مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/20/2022 03:26:00 م
الثورة الصناعية الرابعة وعلاقتها بالتحول الرقمي - اختيار الصورة ريم أبو فخر
 الثورة الصناعية الرابعة وعلاقتها بالتحول الرقمي
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 
مصطلح الثورة الصناعية الرابعة اليوم من أكثر الأمور المنتشرة على ترندات مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما يُذكر لا بدَّ من ذكر مصطلح التحول الرقمي معه، فما هي العلاقة التي تربط المجالين معاً؟، لنتعرف معاً بهذا المقال عنها.

في البداية لا بدَّ من إعطاء لمحة سريعة عن تعريف |الثورة الصناعية الرابعة| من بعدها سننطلق إلى |التحول الرقمي|، والسبب بسيط وهو أن التحول الرقمي محور من محاور الثورة الصناعية الرابعة.

الثورة الصناعية الرابعة

هنا نقول دائماً تأتي الثورات في موجات متتالية ومترابطة، يفصل بينها زمن محدد من الممكن أن يزداد أو ينقص بحسب الأدوات والظروف.

وإنَّ التحول الذي يحدث اليوم وبالمجتمع هو بسبب إحدى هذه الثورات، فلك أن تتخيل كم ثورة بدأت وانتهت منذ بداية البشرية، أولها كانت الثورة الزراعية بما أن الإنسان كان بدائياً ولا يفقه أي شيء بالتكنولوجيا، ومن ثم تطور الأمر وتحول إلى الثورة الصناعية، وانتهى الحال بثورة المعلومات الكبيرة والضخمة والتي نعيشها حالياً، وهذه الثورة تحديداً أثارت اهتمام المفكر الكبير (آلفن توفلر)، ودعته إلى تأليف كتاب خاص به أطلق عليه اسم "الموجة الثالثة"، وتمَّ تصنيف هذا الكتاب بأحد كتب تنبؤات المستقبل، ولكن في البداية أريد القول أن لكل ثورة يوجد ضحايا، وكل شخص غير قادر على التكيّف بها للأسف سيختفي، والسبب أن العالم الحالي يمكن القول عنه أنّه عالم مربك على كل الأصعدة، ويمكن القول أن الثورة الصناعية الرابعة يمكن تصنيفها على أنها النسخة الرابعة من الثورة الصناعية الأولى، والتي امتدت ما بين نهاية القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر، وأبرز الأمور التي اعتمدت عليها بتلك الفترة هي: محركات البُخار من أجل تشغيل الآلات.

أما الثورة الصناعية الثانية

 فبدأت من منتصف القرن التاسع عشر وامتدت إلى بداية القرن العشرين، واعتمدت بشكل أساسي على الأمر التالي وهو: |الطاقة الكهربائية| التي امتازت حينها بالإنتاج الكبير والضخم جداً، وانتشار الآلات العملاقة، وبتلك الفترة انتشرت أيضاً مصطلحات جديدة منها (Mass Production، Mass Media).

بالانتقال إلى الثورة الصناعية الثالثة فهي تلك التي بدأت تحديداً بمنتصف القرن العشرين حتى يومنا الحالي، حيث ابتعدت بشكل كبير عن القوى الميكانيكية وتقنياتها، فتحولت إلى الأنظمة الرقمية والتقنية والظهور التكنولوجي الغريب وآمن المعلومات، بالإضافة إلى الحواسيب الشخصية والهواتف الذكية والألواح الرقمية، وأيضاً إلى الإنتاج الآلي والتحكم الإلكتروني المعاصر، وبالنسبة إلى الثورة الصناعية الرابعة فهي من الممكن أن تتميز بشيء غريب وجديد، يمكن وصفه ببساطة على أنه: ذوبان الحدود الفاصلة ما بين العالم المادي والعالم الرقمي، وجعلها عازل غير مرئي وهذا شيء أقرب إلى الخيال من الحقيقة.

الثورة الصناعية الرابعة وعلاقتها بالتحول الرقمي - اختيار الصورة ريم أبو فخر
الثورة الصناعية الرابعة وعلاقتها بالتحول الرقمي
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 
يا صديقي سأخبرك بالسر الآتي عن الثورة الصناعية الرابعة، فالإنسان الآلي و|الذكاء الاصطناعي| سيغيران ويقلبان الموازين الخاصة بهذه الثورة.

