مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/10/2022 08:32:00 م
هل أصبحت حياتنا ضائعة من دون خرائط Google - تصميم رزان الحموي
 هل أصبحت حياتنا ضائعة من دون خرائط Google
 تصميم رزان الحموي
السيارات الذكية اليوم أغلبها أصبحت تستخدم ال|Google Map| بشكل ذاتي، فقط عليك أنت أن تمسك بالمقود وهي عن طريق المتحدث الألي الموجود فيها، سوفَ تدّلك بشكل دقيق على الاتجاهات التي يجب أن تسير بها من أجل أن تصل إلى وجهتك.

لكن يبقى السؤال الأهم كيف يمكن ل|Google| أن يقوم بجمع هذه البيانات الضخمة عن جميع الطرقات؟، وما الآلية التي يتبعها من أجل إعطائك بشكل دقيق عدد السيارات الموجودة بكل طريق؟، بل وأصبح عن جديد يعطينا ما هي الإحصائيات المتوقعة بعد عام مثلاً عن الازدحام  بتلك الطرقات.

قبل ظهور ما يسمى ب "خرائط غوغل"

إن أردت أنّ تعطي عنوان منزلك لأحد أصدقائك، كانَ من المفروض أن تقوم بشرح الشوارع والحارات وحتى عدد المنازل التي سيمر بها لحين الوصول إليك، وبالتالي إن ذهبت أنت واصطحبته إلى منزلك سوف تُسهل الأمور على نفسك، لأنَّ بعد الشرح الدقيق احتمال كبير أن يتيه ولا يصل إليك، لذلك كان الأشخاص قديماً يتواعدون بالقدوم إلى منازل بعضهم البعض بالأيام وليس بالساعات.

مع تطوّر التكنولوجيا وابتكار تقنيات مساعدة للبشرية

 كان أحد أهم الاختراعات هو اختراع تطبيق أو موقع Google Map، وإسقاط الإحداثيات لكل شوارع العالم عليه، فاليوم هو الموقع الأكثر زيارة وطلباً من بين المستخدمين.

الموقع سهل الحياة اليومية بشكل كبير، ولتوصيل فكرة ما هي الإحداثيات وكيف تعمل هذه |الخرائط| عليها، تابع معي المثال التالي:

إنّ كان لديك خريطة ورقية وقمت بتحديد موقعك الحالي عليها واسميته نقطة A، ومن ثم قمت بتحديد الوجهة التي تريد الانتقال لها واسميتها النقطة B، ومن ثم قمنا بوضع خطوط طولية وخطوط عرضية على هذه الورقة، ورقمنا كل خط طولي وخط عرضي عليها.

بالتالي النقطة A ما هي إلا نقطة التلاقي ما بين الرقم الذي يتم إسقاطه طولياً مع الرقم الذي يتم إسقاطه عرضياً على هذه الخريطة، وليكن مثلاً A موجودة عند الرقم 4 من الطول والرقم 6 من العرض، بالتالي تصبح إحداثيات النقطة A هي [4,6].

فهذا حرفياً ما يتم استخدامه بخرائط غوغل، ما عليك إلا أن تقوم بإرسال هذه الإحداثيات إلى صديقك، والذي بدوره يقوم بوضع هذه الإحداثيات على Google Map وهي ستدله بشكل دقيق وباستخدام أقصر الطرق للوصول إلى هذه النقطة.

