراح المديرة وطلبت منها أن تكلمها بنفسها، أجابتها المديرة وقالت سأفعل ذلك، دعوا الموضوع لي.

جمعت كاميليا مع صديقاتها مبلغ من المال، كان المبلغ يساوي راتب الإدارية لمدة شهرين، واعطوا المبلغ لمديرة المدرسة

وفي اليوم الثاني أتت الموظفة الادارية، لم تكن واضعة للعطور أو الروائح الجميلة، لكن على الأقل لم تكن رائحتها رائحة طبخ 

بدأت كاميليا تشعر مع صديقاتها براحة التجمعات خلال الدوام، لكن المصيبة استمر هذا الموضوع لمدة قصيرة، ثم عادت الموظفة لرائحتها القديمة الكريهة..


from here and there  الثمن الذي دفعته المعلمة كاميليا لسخريتها من الموظفة الإدارية
الثمن الذي دفعته المعلمة كاميليا لسخريتها من الموظفة الإدارية

عادت المعلمات تشم رائحة البصل والطبخ من تلك الموظفة،

ذهبت كاميليا بسرعة إلى المديرة وقالت لها بأن ترحمهم من تلك الرائحة القاتلة، وبالصدفة كانت الموظفة قادمة لمكتب المديرة لإعطائها بعض الأوراق، لم تستطيع كاميليا التحمل أكثر من ذلك اتجهت نحو الادارية وطلبت منها أن تسمعها وهي تقول لها بأن رائحتها جعلتهم يكرهون التجمعات وفطور المدرسة، وقالت لها أليس لديك زوج، ألم تسمعي من قبل بالنظافة أو العطورات، هل يعقل أن زوجك لم يهرب من المنزل بسبب رائحتك الفظيعة.

تركت كاميليا المديرة والموظفة وخرجت مباشرة من المكتب، وعند نهاية اليوم أتت المديرة إلى كاميليا وقالت لها بأنها رفعت طلب استغناء عن الموظفة الإدارية وأخبرتهم بأنها ليست بحاجتها، كان ذلك الخبر من أجمل الاخبار التي سمعتها كاميليا وقالت لنفسها الحمد الله وأخيرا تخلصنا من أم رائحة.

بعد أربعة أيام وتحديداً الساعة التاسعة مساءً، كانت كاميليا جالسة  تراجع درجات الطالبات في الاختبار، فجأة رن هاتفها وإذ برقم غريب لا تعرفه، ردت كاميليا وسمعت صوت يقول لها بأنها الموظفة الادارية..

أخبرتها الموظفة أنه تم فصلها من المدرسة، أجابتها كاميليا وقالت لها ما علاقتها بهذا الشيء، ردت عليها وقالت لها بأنها هي من قامت بقطع رزقها من المدرسة، وتمنت لو أن كاميليا جاءت وتكلمت معها لفعلت ما تريده، أجابتها كاميليا وقالت لها أكلمك بماذا، هل نسيت عندما جمعنا لك مبلغ المال وقلنا لك كي تشتري العطور، لكن من الظاهر لا فائدة منك، أخبرتها الموظفة بأنها امرأة أرملة وزوجها متوفي منذ سنوات، وترك لها أربع أطفال وهي من تصرف عليهم وحالتهم صعبة للغاية، أخبرتها كاميليا بأنها لا ينقصها سماع مسلسلات ولا تريد سماع قصة حياتها، وأخبرتها بأن كلامهم واضح وهي إنسانة لا تهتم بنظافتها الشخصية، أجابتها الموظفة وهي تقسم لها أنها مهتمة لكنها تستيقظ في الفجر وتوقظ والدتها لتنظيفها ثم تُعد الطعام لوالدتها وأطفالها ثم تصنع لهم الغداء، لأنها تعود من المدرسة متأخرة ومتعبة، وكانت تضطر أن تذهب للمدرسة بعد تحضير الطعام، أخبرتها أن ظروفهم صعبة فهم يعيشون في منزل مكون من غرفتين فقط، وكانت وظيفتها تسد بعض حاجاتهم وأمورهم من طعام وشراب.