أما الأن سنبدأ بتعريف العالم المادي

 كالتالي: إنَّ أشهر أمر يحدث في هذا العالم هو |الإنسان الآلي| (|الروبوتات|)، والتي نراها الآن قد وصلت إلى درجة رهيبة ومخيفة من التطور، لدرجة أنَّ الإنسان تقريباً أصبح مجرد شخص ينظر إليها، وإلى الطريقة التي تتبعها بتنفيذ الأوامر ولا يقوى على الحركة، والأكثر أهمية أن هذه الآلات بدأت بالتواصل فيما بينها وتعمل ب (Team Work)، وإن الذكاء الاصطناعي وال (AI) يعتبران المحرك الأساسي للتطور، فيمكن الجزم بأن الذكاء الاصطناعي من أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، فهو في الفترة المستقبلية القادمة قادر على خلق خطوط إنتاج ومصانع ذكية معتمدة عليه بشكل كامل، وجميع هذه التقنيات سوف تستخدم تقنية "إنترنت الأشياء" فتتواصل مع بعضها البعض ضمن نقاط معينة من دون أي تدخل للإنسان، وهنا أيضاً يمكن اعتبار أن "إنترنت الأشياء" من أهم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ففكرة تواصل الإنسان مع الآلة سيخلق عالم مختلف تماماً عن العالم الذي نعيش به اليوم، فهذا الاتصال قادر على خلق حجم ضخم جداً من الData، والتي يطلق عليها اسم ال"Big Data" وهي إحدى مكونات الثورة الصناعية الرابعة، والسبب أنه يمكن اعتبارها محرك أساسي للاقتصاد الحديث أو (الاقتصاد الرقمي)، والسبب أن هذه البيانات هي بترول القرن ال21.

أما بالنسبة إلى العالم الرقمي أو الواقع الافتراضي (VR)

 هي من أحد التقنيات التي نستطيع من خلالها فهم معنى التواصل ما بين (العالم المادي والأنظمة الرقمية).
|العالم الرقمي| الغير ملموس هو المصطلح الأصح للعالم الافتراضي، فلو فكرنا بنظارات ال(VR) فهي تتيح لك العيش بحياة غير تماماً حياتك الحالية، حتى أنها تستطيع الوصول إلى الحواس لديك وتستشعر بالأماكن من غير أن تكون بها، فهنا الخيال يؤثر بالواقع ويمكن القول أن العالم الافتراضي يوفر عالم آخر موازي للعالم الواقعي.
باختصار أصبحنا اليوم نعيش بعالم مادي ملموس متصل بعالم آخر رقمي غير ملموس، وهو حرفياً الثورة الصناعية الرابعة التي أردنا تعريفها، ومنه سأختصر كل التقنيات التي تقدمها هذه الثورة ب: |الاقتصاد الرقمي| الذي يعتمد بشكل أساسي على كلاً من (البيانات الضخمة، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، الواقع الافتراضي، الBlockchain).
ولكن السؤال الأصعب والمعقد كيف يمكننا تجنيد أو استخدام هذه التقنيات في المشاريع الخاصة بنا؟، أو كيف يمكننا الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة من غير أن نتأثر بشكل سلبي؟.
الإجابة جداً بسيطة وهي تكمن في التحول الرقمي أو (Digital Transformation)، وهنا يجب الانتباه بأن التحول الرقمي لا يعني استخدام التكنولوجيا أو التقنيات المتطورة فقط، وإنما الأمر أعقد قليلاً.
الثورة الصناعية الرابعة وعلاقتها بالتحول الرقمي - اختيار الصورة ريم أبو فخر
الثورة الصناعية الرابعة وعلاقتها بالتحول الرقمي
 اختيار الصورة ريم أبو فخر 
قد يَقدم البعض على القول بأن التحول الرقمي عبارة عن تحول الأشياء الملموسة إلى أشياء رقمية، أي تصوير الأوراق الموجودة أمامنا بواسطة ال(Scan) إلى ملفات PDF محفوظة بالحاسوب، هذا يسمى بالمرحلة الأولية للملف الرقمي أو "|DJlization|"، لأن التحول الرقمي ليس عملية مسح ضوئي للملفات والوثائق، وتحويل الأوراق إلى ملفات ورقية لا يعتبر تحولاً رقمياً.
ولكن أيضاً عند إضافة بعض التعديلات على الأوراق التي قمنا بأخذ Scan لها مثل (اسم الكاتب، رأس/تزيل الصفحة، الترقيم،..)، أي إضافة الMeta Data لهذه الأوراق، ويسمى أيضاً "|Digitalization|"، وهنا قمنا باستخدام التكنولوجيا في العمليات التي نقوم بها على الملفات التي تمَّ تحويلها إلى ملف رقمي بالمرحلة الأولى، وأصبحنا نستطيع القيام بخلقDatabase لهذه الملفات الرقمية، وإيجاد العلاقات فيما بينها ولكن أيضاً لا يمكن اعتباره على أنه ال" |Digital Transformation|". 
أما الأن بعد أن أخذنا فكرة عامة عن ال (Digitalization، DJlization) يمكننا شرح ماذا يعني التحول الرقمي.

