مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/11/2022 09:30:00 م

الإنزلاق الغضروفي وتأثيره على العصب الوركي
الإنزلاق الغضروفي وتأثيره على العصب الوركي 
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 

 ماذا تعرف عن الانزلاق الغضروفي؟ كيف يحدث؟  ما هي مخاطره ونتائجه؟ 

يعتبر العصب الوركي من أطول الأعصاب الموجودة في جسم الانسان، وأكثرها سماكة ، وهو من الأعصاب المختلطة ، الحسية والحركية معاً ، يبدأ من أسفل العمود الفقري في نهاية المنطقة القطنية ، وبداية المنطقة العجزية ، ويمتد نزولاً من الناحية الخلفية، باتجاه الفخذ والساق وحتى أصابع القدمين .

ويشكل الانزلاق الغضروفي الذي يحدث في الغضروف الموجود بين الفقرات القطنية العجزية أحد أهم الأسباب التي تسبب التهاب العصب الوركي وهو أحد أكثر الحالات انتشاراً هذه الأيام . 

فما هي أسباب هذا الانزلاق ؟ وما علاقته بالتهاب العصب الوركي والمعروف بعرق النسا؟ 

يشكل الغضروف وسادة تحمي العصب ، وترد عنه الصدمات  والضغوط ، يحوي في داخله  نواة وسائلاً جيلاتينياً سميكاً، ويحيط به من الخارج غمد ليفي ثخين كالإطار فيحمي العصب ويرد عنه الضغوط 

 وقد يتعرض هذا الغضروف للانضغاط إذا تعرض لضغوط شديدة، أو لعوامل عديدة سنأتي على ذكرها، مما يتسبب في تعرضه للفتق أو الانضغاط، فيتلف الغمد ويخرج السائل من داخله، ويفقد الغضروف وظيفته في حماية العصب الذي يتعرض للضغط، حيث ينتهي بالتهاب  يعرف بالتهاب العصب الوركي،  وهو يسبب ألماً شديداً، على طول مسراه وشعوراً بالحرقة والوخز و|التنميل| ، وارتفاعاً في حرارة القدمين، وبإحساس يشبه لسعة الكهرباء في الإلية ، وبما أن |العصب الوركي| حركي أيضاً ، فإن التهابه يؤثر على الحركة  ، لاسيما في الأطراف السفلية وأسفل الظهر . 

أسباب التهاب العصب الوركي

نمط ووضعية الحركة عند الشخص 

 ومنها الوقوف الطويل ويتعرض له أصحاب المهن والحرف الذين يضطرون بحكم طبيعة عملهم إلى الوقوف لساعات طويلة أمام مكنات أو آلات عملهم ،  كالخبازون والطهاة  والعمال 

والجلوس الطويل أيضاً هو أحد مسبباته

 ويكثر عند أصحاب الوظائف المكتبية ، حيث  يقضون الوقت جلوساً طيلة فترة عملهم الذي يمتد لساعات يومياً ، وكذلك فإن السفر الطويل المتكرر ، للذين يتطلب عملهم سفراً متتالياً كسائقي السيارات 

الحمل أيضاً يشكل ضغطاً على أسفل الظهر 

 ويسبب انضغاطاً في الفقرات والغضاريف الظهرية ويكون سبباً  في التهاب العصب الوركي ، ويزداد شدة وألماً مع تقدم أشهر الحمل، ولكنه غالباً يتراجع بعد الولادة ويزول بسلام ولا يترك آثاراً 

رفع الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة

 تؤذي الفقرات والغضاريف الظهرية ، وتسبب انضغاطها مما يؤثر على العصب الوركي ، ويسبب التهاباً فيه وما يصاحبه من آلام مبرحة 

الأحذية غير المريحة ذات الكعوب العالية والألبسة الضيقة 

 حيث أنها تضغط على الفقرات والغضاريف، وتؤذي العضلات، كما أنها تعيق حركة |الدورة الدموية|، وتؤثر على تدفق الدم بشكل طبيعي . 

وقد يكون لوضعية النوم في السرير ولطبيعة الفراش علاقة وثيقة في الإصابة بآلام الظهر، فإذا كان غير مريح أو لا يناسب جسم الشخص، انعكس تأثيره على الغضاريف والعصب الوركي عنده ، لذا من الضروري أن يكون السرير مريحاً وملائماً للجسم.