أخبرتها أن المبلغ الذي تم جمعه لها كان هدية من السماء، فقد اضطرت أن تسدد به بعض الديون عليها، لكن الآن قاموا بطردها من المدرسة وقُطع رزقها منها، أجابتها كاميليا وقالت لها ما هو المطلوب مني؟، ردت الموظفة وقالت لها لا شيء، لكن ذنب أطفالها ووالدتها المريضة سيلاحقها دائماً، أقفلت كاميليا الخط في وجه الموظفة فهي لم يكن ينقصها دراما زائدة.

قالت كاميليا إن تلك الموظفة تتهمني بقطع رزقها وهي التي لم تحترم وظيفتها ولا حتى عملها والمكان التي كانت موجودة به ..

ضحكت كاميليا وقالت أهم شيء هو أننا تخلصنا من تلك الموظفة

بعد مرور ثلاث سنوات، تقدم لخطبة كاميليا شخص من الأقارب، وأقاموا حفل زواج أسطوري، كانت تلك الليلة لن تنساها كاميليا أبداً، سافرت كاميليا مع زوجها إلى إحدى دول شرق آسيا، لقضاء شهر العسل، كانت كاميليا تتنقل هي وزوجها من مدينة لأخرى.
 وفي الاسبوع الثاني توجهت كاميليا وزوجها إلى منطقة ساحلية كانت تحتوي على حمامات كبريتية، سمعت كاميليا المرشدة السياحية تقول أن من ينزل ويجلس في الحمامات البخارية لمدة نصف ساعة فقط، ستعمل على تنشيط الدورة الدموية وتكثيف الشعر وتعمل على تفتيح البشرة، وتعالج من أمراضٍ كثيرة، لقد قرأت كاميليا بأن الكثير من السِّياح  كانوا يأتون إلى تلك المنطقة من جميع أنحاء العالم
حجزت كاميليا وزوجها كوخ خاص يحتوي على جزء من الحمامات الساخنة، وأصبحت يومياً تجلس في هذا المكان، كانت تشعر وكأن جلدها ينتفخ وشعرت براحة رائعة، استمرت كاميليا ثلاثة أيام وهي يومياً تجلس في الحمامات الساخنة، وبعد أيام انتقلت كاميليا وزوجها إلى منطقة ثانية..

الثمن الذي دفعته المعلمة كاميليا لسخريتها من الموظفة الإدارية
الثمن الذي دفعته المعلمة كاميليا لسخريتها من الموظفة الإدارية

وفي أحد الليالي لاحظت كاميليا شيء غريب:

أن زوجها أصبح يرغب بالنوم في غرفة الاستقبال ومرات عديدة ينام على أطراف السرير، وبدأت تلاحظ أن زوجها يتحاشاها كثيراً، استغربت كاميليا من تصرفات زوجها وظنت أن هناك مشكلة ما، بدأت كاميليا تصر على زوجها وقالت له بأن يصارحها ما هي القصة، استطاعت كاميليا أن تقنع زوجها ليتكلم، صدمها زوجها عندما قال لها أنها لديها مشكلة اما وراثية أو طبية، أجابته وقالت له ما هي تلك المشكلة، وأخبرته أنها لا تعاني من أي مشكلة، لكن زوجها قال لها أن هناك رائحة غريبة تصدر من فمها وجسدها، كان كلام زوجها كالصاعقة التي نزلت على كاميليا، اندهشت وقالت له ماذا، أنا رائحتي غريبة،
أخبرته أنَّ نصف راتبها يذهب للعطورات ومساحيق التجميل..
مرت على كاميليا أصعب ليلة، توجهوا في اليوم الثاني لأحد المراكز الجلدية التي كانت مشهورة في تلك البلاد، أجرت كاميليا تحاليل لمدة يومين متواصلة، وكانت النتيجة أن جلوس كاميليا في الحمامات الكبريتية تسبب لها بفطريات، وبعض المشاكل في الجسم، وأن العلاج يحتاج إلى وقت طويل، قد يكون لسنوات ..
عادت كاميليا وزوجها إلى بلادهم، وزوجها أصبح يبتعد ويغفر منها أكثر فأكثر، ترك الزوج كاميليا عند عائلتها وقال لها أن تذهب إلى أي مستشفى تخصصي، قامت كاميليا بمراجعة أكثر من أربع مستشفيات، حيث كان بعض المستشفيات يخبر كاميليا بأن مشكلتها هي مشكلة في الكبد، والبعض الآخر يخبرها أن هناك خلل في الجينات، وبعض المستشفيات آخبرتها بمشكلة الفطريات والتي قد تتحول مع مرور الوقت إلى أمراض مزمنة ..
مع الوقت أصبح يظهر في جسد كاميليا بقع ملونة وغريبة، عادت كاميليا إلى منزلها ليوم واحد، ثم انصدمت بأصعب خبر ممكن أن تسمعه، للأسف طلقها زوجها.

