مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/13/2022 08:10:00 م

شجار الأطفال ما بين الأسباب والحلول
شجار الأطفال ما بين الأسباب والحلول 
تصميم الصورة : رزان الحموي  
كثيراً ما تعاني الأمّهات من مشكلة الشجار بين أبنائهن ، وتقلق من آثار هذا الشجار على العلاقة بين الإخوة ، وفي مقال اليوم ، سنعرض نظرة شاملة عن مشكلة الشجار بين الأطفال من حيث الأسباب والحلول إضافة إلى بعض المميزات وآثارها فتابعوا معنا . 

ما هي أسباب هذا الشجار ؟ 

لطالما أنّ الشجار ضمن الحدود المقبولة ، فهذا يعتبر أمراً طبيعياً ولا نرى بيتاً إلا فيه مشاجرات عديدة بين الإخوة ، ومن أسباب الشجار 

أوّلاً-  البيئة الخاطئة 

 ونقصد هنا العلاقة بين الأبوين في المنزل ، فالعلاقة الزوجية التي يسودها الصراخ والصراع والشجار الدائم ، ستصبح نموذجاً أو مثالاً للعلاقات في عقل الطفل ، وتلقائياً سيبني علاقاته مع إخوته على هذا الأساس ، فيظنّ أنّ الصراخ أو العدوانية هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الآخرين ، وقد يتقمّص شخصيّة أحد الأبوين ويصبح ذو طبع عدائي إلى حدٍ ما . 

ثانياً - الطريقة الخاطئة في التربية 

 فإن كنت تعامل طفلك بخشونة أو حتى بالضرب فسيتعامل بالمثل مع إخوته أو العكس تماماً ، فإنّ تراخيك الزائد مع طفلك وتدليله وتنفيذ كل رغباته سيجعل منه أنانيّاً ومفرط التدليل وهذا سينعكس سلباً على سلوكه مع إخوته فيحدث الشجار بين الأبناء . 

ثالثاً - عدم العدل والتفرقة في التعامل بين الأبناء 

 وهو من أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى خلق نزاعات ومشاعر سلبية كالغيرة والظلم وغيرها ، فيسعى الطفل لتفريغ طاقته السلبية وما يشعر به عن طريق الشجار مع أخيه والانتقام . 

رابعاً - سنتحدّث عن سبب شائع جداً وهو الغيرة 

 والغيرة على أشكال مختلفة ، فقد تكون من ناحية الشكل أو التفوق الدراسي أو حتى التفوق الاجتماعي ، أو السلوك أو غيرها الكثير . 

وبالتالي سيسعى للتخلص من هذا الشعور عبر تفريغه بالشجار . 

خامساً -  قد يتمتع الطفل بأنانيّةٍ إلى حدٍ ما 

 فيرغب بالحصول على كل شيٍ له وحده دون أن يشاركه مع إخوته ، وهذا لا يشمل الأشياء المادية الملموسة وحسب ، بل يشمل مشاعر الأبوين برغبته بنيل الحب منهما وحده مما يؤدي إلى مشكلة الشجار مع إخوته . 

شجار الأطفال ما بين الأسباب والحلول
شجار الأطفال ما بين الأسباب والحلول 
تصميم الصورة : رزان الحموي  
توقفنا  عند السبب الخامس للشجار بين الأبناء 

 أما السبب السادس فهو أقرب ما يمكن القول عنه أنّه الشكل السلبي للقيادة 

 أو الرغبة بالسيطرة على إخوته ، كأن يرى أحد والديه مسيطراً على القرارات في المنزل فيرغب بتقليده وفرض قراراته على إخوته الصغار ، دون وجود جزء الحوار أو المناقشة لأنه منعدم أصلاً في المنزل . 

سابعاً  تقمّص الشخصيات 

وقد تكون هذه الشخصيات واقعية أو خيالية على مستوى |الرسوم المتحرّكة| ، فيسعى لتقليدها بسلوكها وحركاتها ، لذلك يجب أن نكون حذرين لما يشاهده أطفالنا يوميّاً . 

