مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/07/2022 12:30:00 م

ما هي الدرونات؟ وما هي تطبيقاتها ومخاطرها؟
ما هي الدرونات؟ وما هي تطبيقاتها ومخاطرها؟ 

انتشرت كثيراً في السنوات الأخيرة ظاهرة الطائرات المسيّرة عن بعد، وأصبحت ذات استخدامات عديدة في مختلف نواحي الحياة، فأردنا أن نلقي بعض الضوء على هذه الآلات الحديثة لكي نتعرّف عليها وعلى آلية عملها، وما هي تطبيقاتها واستخداماتها، وهل هي إيجابيةٌ بالمطلق، أم أن لها تداعياتٍ سلبيةٍ كغيرها من منتجات العلوم وابتكاراته.

ما هي "الدرون"؟

يمكن تعريف "الدرون" بأنه طائرةٌ مسيرةٌ عن بعد، وهو ليس طائرةً بدون طيار

 فهناك طيار يتحكم بها ويوجهها لا سلكياً من مكانٍ ما، ولذلك فهي تختلف عن الطائرات آلية القيادة، التي يقودها برنامجٌ خاصٌ من برامج |الذكاء الصناعي| يسمى بالطيار الآلي 

وهناك عدة أشكالٍ وأحجام للطائرات المسيرة، كما لها الكثير من التطبيقات والاستخدامات، ولكنها لا تخلو من بعض العيوب والمشاكل والسلبيات.

من أين جاءت كلمة "درون"؟

إن كلمة "درون" في الأصل كلمةٌ إنكليزية، تشير إلى أحد أنواع نحل العسل، ولكنه يختلف عن النحلات العاملات التي تجني الرحيق وتصنع العسل

 فالدرون لا يُنتج العسل، وهذه الفئة من النحلات ليس لها عمل محدد في خلية النحل

 ولذلك فهي تنتظر الأوامر من غيرها لكي تقوم بعملٍ ما

 ووجه الشبه بينها وبين طائرات "درون" أن تلك الطائرات أيضاً تحتاج إلى من يوجهها ويعطيها الأوامر.

ما هي الدرونات؟ وما هي تطبيقاتها ومخاطرها؟
ما هي الدرونات؟ وما هي تطبيقاتها ومخاطرها؟ 

أمرٌ لا بد منه:

مع أن الطائرات المسيرة تحتاج إلى من يوجهها ويتحكم بها عن بعد، فإنه من الممكن برمجتها بحيث تسير وفق مسارٍ محدد وتقوم بأعمالٍ محددة

 وعادةً ما يتم برمجتها لكي تتمكن من العودة إلى المكان الذي انكلقت منه في حال تم فقد الاتصال بينها وبين قائدها لسببٍ ما، بمعنى أنها تحتفظ دائماً بمعلومات الموقع الذي انطلقت منه لكي تتمكن من العودة إليه عند الضرورة.

تصنيفات الطائرات المسيرة:

يمكن تصنيف الطائرات المسيرة إلى نوعين أساسيين

فهناك الطائرات الكبيرة التي قد يصل طول جناحيها إلى ثلاثين متراً، وهي عادةً ما تستخدم في المجالات العسكرية، وشكلها شبيهٌ بشكل الطائرة العادية، وتستخدم نفس مبدأ الطائرات العادية في الطيران

بينما تقوم المحركات بدفع الطائرة إلى الأمام، تقوم الأجنحة المصمّمة بشكلٍ خاصٍّ بإحداث فرقٍ في ضغط الهواء بين أعلى الجناح وأسفله، فترتفع الطائرة في الهواء.

بعض استخدامات الدرونات الكبيرة:

تستخدم الطائرات المسيرة الكبيرة غالباً في المجالات العسكرية، وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عددٍ منها، فلديها أكثر من عشرة آلاف طائرةٍ مسيرة، استخدمتها في السنوات الأخيرة لتنفيذ أكثر من ثلاثمئة ضربةٍ جويةٍ في مناطق مختلفةٍ من العالم

 ولكن الدرونات تستخدم أيضاً في مجالاتٍ أخرى كثيرة، ففي مجال الزراعة مثلاً، يتم استخدامها في رش مضادات الأوبئة الحشرية، وبعض أنواع الأسمدة، وفي إخماد الحرائق.

الدرونات الشبيهة بالمروحيات:

النوع الآخر من الطائرات المسيّرة يستخدم مبدأ الطائرات المروحية في الطيران، وهي تستخدم عادةً في المجالات المدنية، ويختلف حجمها كثيراً فبعضها لا يزيد قطرها عن بضعة سنتيمترات

 في حين يصل قطر بعضها الآخر إلى عدة أمتار

وتمتلك هذه الطائرات عادةً أربع مراوح متناظرة تؤمّن لها عمليات الإقلاع والهبوط وتوجّه مسارها

 وتستطيع هذه الطائرات حمل المعدات والأجهزة بحسب المهمة المطلوبة منها.