الإنزلاق الغضروفي وتأثيره على العصب الوركي
الإنزلاق الغضروفي وتأثيره على العصب الوركي 
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 

ومن أسباب الإصابة بالتهاب العصب الوركي

الإصابة بهشاشة العظام

 التي تؤدي إلى |تقوس العظام| وانحنائها مما يسبب انضغاط الغضاريف،ويؤدي لزيادة الضغط على جذور العصب الوركي، فيصيبها بالضرر  والالتهاب

التقدم في السن

 أيضاً من العوامل التي تسبب انحناء العمود الفقري نحو الأمام،  وذلك بسبب ضعف البنية العظمية مما يضعف الغضاريف العظمية الفقارية وسبب انضغاطها ، ويكون سبباً في التهاب العصب الوركي

الإصابة ببعض الأمراض التي تسبب اعتلالاً في الأعصاب فتؤدي  إلى تناقص الاحساس بها كمرض السكر 

بعض الأمراض في العظام والمفاصل

 كخشونة الركب والمفاصل،تؤدي إلى ظهور نتوءات وبروزات تتموضع على الغضروف وتسبب زيادة في حجمه وتسبب ضغوطاً مؤلمة على الجذور العصبية. 

وكذلك بعض الأمراض التي تصيب القسم السفلي من |الجهاز الهضمي| والجهاز البولي، كالضعف في المثانة والأمعاء، وهي تزداد سوءاً  إذا ترافقت مع التهاب العصب الوركي ، مما يسبب ضعف الاحساس بالأعصاب، وبالتالي ينتج عنها فقد السيطرة  وعدم القدرة على التحكم بعمليتي  التبول والتبرز ،  وهذه مرحلة متقدمة ومؤشر خطير يشير إلى تفاقم الحالة المرضية وأحد مضاعفات التهاب العصب الوركي، وهذه من الحالات الهامة التي تستوجب تداخلاً جراحياً سريعاً . 

نقص الفيتامينات من الجسم 

لا سيما بعض |الفيتامينات البائية| (ب١ ب٢ب١٢) الضرورية لتكوين الأعصاب  وكذلك نقص الفيتامين( د) الذي يسهم في تثبيت الكالسيوم وهو ضروري لدعم البنية العظمية 

ممارسة الرياضات العنيفة تؤذي الغضاريف

وتسبب تمزقها  وتؤدي إلى خروج السائل الجيلاتيني الواقي منها  كرياضة المصارعة و|رفع الأثقال| وحوادث بعض المباريات التي تصيب عظام الحوض والعمود الفقري والأطراف السفلية . 

التعرض للحوادث المرورية وإصابات حوادث العمل  أو السقوط من ارتفاعات لا سيما حوادث السقوط على الظهر 

وقد تحدث مشكلة  في القناة الشوكية  مما يؤدي إلى تضيقها ويسبب صعوبات في الحركة والاحساس في الطرف السفلي، لا سيما في الساق والقدم. 

وأحياناً تؤثر بعض الحركات التي يقوم بها الإنسان بشكل مفاجئ

 في الضغط على العصب الوركي، كالعطاس المباغت أو |السعال الشديد|، أو حركات الالتفات بشكل سريع أو خاطئ أو عند الانحناء ، وكثيراً ما نشاهد عند بعض الأشخاص أثناء حالة الانحناء شعورهم بألم مفاجئ وشديد في الظهر وبعجزٍ عن الوقوف باستقامة 

ويلعب ضعف  المناعة في الجسم، دوراً مؤهباً وكبيراً في زيادة االاستعداد للإصابة بالتهاب العصب الوركي . 

وكذلك فإن وجود بعض الأمراض كالأورام في تلك المنطقة،يزيد الضغط على الغضاريف والأعصاب،مما يرفع نسبة  الإصابة بالتهاب العصب الوركي. 

وإن كثرة الإلتهابات العصبية كالتهاب العصب السمعي أو البصري قد تكون مؤشراً لوجود  تلف في أحد الغضاريف أو اعتلال في الأعصاب لا سيما  أعصاب الأطراف السفلية

مما يستوجب التحري عن أسبابها  في حال وجودها  لدعمها وتقويتها  تفادياً لاستفحال الالتهاب العصبي وإيقاف انتشاره وعلاجه

الإنزلاق الغضروفي وتأثيره على العصب الوركي
الإنزلاق الغضروفي وتأثيره على العصب الوركي 
تنسيق الصورة : رزان الحموي  