هل أصبحت حياتنا ضائعة من دون خرائط Google - تصميم رزان الحموي
 هل أصبحت حياتنا ضائعة من دون خرائط Google
 تصميم رزان الحموي
معلومات وبيانات بمنتهى الدّقة توجد على هذه المنصات، وخاصة Google Maps والذي يمكن استخدامه من دون وجود شبكة إنترنت حتى، فهو أروع تطبيق تم إطلاقه إلى اليوم خرافي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

والأن سوف نطرح سؤالين مهمين للغاية: إن كان موقع Google أو باقي |مواقع التواصل الاجتماعي|، من أين يتم الحصول على المعلومات (الشوارع، الأبنية السكنية، المحال التجارية، أدق التفاصيل التي تصل إلى لون السيارات المتواجدة بتلك الطرقات) وتخزينها بالسيرفرات الخاصة بهم؟

أما السؤال الثاني الذي يثير الاهتمام، كيف يمكن لGoogle أن يقوم بتقدير هذه المسافات ما بين الإحداثيات؟، وما هو الوقت اللازم للوصول إلى النقطة المحددة؟.

الولايات المتحدة الأمريكية 

وبالأخص " National and Local Coverages Office" هي من أول المقصودين من أجل الحصول على المعلومات، والتي قصدتها شركة Google من أجل بناء قاعدة البيانات الخاصة بالطرقات حولَ العالم، البيانات جداً كانت دقيقة تتضمن (طول الشوارع، عرض الشوارع، كم مفرق طريق تمتلك، وكم محل تجاري يوجد بها)، أدق تفصيل قد يخطر لكَ تم أخذه من قبل شركة Google.

إعطاء مثل هذه المعلومات لم يكن بالأمر السهل، وليس كل الدول كانت راضية عن الإفصاح حولَ هذه المعلومات، ومن أجل عدم الدخول بنقاشات حادة من قبل شركة Google مع حكومة تلك البلدان التي اعترضت على هذا المشروع، تم ظهور مشروع جديد حملَ اسم "|Google  Street  View|".

مشاهدة الشوارع من غوغل

 هذه الفكرة تم إطلاقها من قبل شركة Google، وهي عبارة عن سيارة أمنية تجول بشوارع المدن وتقوم بأخذ المساحات بشكل دقيق وتسجيلها، حتى الإعلانات واللوحات الإرشادية كان يجب أن يتم ذكرها لإدراجها ضمن Data Base، ومن ثم يتم إعطاء هذه المعلومات ليتم تخزينها بسيرفرات هذه الشركة.

ولكن واجهت Google مشاكل أخرى عديدة مع هذا المشروع، والسبب أنها لم تستطيع أن تأخذ تصريح من بعض الدول بوجود مثل هذه السيارات، الأمر الذي اجبرها إلى الانتقال لفكرة أخرى ألا وهي "|Atlas Project|".

فهي كانت أشبه بمعاهدة أو اتفاقية تم إبرامها مع بعض الأفراد، الذين طلب منهم أن يضعوا كاميرا بأيديهم ويسيرون ضمن هذه الشوارع بدلاً من السيارات، وعن طريق الأقمار الصناعية يتم أخذ هذه الفيديوهات واللقطات وإجراء مسح لتلك المناطق التي لم تستطع سيارات Google الوصول إليها.

وبالتالي عند جمع المعلومات 

من (الأقمار الصناعية، Atlas Project، Google  Street  View، المكاتب الحكومية التي تم التصريح لها من قبل الحكومات لإعطاء المعلومات لGoogle)، سيصبح لدينا قاعدة بيانات 90% من المعلومات التي نريدها موجودة بها.

وبعد فترة زمنية تم التعاقد من قبل Google مع مجموعة من الشركات الكبرى، من أجل أن يروجوا لتعبئة استمارة يُطلب من المستخدمين إدخال تفاصيل الطرقات لديهم قدر الإمكان، وهنا كانت الفائدة تعم الجميع فمن ناحية أولى أصبحت Google تقوم بأخذ هذه المعلومات وتحّدث قاعدة البيانات الموجودة لديها، والناحية الثانية استفادت هذه الشركات من المرود المادي لقاء هذا الترويج لشركة Google.

