مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 5/15/2022 10:14:00 م

حليمة وعادات أهل مدينتها الغريبة والمتخلفة ماذا فعلت بها؟؟
 حليمة وعادات أهل مدينتها الغريبة والمتخلفة ماذا فعلت بها؟؟ 
تنسيق الصورة : ندى حمصي 
 
كان هناك فتاة تدعى حليمة، عمرها ثلاثة وعشرون عاماً، أنهت المرحلة الثانوية وجلست في منزلها، لم تدخل حليمة الجامعة 

كانت حليمة تعيش في مدينة صغيرة، وأغلب سكان هذه المدينة، هم من نفس عائلة حليمة لقد كانت العادات والتقاليد في هذه المدينة بشعة للغاية، لم يكن يوجد في المدينة التي تعيش بها جامعات للفتيات، و كان من المعيب خروج الفتاة من المنطقة وتذهب لتسكن في مدينة أخرى، لذلك كانت أغلب شهادة الفتيات لم تتجاوز المرحلة الثانوية 

لقد كانت حليمة دائماً في المرتبة الأولى في دراستها

 وكانت أمنيتها الدخول في تخصص كبير مثل |الطب| أو الطيران ولكن كان نصيبها أن تجلس في المنزل ولا تكمل دراستها، كانت حليمة تشاهد وتقرأ عن الطالبات الذين يتبادلون المباركات بالقبول أو النجاح في الجامعات وتبكي من حزنها وحرمانها من أبسط حقوقها، هل تتوقعون أن هذه هي مشكلة حليمة فقط، بالطبع لا 

كان أغلب فتيات المدينة يتزوجن في سن صغير، الكثير منهن تركوا الدراسة واتجهن للزواج في سن الثامنة عشر أو التاسعة عشر، وللأسف كان هذا العمر صغير والكثير منهن انتهت تجربتها بالطلاق. 

كانت حليمة متحمسة للزواج

 فالكثير من أصدقاء حليمة تزوجوا إلا حليمة، كانت  تدعي لربها كي يوفقها بزوج ينسيها  ألم حرمانها من  الدراسة، كانت تتمنى أن يكون لفارس أحلامها مواصفات خاصة، كانت تتمنى أن يكون زوجها المستقبلي طويل وشاب وسيم جداً، ويحب السفر كثيراً ويملك الكثير من النقود ووظيفة جيدة، لقد كانت حليمة خائفة من شيء واحد فقط فقد كانت الفتاة في عائلتها تُحجز لابن عمها إلا إذا تزوج الشاب بفتاة غيرها، وعندها تستطيع الفتاة أن تتزوج من خارج الأسرة شريطة أن يكون من ذات المدينة 

كانت حياة حليمة مليئة بالمشاكل، لم يكن لحليمة سوى ابن عم واحد فقط، كانت حليمة تشعر وكأن ابن عمها كائن فضائي، من المضحك أن حليمة وشقيقاتها يصلون دائماً حتى يبتعد عنهم ابن عمهم الغريب الأطوار، وهذا ما حصل فعلاً لقد توظف ابن عم حليمة في منطقة بعيدة وتزوج فيها

كانت حليمة أكبر شقيقاتها، وكان التركيز كله عليها، بدأ الكل ينتظر متى ستتزوج حليمة، كان شعوراً صعباً أن تشعر بالمسؤولية ولكنك لا تعلم ما هي. 

بعد أن مضت سنة  تقدم شاب لخطبة حليمة

 كانت  سعيدة للغاية ولم تترك أحد إلا وأخبرته بخطبتها، كان داخل حليمة فرحة عجيبة، وبدأت الأمور تصبح أكثر جدية

 اتصل الشاب بوالد حليمة وحدد معه اليوم الذي سيحضر به مع عائلته إلى منزل عائلة حليمة، لم يكن من عادات وتقاليد عائلة حليمة أن يرى الشاب الفتاة أو ما شابه ذلك، حضرت والدة الشاب وشقيقاته لرؤية حليمة، هكذا كانت العادة لدى عائلتها، كانت عيون الوالدة والفتيات تراقب حليمة وتتفحصها بشكل غريب 

وكانت الأم تقترب من حليمة وتتفحص جسدها وكأنها أتت لشراء أضحية للعيد، كانت الفتيات أخذوا دور المحققين ويسألون حليمة عن دراستها وأسئلة غبية وغريبة نوع ما 

بماذا انتهت زيارة اخل الشاب وشقيقاته؟؟؟ وهل تمت الخطوبة بين الطرفين 

حليمة وعادات أهل مدينتها الغريبة والمتخلفة ماذا فعلت بها؟؟
 حليمة وعادات أهل مدينتها الغريبة والمتخلفة ماذا فعلت بها؟؟ 
تنسيق الصورة : ندى حمصي
  
أمضت حليمة ساعتين من التحقيق والرد والجواب على تلك الأسئلة التافهة، وأخيراً خرجت والدة الشاب والفتيات من منزل عائلة حليمة، كان والدة حليمة تدعي أن يكون هذا الشاب من نصيب حليمة.