ال" Digital Transformation"

 يمكن القول عنه انّه: التغيير الجذري في إدارة الأعمال، وليس مجرد تحويل ملف لصيغة رقمية وصنع قاعدة بيانات، والتغيير الجذري يعني تغيير في طريقة التفكير والثقافة التي يتعامل بها Business مع المستخدم النهائي للمنتج، وهنا تستطيع وضع المستخدم في ذهنك منذ البداية وفهم ما الأمور التي يحتاجها والتي تكون غير متوفرة لديك، ومن ثم حاول تغيير طرق ال Businessباستخدام التكنولوجيا.
والأمر ليس بهذه البساطة فإن هذا التغيير قد يكون مخيف ومربك وبحاجة إلى تغير Businessبشكل كامل، ومن الممكن أن يكون غير مقبول من جميع الأفراد بوقت واحد.
أما الأن سنتكلم عن بعض تطبيقات التحول الرقمي ومنها (تطبيقات النقل التشاركي)، والتي سمحت لبعض الشركات إتاحة إمكانية طلب (Taxi) عن طريق الهاتف، والتي كانت من أحد احتياجات المستخدم بحياته اليومية، وبالتالي هنا وضعت هذه الشركات المستخدم النهائي على أنه الهدف الأساسي للتحول الرقمي، ويمكن القول أن هذه الطريقة ببعض الدول دمرت الTAXI التقليدي إلى حدٍ ما.
التحول الرقمي هو جزء مهم جداً من منظومة الاقتصاد الرقمي، فهو وسيلة من أجل تحقيق أرباح خيالية باستخدام التكنولوجيا لصناعة تلك التطبيقات، وبالتالي خلق نموذج عمل جديد، ومثل كل الأمور بالتأكيد يوجد للتحول الرقمي جوانب حميدة وجوانب سيئة وعيوب وأحياناً يمكن تصنيفها كعيوب قاتلة،

سنبدأ بالجوانب الجيدة والتي يمكن تلخيصها بالتالي

المستخدم هنا يوجد أمامه الكثير من الخيارات مثل (توفير الوقت، المجهود، الأموال،..) والذي يهمه هو كيفية توفير طرق جديدة من أجل اكتساب المزيد من الأموال والأرباح.

أما بالانتقال للعيوب فيمكن تلخيصها بالتالي

1)إن التحول الرقمي قد يعطي فرصة كبيرة للاحتكار التقني، وأهمها سيطرة الشركات الكبيرة على |التكنولوجيا|، وبالتالي التحكم الكبير بحياة الأفراد من قبل هذه الدكتاتورية التقنية الضخمة والتي ستنمو مع الزمن.
2)المجتمع لن يبقى كما هو الآن، فجميع البشر سيصبح تعاملهم الأساسي مع الآلات والتقنيات التكنولوجية والبرامج، بالإضافة إلى تغيير الكثير من القوانين وأهمها "قانون العمل".
3)التحول الرقمي فرصة من أجل خلق أعمال جديدة، ولكنه بذات الوقت سيخفي الكثير من الأعمال السابقة والتي لم يعد لها أي فائدة، ونحن كأفراد نعيش بهذا العالم ليس أمامنا سوى التعامل مع هذا التطور، لأن التغيير كبير ومخيف، وهو على مستوى العالم وينتشر بشكل سريع جداً ولن يستطيع أحد ردعه إطلاقاً.
بالنهاية نرى أن البقاء ليس للأقوى ولا للأذكى، وإنما للذي لديه القدرة على التكيف، وأن التحول الرقمي سيؤثر على المجتمع على كل الأصعدة.
بقلمي: آلاء عبد الرحيم

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.