ماذا بعد تشخيص المرض؟ 

بعد ظهور الأعراض وتشخيص الحالة المرضية من  قبل الطبيب المختص، وإجراء صورة المرنان المغناطيسي ، التي توضح بدقة مكان الانزلاق والفتق الغضروفي ودرجته ، يبدأ العلاج :

كيف نعالج التهاب العصب الوركي؟ 

يسعى المريض أولاً لتسكين الألم الشديد الذي يعاني منه، من جراء التهاب العصب  والذي يؤدي بالشخص إلى التوقف عن مزاولة أبسط نشاطاته  وأعماله، فهو لا يستطيع الوقوف ولا الجلوس  بشكل مستقيم  ، ولا يشعر بالراحة حتى في وضعية النوم والاستلقاء ، فيتقوقع ولا يستطيع مد جسمه ، وإنما يضطر إلى الانحناء نحو الأمام من شدة الألم ، لذا فإنه يلجأ إلى تناول الأدوية والمسكنات والتي يفضل أن تكون من مصادر طبيعية، كي لا تترك عنده آثاراً ومضاعفات سلبية ضارة على |المعدة|  ويكون أخذ المسكنات متزامناً مع العلاج. 

من الضروري المحافظة على الوزن المثالي

 وتخفيفه  في حال زيادته وذلك لتخفيف الضغط عن جذور العصب الوركي  مما يساعد على تخفيف الألم وتسريع الشفاء . 

وفي حالة وجود بعض الأمراض كخشونة المفاصل والغضاريف فإن تناول الماء بشكل كاف، مفيد لترطيبها وحمايتها من الجفاف والتشقق الذي يؤدي إلى خروج السائل الجيلاتيني 

كما يكون العلاج أيضاً بإجراء التمارين الفيزيائية المناسبة

 التي يكون الهدف منها تخفيف البروزات الغضروفية والنتوءات ، ومحاولة إعادة انكماشها تدريجياً لإبعادها عن الجذور العصبية ، ليخف الضغط المسبب للالتهاب والألم  . 

ويجب تقوية  وشد العضلات للتخفيف من الترهل العضلي، لإعادة الدور الوظيفي لها من خلال تمرينات خاصة  مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاسترخاء  والاستلقاء لفترات طويلة بداعي الاستراحة، لا يعتبر الحل الأمثل ، إذ أن الاستمرار بوضعية معينة لفترة طويلة، يتعب العصب الوركي، وإنما يتوجب الإكثار من الحركة والنشاط ، ويفضل التناوب في وضعيات الجلوس والوقوف  وممارسة المشي الذي يعتبر من أفضل الحلول لتنشيط الدورة الدموية ، وتقوية العضلات  ولتخفيف الضغط عن الغضاريف، وبالتالي تخفيف الضغط عن جذور العصب المسبب للألم. 

ودائماً يتوجب إجراء فحوص دورية لمتابعة التحسن لمعرفة مدى الاستجابة للعلاج لا سيما في الحالات المتقدمة   

ولا يخفى دور الغذاء وأهميته في تأمين الوارد الغذائي الكافي

 من الفيتامينات والمواد اللازمة لرفد مخزونها في الجسم ،ولرفع النسب المطلوبة إلى الحد الطبيعي  ، ويكون بتناول اللحوم لاسيما الحمراء و|الكبدة البقرية| وصفار البيض، والنباتات الورقية الخضراء  الداكنة كالسبانخ و|الملوخية| وغيرها 

وأحياناً يحتاج المريض إلى الاستعانة بالمعاوضات الطبيعية والغذائية والدوائية معاً وذلك في حال وجود نقص كبير في نسب وجودها لتدارك  النقص و تجنب مضاعفاته

مع وجوب الحفاظ على الحركة المستمرة، لتحقيق شروط السلامة العظمية والعصبية ، وهي مجتمعة تعتبر من أفضل الحلول لدعم الجهاز العصبي والمناعي حيث يتم من خلالها امداد الجسم بما يلزمه من العناية سواء في الوقاية أو العلاج 

الإنزلاق الغضروفي وتأثيره على العصب الوركي
الإنزلاق الغضروفي وتأثيره على العصب الوركي 
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 
علاج التهاب العصب الوركي

لكي نحقق أفضل النتائج في علاج التهاب العصب الوركي لا بد  من اتباع التعليمات والتوجيهات الطبية والتقيد بها بدقة ، وبرغم أن التطور العلمي ساهم في إيجاد تقنيات جديدة ومبتكرة ، أدت إلى تطور أساليب العلاج ، إلا أن الوصول إلى مرحلة شفاء العصب الوركي، وترميم  الغضروف المتضرر لا زال يستغرق وقتاً وصبراً ومتابعة، لا سيما إذا كانت الحالة شديدة  ويستحسن الاستمرار في متابعة العلاج ويفضل