مضى يومين وبعدها اتصلت والدة الشاب بعائلة حليمة وقالت لهم بأن ابنها وافق على الخطبة من ابنتهم حليمة، طارت والدة حليمة من الفرحة وبدأت بتوزيع الحلويات على أهل الحي والجيران، عرفت حليمة أن عريس المستقبل سيأتي مع عائلته غداً لإنهاء كل شيء يتعلق بالمهر ويتم كتابة عقد الزواج 

كانت حليمة متشوقة لرؤية الشاب

 هل ستجد به المواصفات التي كانت تحلم بها، كانت حليمة تفكر بأن تطلب من والدته وشقيقاته رؤية صورة للعريس، لكنها تذكرت أن عقوبة هذا الطلب في مدينتهم هي الرجم والطرد من قائمة شرف القبيلة، لم يكن هناك فتاة تتجرأ على طلب رؤية زوجها، لقد كان ذلك عار  بالنسبة لهم. 

بدأت حليمة وعائلتها منذ الصباح بتنظيف المنزل وترتيبه وكأن هناك حدث كبير سيحصل، وعند وقت الظهيرة وصل العريس مع عائلته وأقاربه تم كتابة العقد بين حليمة والشاب وبدأت الأفراح والزغاريد تتعالى في المكان، أصبحت الآن حليمة عروسة جميلة وأصبحت على ذمة الشاب، ودّعت حليمة حياة العزوبية، واستقبلت حياة جديدة.

أتت ابنة عم حليمة لتبارك لها

 وأخبرتها أن زوجها المستقبلي جميل جداً، كانت حليمة مصدومة من كلام ابنة عمها وقالت لها أين رأيته، فهي ذاتها لم تراه، ابتسمت وهي تقول لها أنها هي وشقيقتها فرح كانوا ينظرون إلى الشاب عندما أتى، أجابتها حليمة وقالت لها لماذا لم تلتقطوا لها الصور فهي متشوقة جدا لرؤيته

كان الخوف واضحاً على ابنة عم حليمة وهي تنظر حولها وتقول لها هل أنت مجنونة، كيف يمكننا التقاط الصور له، وأخبرتها اذا شاهدهم أحد ستصبح مصيبة لهم

حليمة وعادات أهل مدينتها الغريبة والمتخلفة ماذا فعلت بها؟؟
 حليمة وعادات أهل مدينتها الغريبة والمتخلفة ماذا فعلت بها؟؟
تنسيق الصورة : ندى حمصي
  
قالت لها حليمة ما هذا الحظ التعيس، ليتني استطعت رؤيته، أخبرتها ابنة عمها أنها تستطيع أن تنظر إليه عند خروجه، وبدون تردد خرجت حليمة وابنة عمها إلى الشرفة دون أن يراهم احد، جلسوا ينتظرون عشرون دقيقة، وعند انتظارها كانت حليمة تشعر بالملل والتعب، وعند مضي الوقت تعالت أصوات الرجال كانت تسمع صوت ضحك والدها وهو يمزح مع الشاب ومتجهين نحو باب منزلهم الرئيسي

بدأت ابنة عمها وتقول لها أن تنظر وتشير لها إلى الشاب وقالت لها ذلك هو الشاب الذي يتكلم مع والدك، نظرت حليمة إلى الشاب وعلى الرغم من أنه مختلف عن ذات المواصفات التي تتمناها حليمة لكنه كان شاب طويل وشكله مقبول. 

عرفت حليمة بعد أن خرج الضيوف أنهم اتفقوا مع والدها على تحديد موعد الزواج بعد شهر، لقد أصبحت حليمة زوجة ويمنع أن تكلم زوجها إلى أن يحين وقت الزواج. 

حليمة وعادات أهل مدينتها الغريبة والمتخلفة ماذا فعلت بها؟؟
 حليمة وعادات أهل مدينتها الغريبة والمتخلفة ماذا فعلت بها؟؟ 
تنسيق الصورة : ندى حمصي 
 

أتت ليلة العمر التي تحلم بها حليمة

 ارتدت حليمة فستان زفافها ودخلت إلى القاعة، والجميع يحتفل بالجميلة حليمة، بعد أن مضت ساعة، أخذوا حليمة إلى بيت زوجها، نعم لقد كانت هذه عاداتهم وتقاليدهم، إذ لا يحق للزوج الحضور إلى قاعة الفرح أبداً

 حيث كان ينتظر الشاب في المنزل لوقت إحضار حليمة له، لقد كان مسموح فقط للعروس بالحضور إلى قاعة الزواج لمدة ساعة واحدة دون أن تسلّم علي أي أحد من الاقارب والمعارف، لم تكن تعلم حليمة ما هي الفكرة من حضورها إلى قاعة الزواج لمدة ساعة، قد يكون حضورها لتقهر بعض الفتيات بفستانها ومظهرها، ضحكت حليمة وقالت لنفسها ما هذه السخافة. 