ثامناً - قلّة ثقة الطفل بنفسه وشعوره بالانتقاص تجاه أمرٍ ما مقارنة مع إخوته 

 خاصة من الناحية الشكلية أو القدرات العقلية والإبداعية ، فيسعى لمحاولة تعويض هذا النقص بأن يفرض نفسه بين إخوته ، ويترجم هذا الفرض بشكل عدوانية وشجار دائم . 

تاسعاً - قد يكون السبب مرضياً

 إلى حد ما كاضطراب |فرط التشتت والحركة| ،الذي يجعل الطفل في حالة هياج مستمر وغير قابل للسيطرة عليه في أغلب الأحيان . 

عاشر الأسباب وآخرها  عدم المحاسبة والفوضى وعدم تنظيم الأمور في المنزل 

 فلدى بدء شجار بين الأبناء لن يكون تركهم دائماً أمراً جيداً ، فيجب في بعض الحالات عدم التهاون والتدخل لفهم وحل المشكلة بحيث لا يصبح الأمر عادة ويتفاقم يوماً بعد يوم ، فيجب أن يكون لحضور الوالدين ووجودهما رهبة تجعل الأطفال يتوقفون عن الشجار ويحاولون حلّ الأمور بمنطقية وعقلانية . 

هذه كانت أبرز الأسباب التي تقف وراء شجار الأبناء  ولكن قد لا يكون الشجار سيّئاً أحياناً 

 فقد وجد أنّ هناك العديد من الفوائد التي يحصل عليها الأطفال من الشجار . 

وهنا بالطبع نقصد الشجار الطبيعي المعتاد الخالي من |العدوانيّة| والأذى الجسدي ، وأوّل هذه الفوائد هو التخلّص من حالة الانفعال التي تعتلي الأطفال ، أيضاً عبر الشجار سيحاول كل طفلٍ إثبات نفسه وذاته ، وهذا ما سيطوّر من شخصيتهم ويجعلهم مستعدين في المستقبل لإدارة الحوارات أو المشاكل التي سيتعرّضون لها ، لذلك قد يعد هذا الأمر تدريباً إلى حدٍ ما ضمن المنزل قبل الخروج إلى ساحة الحياة الكبيرة . 

شجار الأطفال ما بين الأسباب والحلول
شجار الأطفال ما بين الأسباب والحلول 
تصميم الصورة : رزان الحموي  
لنكمل في جزئنا هذا الفوائد التي سيحصل عليها الآباء من شجار أبنائهم ،

 والفائدة الثالثة هي حصول اختبار لقوّتهم سواء في الحوار أو حتى في القوة الجسدية ، ومراقبة ردود الأفعال التي ستصدر من كلا الطرفين ، أي أنّ الطفل سيجعل من أخيه محطّ اختبار لتعزيز قدراته القيادية والجسدية لمحاولة تطبيقها في الخارج . 

وهنا لابدّ من التذكير بدور الوالدين في مراقبة كل هذه الأمور والتوعية حول ما هو صحيح وما هو خاطئ . 

رابع الفوائد هي التدريب على الدفاع عن النفس  فالشجار يعتبر مساحة أو فرصة لتعليم الطفل أسس الدفاع عن نفسه ضد ما قد يتعرض له . 

خامساً  تعليم الطفل أخلاقيّات التسامح  فبعد الشجار لابدّ أن يتعلّم الطفل معنى |التسامح| وتطبيقه عملياً مع أخيه وبيان فوائد هذا الخُلُق عبر القصص والحكايات ، فلم يكن هذا التسامح ليترسّخ لو لم يحصل الشجار أساساً . 

إلى جانب التسامح تكمن الفائدة السادسة وهي |العفو| ، فلو وصل أحد الطرفين المتشاجرين إلى نقطة يغلب فيها أحدهما على الآخر كاستطاعته ضربه مثلاً ، وقرر عدم القيام بذلك والبعد عنه ، سيترسّخ معنى هذا العفو لديه وتظهر آثاره على كِلا الطرفين . 