التريث ما أمكن في إجراء العمل الجراحي 

 وذلك لتجنب الدخول في متاهات ومضاعفات العمليات الجراحية على |العمود الفقري| إلا في الحالات المتقدمة التي تتطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً  لإزالة  البروزات الضاغطة  كحل إنقاذي سريع كحالة فقدان السيطرة على التبول والتبرز  وفقدان الإحساس في الأطراف السفلية  لا سيما في حالة هبوط القدم واتجاهها نحو الأسفل وعدم القدرة على التحكم بها وتوجيه حركتها وهذه إحدى المؤشرات الهامة التي تدل على تفاقم التهاب العصب الوركي والوصول إلى مرحلة فشل العلاج الدوائي والفيزيائي  وعدم الاستجابة للعلاج وللتمارين والمساجات والتدليك لمنطقة الالتهاب  

أما في الحالات  العادية 

 فيمكن أن نعول كثيراً على الوصول للشفاء ، وتراجع البرزوات والنتوءات المسببة لالتهاب العصب الوركي والتي تزول تدريجياً،  باللجوء إلى اتباع خطة علاجية مناسبة ، وإلى الاهتمام بالرياضة البدنية لتقوية الجسم ، وتنشيط الدورة الدموية والحصول على كميات كافية من الاكسجين .  

مع استعمال الأدوية التي ترخي العضلات وتخفف الشد العضلي المؤلم، واستخدام المراهم الملينة والزيوت والفيتامينات المغذية والداعمة للأعصاب كالفيتامينات البائية ب١ وب٢ وب١٢ التي تفيد في تغذية وتقوية العصب المتضرر وإعادة تأهيله لتأدية دوره الحركي والحسي  كما تفيد في تصحيح الانزلاق الغضروفي وفي ترميم الغمد المحيط بالغضروف

والفيتامين د الذي يثبت الكالسيوم في العظام ويقوي بنية النسيج العظمي ، ومن أهم الزيوت التي تفيد في علاج التهاب العصب الوركي زيت الزيتون لما يحويه من مضادات الأكسدة وكذلك |زيت السمك| لتأمين الفيتامين أوميغا ثري ويفيد في تغذية العصب وتقويته كما تفيد المراهم المسكنة والملينة للمفاصل والغضاريف في تخفيف الألم  وتسكينه وفي تراجع درجة الحالات الالتهابية  وتخفيفها

تمرين هام يساعد في التخفيف من آلام التهاب العصب الوركي وفي علاجه 

وذلك بالاستلقاء على جهاز إسطواني مرن ومتحرك بحيث يوضع أسفل الظهر فوق المنطقة المصابة بانزلاق الغضروف  وعندما يتدحرج هذا الجهاز الإسطواني فإنه يساعد في تخفيف الانزلاق وإعادة تموضع الغضروفي في مكانه الصحيح  ويؤدي إلى انكماشه  تدريجياً   وبالتالي يخف الضغط عن العصب الوركي ويخف الألم والالتهاب 

  وبما أن درهم وقاية خير من قنطار علاج ، فإن التعود على الأنماط السلوكية السليمة، والابتعاد عن كل المسببات التي مر ذكرها في ، والتي تؤدي لتمزق الغضاريف وانفتاقها، مهم وضروري لتفادي ما تسببه من التهاب وضرر بالأعصاب . 

وكذلك التغذية الجيدة الغنية بالفيتامينات المقوية للأعصاب ، واعتماد نظام غذائي جيد ومتوازن ، وغني بالمغذيات والفيتامينات الضرورية لصحة الجهاز العصبي ، والابتعاد عن |الوجبات السريعة| والمقليات الحاوية على نسبة مرتفعة من الزيوت النباتية الضارة للجسم ، والتي تعمل على أكسدة الأحماض الدهنية واستبدالها بزيت الزيتون المضاد للأكسدة وزيت السمك الغني بالأوميغا ثري ، يناسب صحة الجهاز العصبي والغضاريف والأعصاب ، ويعزز حركتها وسلامتها . 

أطيب الأمنيات بالصحة والسلامة للجميع 

دمتم بخير 

كونوا معنا دائماً

هدى الزعبي

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.