هل أصبحت حياتنا ضائعة من دون خرائط Google - تصميم رزان الحموي
هل أصبحت حياتنا ضائعة من دون خرائط Google
 تصميم رزان الحموي

ولكن هل تعتقد أن Google اعتمدت فقط على هذه المصادر لتجميع معلوماتها

شركة كبرى مثل Google لديها مئات بل آلاف الطرق لجمع المعلومات، فهي تعتبر من أقوى الشركات بالشرق الأوسط والعالم ككّل، لذلك كان لا بدَّ لها من أخذ الهواتف المحمولة وإدمان الأفراد على استخدامها بعين الاعتبار، وبالطبع كان هذا المصدر من أهم المصادر وأكثرها دقّة، فهنا استطاعت من خلال |GPS| ومن خلال خاصية |خدمة المواقع|، تحديث بياناتها على مدار اللحظة.
وهكذا تمت الإجابة عن كيفية الحصول على المعلومات الطرقية من قبل هذه الشركة.

وسنجيب الآن عن كيفية تحديد المسافات ما بين النقاط وما الآلية المستخدمة

على الرغم من أننا نعتقد بأن التطبيق إنّ لم نقوم بالولوج إليه والعمل عليه فهو لا يعمل، ولكن إليك الصدمة الأن:
مثلما تكلمنا أن Google Maps يحتاج لشبكة الإنترنت فقط من أجل تثبيته على الهاتف، ولكن من بعدها نستطيع العمل عليه من دون هذه الشبكة، ولكن هل تعلم أنّه يعمل بخلفية نظام الهاتف أيضاً حتى وإن كان الهاتف مقفل؟.
وغالباً يأخذ هذه المعلومات ويقوم بإرسالها إلى Google لتحفظها على السيرفرات، إحداثيات المكان الذي تتواجد به الأن، وإحداثيات المكان الذي تنتقل إليه، ويقوم بحساب الفرق ما بين هاتان الإحداثيتان، وكم السرعة التي احتجتها من أجل الانتقال بينهما، وهكذا تم معرفة المسافة وتحديدها بدقة.

أما بالنسبة إلى موضوع ازدحام الطرقات وكيف يتمكن من إحصاء هذا الأمر

 تابع المثال التالي:
لنفترض أنك متواجد بشارع عام فيه 50 سيارة، سرعة السير بهذا الشارع 100 كيلومتر بالساعة، وطبعاً سيرفرات Google تمتلك هذه المعلومات، ولنفرض أن 40 سيارة منهم لديها تطبيق Google Maps وتقوم برفع المعلومات (الوقت، الإحداثيات بين النقاط) إلى شركة Google، وهذه السيارات ال40 تسير بسرعة 60 كيلومتر بالساعة.
بالتالي Google سوف يقوم بتحليل هذه البيانات، ويعتبر أن هذا الطريق مزدحم جزئياً كوننا نستطيع السير 100 كيلومتر بالساعة، ومع هذا فإن عدد كبير من السيارات يسيرون بسرعة 40 كيلومتر بالساعة، وبالتالي كلما قلت السرعة زاد الازدحام فهي علاقة طردية هكذا يفسرها Google.
والأهم أن Google Maps يتيح لنا معرفة إن سبقَ لهذا الطرق أن تعرض لحوادث سير أم لا، والأمر هنا جداً بسيط فيتم معرفة هذه المعلومات إما من خلال إبلاغ مراكز شرطة المرور بتلك الحوادث، أو من قبل الأفراد الذين كانوا متواجدين بتلك اللحظة، من خلال خيار موجود على الواجهة الرئيسية لهذا التطبيق.
وهكذا باختصار تم شرح آلية العمل التي تتبعها Google Maps، واليوم تعتبر من أكثر المواقع مصداقية وأمان، ومع هذا فلا ندرى إن كانت الأيام كفيلة بإصدار تطبيقات أكثر دقة من هذا التطبيق.
فهل سبقَ لكَ واستعنت بGoogle Maps من أجل الوصول الى وجهتك الخاصة؟، شاركنا رأيك إن أردت ضمن التعليقات.
آلاء عبد الرحيم

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.