مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/18/2022 05:04:00 م

لنغرد خارج السرب ونفكر خارج الصندوق
  لنغرد خارج السرب ونفكر خارج الصندوق 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

التحفيز الذاتي والتفكير خارج الصندوق 

هو موضوع المقال لليوم، فيمكن اختصار كلاً من هذه الجمل بما سأعرضه عليك، التحفيز الذاتي يمكن القول عنه أنه: الشغف

فطالما أنت من الأشخاص الذين يملكون الإيمان بالعمل الذي تقوم به، بالتالي الشغف بالتأكيد موجود لديك بعيداً عن كل السلبيات التي تحيط بكَ.

أما مفهوم |التفكير خارج الصندوق| فيمكن القول أنه: أن تقوم بالخروج من إطار المشكلة، وتبدأ البحث عن الحلول والتحديات التي تواجهك شخصياً، بعيداً عن الحلول التقليدية المتوافرة، أو عن آراء الأشخاص الذين سيدلون برأيهم غالباً.

فمن الجيد أو من الضروري إن صح القول، عدم الاستماع لهؤلاء الأشخاص مهما كانت فكرتك، والسبب لأنهم سيقدمون الإجابات التي مرت عليهم من خلال تجربتهم الشخصية لهم، وليس الجواب الذي تحتاجه أنت.

فمثلاً العالم (|عباس ابن فرناس|) اتهمه العالم بالجنون، بسبب نظريته الخاصة بمنطاد الطيران، ولكن بعد وفاته ب 1200 عام تمكن الأشخاص فعلاً من الطيران وإثبات صحة كلامه.

وأيضاً (|إيلون ماسك|) الذي استطاع من خلال أفكاره الفريدة والغريبة، والتي أثبتها بالنظريات العلمية أن يقوم بإخراج سيارة Tesla الى المريخ، والكثير من العلماء الذين حيث فكروا بالتغريد خارج السرب، وقرروا عدم السير خلف القطيع، خلدهم التاريخ باختراعاتهم وابتكاراتهم.

سأشرح لك جوهر الموضوع من خلال المثال التالي

ما عليك ألا أن تركز بالكلام جيداً:

قامت أحدى الجامعات الأوربية بإجراء هذه التجربة على 3 قرود وموزة واحدة، قاموا بجلب القرود من محمياتهم الخاصة ووضعوهم بأقفاص معزولة، ومن ثم وضعوا سلم حديدي بوسط الصندوق وفي أعلى هذا السلم قاموا بوضع الموزة

 وطبعاً كما هو متعارف أن الموز هو الفاكهة المحببة للقردة.

كل قرد يحاول تسلق السلم من أجل الحصول على هذه الموزة، كانوا يقومون برشق الماء عليه، واستمرت المحاولات لساعات عديدة، ولكن جميعها باءت بالفشل، حتى أتت اللحظة التي استسلموا فيها القرود الثلاثة وقرروا التخلي عن هذه الموزة.

فمرت الأيام من دون أن يحاول أي قرد المحاولة من جديد، ومن ثم تم إضافة قرد جديد إلى هذه المجموعة فأصبح عددهم 4 قرود، فعند وصول القرد الجديد على الفور توجه إلى السلم بغية الحصول على الموزة، فما كان من القردة الثلاثة إلا أن قاموا بمسكه ومنعه خشيةً من أن يصاب بالمياه.

المحاولة الأولى فشلت والثانية والثالثة، فكل مرة يتم منعه من الوصول إلى السلم ليس فقط إلى الموزة، خوفاً عليه من الماء.

بعد عدة أيام تم إخراج أحد القردة الثلاثة الذين وضعوا بأول مرة، وتم إدخال قرد جديد بدلاً منه، الغريب أن القردة الاثنين بالتعاون مع الثالث الذي أُضيف مؤخراً أصبحوا جميعاً يمنعوه من الصعود

الاثنين يعلمون ماذا يوجد بالأعلى بالتالي تصرفهم متوقع، أما الثالث فهو لا يعلم بالأصل لماذا يتم منعه ولكن مع هذا شارك بمنع القرد الجديد.

