مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/16/2022 06:26:00 م
ما هو الخطأ الّذي يُنغِّص عليك أي فرحة ؟!
ما هو الخطأ الّذي يُنغِّص عليك أي فرحة ؟! 
تنسيق الصورة : ريم أبو فخر
  

الفرح بالإنجاز الّذي نُحقِّقه قد يضاهي عَظمة هذا الإنجاز

 لكن عندما  نبدأ نشتَرِط على هذا الإنجاز ونُحدِّد قواعد صارمة له فلن تكون  هناك  فرص عديدة للسعادة، وُحصولنا على عدّة مراتب مختلفة لم يكن كافٍ أو سبب لسعادتنا، لأنا حدّدنا مسبقاً وربطنا سعادتنا بنتيجةٍ واحدة وحصولنا على أي نتيجة أخرى حتى لو كانت عظيمة جداً ومتقاربة من الهدف الأساسي فلم تُشكلّ لنا محطّة سعادة، لأننا ربطنا السعادة والفرح بالنتائج وليس بجولة العمل وطريق السعي.

ماذا نقصِد بهذا الخطأ؟ ماذا يعني ربط  الّسعادة بالنتيجة وليس بالمشوار؟

وهذه العادة السيئة نتوارثها جيلٍ بعد آخر، لأننا قد تربيّنا عليها، وكانت أسلوب التشجيع للحصول على النتائج الأعلى دوماً، مثلاً: ( الأب يرغب بأن ابنه يحصل على نتيجة ٩٩% فيبدأ على تحفيزه، لبلوغ هذه الدرجة، ويعرِض عليه عرضٍ مغريّ، يكون الابن قد تولّع شغفاً به

 مثلاً سيشتري له سيّارة مقابل حصولة على نتيجة ٩٩%، وهنا الخطأ قد بدأ، فالإبن ربط سعادته بحصوله على هذه الدرجة وتحقيق هدفه برقم معيّن وهو ٩٩%، فحتّى لو حقق ال ٩٨% والّتي تُعتبَر  نتيجةٍ جبّارة ومشابه بشكل ٍ كبير لل ٩٩% ، فإنها لن تنال الرضا من قبل الإبن ولن تُكمِل سعادته لأنه مسبقاً قد  ربط سعادته بنتيجة محدّدة وثابتة وليس بمشوار الجهد الّذي سار به حتى استطاع الوصول لهذا الرقم المُشرِّف.

 إذاً ما هو الحل؟! 

كيف سنكون سعداء بتحقيق إنجازاتنا؟! كيف يتم قطع هذه |العلاقة الفاشلة| بين السعادة الّتي هي من حقنا وبين النتيجة الّتي وصلنا لها؟! 

الحل بسيط جداً و مُمتع  أيضاً، فقط اقطع هذه الرابط الّذي يحول بين سعادتك ونتيجتك أيّاً تكون، واستبدلها بالرضا التّام مع الأخذ بالأسباب. 

لنُعيد صياغة سيناريو القصّة السابقة، قصّة الإبن والأب، ويصبح المثال كالتالي: ( يطرح الأب عرضَه على الابن بالأسلوب التالي؛ إن قُمت بدراسة ثلاث ساعات يوميّاً، لمدّة شهرٍ كامل أي امتلكت في مخزونك ورصيدك الدّراسي ٩٠ ساعة دراسيّة خلال شهرٍ واحد، سأُحضر لك السيّارة لقاء هذا الجهد، عندها حتماً لم تكون هذه الدارسة دون جدوى، وحتماً سيُحقِّق الطالب نتيجة عالية جداً تصل ل  ٩٩ % أو ٩٨% أو ٩٧%...

 وهنا  حصوله على نفس الرّقم الّذي قد يحصل عليه في الأسلوب السابق، بهذا الأسلوب سيكون في قمّة |السعادة| أما بالأسلوب الماضي ففرق نصف درجة عن الدرجة المطلوبة سيُشكّل له حلقة مفقودة أضاعت له  سعادته، فهذا هو الحل، كما رأينا لم يكن الحل يؤدّي بنا إلى الضياع وعدم تحقيق النتائج المهمّة،

بل كان بأسلوبٍ يجعلنا بكامل نشاطنا وفكرنا الإيجابيّ لبلوغنا الهدف المرجوّ، بسعادةٍ وفرح، فقد أصبحنا نَربِط السعادة بمشوار الجدّ والّتعب الّذي سرناه حتّى لمسنا نتيجته في أيدينا.

وأنت عزيزي القارئ ، هل تربِط سعادتك بنتيجةٍ معيّنة أو بمشوار رحلتك الخاصّة في عالمِكَ المُميّز.؟!


نور دعبول

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.