تعبت كاميليا نفسياً أكثر فأكثر بعد الطلاق

لكنها قررت أن تتجاوز المرحلة، وواصلت العلاج في أحد المستشفيات المتخصصة وبدأت حالتها تتحسن، مضى على كاميليا سنة وتقدم لها شخص عن طريق بعض المعارف، وتزوجت ثانيةً، كانت كاميليا تفكر بحالتها، لكنها مرت أيامها بسلام، إلى أن أتى اليوم الذي حملت به بطفلها الاول، كانت كاميليا في غاية السعادة والفرح، وأصبحت تجهز أشياء الطفل من السرير والملابس وبدأت بتجهيز الغرفة الخاصة به، تمت ولادة كاميليا لكن للأسف مات الطفل بعد مرور أسبوع على ولادته، أخبر الطبيب كاميليا أن الطفل كان يعاني من مشاكل وراثية في الكبد، أقنعها زوجها للذهاب والجلوس في منزل عائلتها في هذه الفترة كي تتحسن حالتها بعد وفاة الطفل لكن بعد مرور اسبوع تفاجأت كاميليا بكارثة لم تكن أن تتوقع حصولها ابداً، اتصل شقيقها بها وقال لها أن زوجها طلقها للأسف اليوم، كانت كاميليا تبكي من شدة ألمها وقهرها، أخذت هاتفها وأرسلت لزوجها، كانت كاميليا تتوسل اليه، لمعرفة ما هو سبب الطلاق، وماذا فعلت له كي يطلقها، لكنه صدمها وقال لها أنه كان يكبت ما بداخله طوال هذه الفترة ولم يرغب بأذيتها وجرحها، وأخبرها أن رائحة فمها وجسدها جعلته يكره المنزل، وكانت المصيبة أن الطبيب اخبره بأن لا يفكر هو وزوجته بالإنجاب مرة أخرى لأن المولود سيكون مشوهاً ويعاني من أمراض كثيرة وعديدة
كرهت كاميليا حياتها وفكرة الزواج والأطفال وكل شيء، وأصبحت تحبس نفسها بغرفتها ولا تخرج منها أبدا وكأنها شيء منبوذ والناس لا تريده، رجعت كاميليا بذاكرتها إلى قصة الموظفة الإدارية التي إوكلت إمر كاميليا إلى ربها لينتقم منها ويأخذ بحقها، تلك الإدارية التي تسببت كاميليا بأذيتها وطردها من الوظيفة
مضت شهور وهي تذهب من مكان لأخر ومن إدارة لأخرى، لتبحث عن أي عنوان أو شيء يمكن أن يخبرها عن مكان الموظفة الادارية لكنها لم تستطيع، كانت كاميليا تتمنى أن تجدها فهي كانت مستعدة أن تركع لقدميها وتطلب منها أن تسامحها على ما فعلته بها ..في الماضي، وتعويضها عن أي شيء تطلبه منها ـ لم تستطع كاميليا بأي طريقة الوصول إلى الموظفة للأسف.

خذوا العبرة من قصة كاميليا وتذكروا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك)
دمتم في حفظ الله ورعايته..بقلمي: إسراء حيدر


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.