ذهبت حليمة مع والدها إلى منزل زوجها

 كانت شقة صغيرة تقع في عمارة عائلته، صعدت حليمة إلى الطابق الثاني، طرقت الباب وهي تشعر بالخجل والحياء، شاهدت الشاب يقبل رأس والدها، ثم قال لها والدها هيا يا ابنتي ادخلي إلى منزل زوجك، دخلت حليمة وجلست في غرفة الضيوف، كانت حليمة تشعر بالخجل كثيراً، سمعت حليمة صوت زوجها ووالدها عند الباب وشعرت وكأنها ستبكي عندما سمعت والدها يقول لزوجها بأن يهتم بابنته  وعندما قال له فهي أغلى شيء لديه.

أغلق جابر باب المنزل، ومع إغلاق باب المنزل بدأت دقات قلب حليمة تزداد بسرعة، أنزلت حليمة رأسها من |الخجل|، وإذ بها تسمع صوت يقول لها يا أهلاً بالعروسة، لا تخجلي، أنت الآن موجودة في منزلك، رفع جابر الغطاء عن وجه حليمة وبدأ يقول لها لا تخجلي يا حليمة، أنا زوجك وهذا منزلك، التفت حليمة وهي تبتسم كي يرى أسنانها الجميلة التي دفعت عليهم الكثير من المال لتصبح ناصعة البياض.

نظرت حليمة حولها وهي تقول ما هذا؟؟؟ من هذا ؟؟؟ هل يعقل أن هذا زوجي، لا لا مستحيل، إن الشاب الذي رأيته كان مختلفاً تماماً، هذا قصير جداً وجسمه ثخين وليس له علاقة بالشاب الذي شاهدته عند باب منزلهم

كانت حليمة ترتجف من هول الصدمة

 وكان جابر يتوقع أنها خائفة ومرتبكة، بعدها وصل اتصال لزوج حليمة وسمعته وهو يقول حاضر سأنزل حالاً، التفت جابر إلى حليمة وقال لها أنهم أخوته وقد احضروا العشاء لهم، أخبرها أنه سينزل يأخذ العشاء وسيعود حالاً. 

عندما خرج جابر من باب المنزل، أخذت حليمة هاتفها واتصلت مباشرة على والدتها التي أكدت لها فعلا أن هذا هو زوجها

فهمت حليمة أن التي شاهدته خارج من منزل بيتهم هو أحد أقارب زوجها، لقد كانت حليمة متأكدة من أنها شاهدت أربع أشخاص كانوا متشابهين إلا زوجها لم تلاحظه أبداً، ربما لأنه قصيراً، كان ضائعاً بينهم. 

مضى على زواج حليمة شهراً كاملاً 

وهي تشعر وكأنها في كابوس لم تصدق إلى الآن ما حصل معها، لم تستوعب حليمة أن هذا زوجها، لقد كان فرق الطول بينهما كبير جداً، كما أنه لا يهتم بشكله أو نظافته الشخصية. 

كانت حليمة تكره الخروج مع زوجها لأي مكان، فقد كان برأيها لا ينبت له أي شعر في وجهه، وعندما يذهبون إلى السوق يعتقدون أن حليمة هي الأم وزوجها جابر هو ولدها، لقد كان وجه جابر طفولي جداً، كانت حليمة تريد الطلاق بأي طريقة

 تواصلت حليمة مع أخصائية نفسية بالسر ونصحتها بأن تخلع زوجها، كانت حليمة  تضحك على كلام الأخصائية فهي لا تعرف وضع حليمة أبداً.

كانت حليمة تشعر بشعور مؤلم، وهو العيش مع شخص لا تريده وكثيراً ما تراودها أفكار بالهروب لأي مكان لإكمال دراستها، لكنها فكرت بأنها ستسبب الاذى لعائلتها

تعبت حليمة من شدة التفكير، ماذا تستطيع أن تفعل هل تكمل حياتها مع زوجها الذي لم تتقبله، أو أن تهرب من منزلها وتتطلق منه 

شاركونا تعليقاتكم وحلولكم لحالة حليمة المسكينة....

إسراء حيدر

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.