أمّا الفائدة السابعة فهي تعلّم الطفل معنى الربح والخسارة وتقبّلها ، وهذا يجنبه ويهيّئه لما سيواجهه في حياته من نجاحات أو هزائم . 

وفي نفس السياق يعرف معنى الإحباط ويكسب الصبر ليتحمّله . 

والفائدة الثامنة هي تعلّم أسس الحوار الفعال والوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين . 

آخر الفوائد هي أنّ الشجار قد يتيح لك اكتشاف ما يعانيه طفلك  سواء كانت مشاكل جسدية كفقر الدم أو ظهور كدمات لدى أي ضربة خفيفة على جسده ، أو نفسية كاكتشاف اضطراب فرط الحركة والتشتت والعدوانية الزائدة ، وبالتالي هذا الاكتشاف سيساعدك على السماح بالعلاج . 

شجار الأطفال ما بين الأسباب والحلول
شجار الأطفال ما بين الأسباب والحلول 
تصميم الصورة : رزان الحموي
  
انتهينا من الحديث في الأجزاء السابقة عن الأسباب والمميزات للشجار بين الأبناء 

  سنشرح كيفية حل الشجار بطرق صحيحة وفعّالة . 

أوّلاً ، في حال وجود خلافات أو مشاكل في العلاقة بين الزوجين فيجب حلّها بأسرع وقت ، لأنّها من المسبّبات الرئيسية كما ذكرنا سابقاً ، كما أنّها الأساس لأسرة سليمة ، وحل هذه المشاكل يجب أن يكون بعيداً عن الأطفال وعدم إقحامهم فيها . 

ثانياً  اتباع الأساليب التربوية الصحيحة بعيداً عن التدليل المفرط أو القسوة والشدة الزائدة والضرب ، كما يجب أيضاً الابتعاد عن التفرقة بين الأبناء والعدل بينهم . 

وفي خطوات حلّ الشجار ، حالما يبدأ الشجار بالاشتداد قم بإيقافه فوراً ، ثمّ ضع الطرفين أمامك وحاول فهم سبب المشكلة ووجهة نظر كل منهما وإعطاء المساحة لكل طفل بأن يعبّر عن نفسه ، وبعد سماعهم يجب أن تعطيم رأيك وتعلّمهم التصرف الصحيح وتبيّن خطأ كل واحد منهما ، ثم تحلّ المشكلة بالعدل بحيث يكون كلا الطرفين راضيين . 

وفي حال كان أحد الطرفين مخطئاً بحق الآخر يجب عليك معاقبة الطرف المخطئ لتحقيق العدل لصالح الجانب الضعيف . 

أيضاً من أهم النصائح 

 وضع حدود وقوانين للالتزام بها ضمن المنزل ، مثلا كيفيةً توزيع المهام بين الأطفال وبشكل عادل وبحسب قدرة كل طفل ، تخصيص ساعات محددة للّعب الفردي والمشترك وأمثلة أخرى على نفس السياق تساعد على ضبط الأجواء في البيت ، والتخفيض من الصراعات بينهم . 

بالإضافة إلى أنّك يجب أن تستغلّ الشجار بين الأطفال في معرفة نقاط الضعف لدى كل طفل والمسارعة في علاجها ، ففي حال كان يتصف بالعدوانية الزائدة قد يكون لديه اضطراب فرط الحركة والتشتت ، أو قد يكون أحدهم يعاني من ضعف في الشخصية وقلة ثقة بالنفس تستدعي أن تسارع لتساعده بإصلاح هذه المشكلة . 

احرص على ملء أوقات الفراغ لدى الأطفال ، فالفراغ من أشيع مولّدات العراك والمشاكل ، لذلك يجب أن يكون يومهم حافلاً بالأنشطة المختلفة . 

ويفضّل أن تكون هذه الأنشطة مشتركة بين الإخوة كاللعب المشترك أو صنع الفطائر أو التنزّه واللعب في الحديقة ، وهذا ما سيعزز روابط الأخوّة . 

بهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا نتمنى أن تصلكم الإفادة ودمتم بخير .

شهد جلب

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.