لنغرد خارج السرب ونفكر خارج الصندوق
  لنغرد خارج السرب ونفكر خارج الصندوق 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

على الرغم من أن الله عزّ وجّل، خص ميزة العقل والتفكير بالإنسان فقط وميزه عن الحيوانات بهذه الخاصية، ألا أن الحيوانات تعتاد الشيء فتفعله أو تأتي الخبرة بفعله من الفطرة.

استمرت المحاولات وفي كل مرة القرد الجديد يتصرف نفس أفعال القردة القديمين، وبعد مرور عدة أيام يقومون بإخراج أحد القردة القديمين ويستبدلونه بواحد جديد، والغاية معرفة ما هي| ردة الفعل| التي يمكن أن يقوم بها هذا القرد.

حتى تم الوصول إلى وجود 5 قردة جديدة في الصندوق، لا تعلم أبداّ لماذا يتم منعها من الوصول إلى السلم، ولم يمر بتجربة رشق الماء عليه كما فُعلَ بالقردة الثلاثة الذين بدأوا بهم التجربة.

تم إغلاق رشاشات المياه وترك السلم مع الموزة عدة أيام، ومع هذا لم يعد أحد من القردة بمعاودة المحاولة من جديد، فهم اعتادوا الأمر بعدم الصعود إليها.

لنغرد خارج السرب ونفكر خارج الصندوق
  لنغرد خارج السرب ونفكر خارج الصندوق 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 
بالتالي إذا تم اسقاط هذه التجربة على حياتنا اليومية، عندها سنكتشف كم من الأشخاص يحاولون منعنا من فعل الأشياء التي نحبها، والسبب لأنهم قد مروا بهذه التجربة أو أنهم قد سمعوا بأحد مرَّ بها، فرؤها صعبة ومستحيلة

لذلك يحاولون أن يقنعوك بل وأحياناً يجبروك على عدم القيام بها وتجربتها. 

ومن أجل هذا الكلام يجب أن يبقى بداخلك| تحفيز ذاتي|، وعدم التركيز مع مثل هؤلاء الأشخاص السلبيين، وتذكر دائماً أن المستحيل  ما هو ألا خط قمنا برسمه في عقولنا وأقنعنا أنفسنا أننا غير قادرين على تخطيه، أو قام أحد ما برسمه لنا وأوهمنا بتصديقه.

فالقيام بالتفكير الإبداعي ليس بالأمور المستحيل، أو الأمر الذي لا يمكن الحصول عليه، ففكرة أن تكون مبدع تبدأ من أسلوب الحياة الذي تعيشه، وخاصةً في العصر الحالي مع تقدم التكنولوجيا، أصبح هذا الأمر من الأشياء الأساسية.

فاليوم نرى على |مواقع التواصل الاجتماعي|، كمية الأشخاص الذين يقومون فقط بالتكرار واستنساخ الأفكار من أشخاص آخرين، فلا نرى أي لمسة خاصة يتم إضافتها على محتوياتهم.


ولكن دائماً الإنسان المبدع الذي يغرد خارج السرب، هو الذي يخطف الأنظار والذي يبرز وسط المجتمع المزدحم بالأشخاص المتكررين.

فهناك عدة طرق من الممكن اتباعها من أجل البدء بالتفكير بشكل إبداعي منها (العصف الذهني، الكلمات العشوائية،..)، وغيرها من الطرق التي سيتم سردها بمقالات أخرى.


أما في نهاية مقالي هذا نصيحتي لك:

 تذكر دائماً أن المستحيل ما هو إلا خط الوهمي لا وجود له، تم الإعتقاد بأنه بنقطة النهاية التي لا يوجد شيء خلفها.

Think out of، وقم بتجربة كل ما ترغب به، فما الحياة ألا أيام معدودة، تَحلو وتصبح ممتعة بفعل ما نريد.

آلاء عبد الرحيم.

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.