ما هي الدرونات؟ وما هي تطبيقاتها ومخاطرها؟
ما هي الدرونات؟ وما هي تطبيقاتها ومخاطرها؟ 

تزود الطائرات المسيّرة عادةً بعدة تجهيزات، فهي غالباً تحمل أنظمة رصدٍ وتصويرٍ فوتوغرافي، ولديها أنظمةٌ مخصصةٌ لتأمين عملية الهبوط الآمن دون الاصطدام بالأرض
 كما تمتلك مجموعةً من الهوائيات لتأمين عمليات الاتصال مع من يتحكم بها، ومن الضروري دائماً أن تمتلك برامج خاصةً لكي تؤمن عملها
 وغالباً ما يتم تزويدها بأنظمة تعمل على تحديد موقعها بواسطة |الأقمار الصناعية |(GPS) فهي تحتاج دائماً إلى معرفة موقعها.

الاستخدامات المدنية للدرونات:

من أكثر الاستخدامات المدنية للطائرات المسيرة هو مجال التصوير الفوتوغرافي، أو تصوير الفيديو، فقد أصبحت تستخدم كثيراً في تصوير |الأفلام| والمسلسلات ومختلف الأعمال الإعلانية والحفلات المتنوعة

 كما تستخدم لمراقبة الحرائق والكوارث المختلفة، وفي عمليات البحث والإنقاذ في الحوادث المختلفة، كما يمكن استخدامها في رسم الخرائط، ومراقبة جودة المباني، وقد بدأت تستخدم في عمليات تسليم البضائع.

استخداماتٌ مدنيةٌ أخرى:

إضافةً إلى التطبيقات والاستخدامات سابقة الذكر، فقد أصبحت الطائرات المسيرة تستخدم كثيراً من قبل مختلف الأجهزة الأمنية في عمليات البحث والمراقبة، ومن أحدث الاستخدامات لها إيصال خدمة |الإنترنت| إلى المناطق المعزولة والنائية، والتي يتعذّر إيصال تلك الخدمة إليها بالطرق التقليدية
 فهي تستطيع تأمين الاتصال بين المنطقة النائية وأية محطةٍ أرضيةٍ تؤمّن خدمة الإنترنت.

هل يمكن لأي شخصٍ أن يمتلك درون؟

تحتاج الطائرات المسيرة في معظم دول العالم إلى بعض الموافقات قبل أن يتمكن أصحابها من استخدامها، فقد تم في الولايات المتحدة وحدها، تسجيل أكثر من مئتين وخمسين ألف رخصةٍ لتسيير واستخدام الطائرات المسيّرة
 كما توجد بعض الشروط والقيود المفروضة على استخدام تلك الطائرات، فمثلاً لا يجوز الاقتراب من الأشخاص على مسافةٍ تقل عن خمسين متراً لاحترام خصوصيتهم.

شروطٌ لا بد منها:

من الشروط الأخرى المفروضة على استخدام الطائرات المسيّرة أيضاً، يجب عدم الاقتراب من المطارات لأكثر من ثمانية كيلو مترات، ولا يجوز الارتفاع بالطائرة لأكثر من مئةٍ وعشرين متراً، وكل ذلك لضرورات الأمن والسلامة العامة
 فقد تُسبب هذه الطائرات الكثير من المشاكل مثل التشويش والتجسس وإرباك حركة الطائرات وغير ذلك.

الولايات المتحدة والصين:

قرّرت الولايات المتحدة التي تمتلك أكثر من عشرة آلاف طائرةٍ مسيّرة عسكرية، ألا تمتلك أية طائرةٍ تحتوي على قطعٍ مصنوعةٍ في |الصين|، فهي تخشى أن تتجسس الصين عليها بشكلٍ أو بآخر
فمخاوف الولايات المتحدة من الصين أصبحت لا تعد ولا تحصى...

 ولعل التقنيات الحديثة ليست المجال الوحيد الذي تتنافس فيه تلك القوى العظمى.


في نهاية الحديث لا بد من التأكيد على أن الطائرات المسيّرة كغيرها من التطبيقات والتقنيات الحديثة التي تقدّم الكثير من الخدمات والإيجابيات، ولكنها لا تخلُ من السلبيات والمخاطر
 ويبقى استخدامها بالشكل الأمثل مرهوناً بالبشر ودرجة وعيهم

 فإذا أردت المساهمة في نشر المعلومات التي ذكرتها، فشارك المقال.

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.