مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/24/2022 02:05:00 م

أين اختفت الطفلة عهود؟
 أين اختفت الطفلة عهود؟
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 
الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم الآية التالية: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، وهذا تأكيد رباني لجميع البشر أنّ الأطفال هم من أجمل الأمور التي يمكن أن تحدث للفرد خلال حياته، فالفرد منا إن كان (شاب أو فتاة) عند اتخاذ قرار الزواج، أول أمر يفكر به هو عدد الأولاد الذين يرغب بجلبهم الى الحياة بمشيئة الله.

ولكن هل لك أن تتخيل بأنه يمكن للحقد والغل الذي يكنّه بعض الأفراد بنفوسهم، يمكن أن يصل لمرحلة أذية أم بأطفالها؟، أو أذية أب بأطفاله؟، أنا شخصياً أنا أعتبر كل فرد يتعدى على حرمة وخصوصية الأطفال هو مريض نفسي حتماً، يحتاج إلى المعالجة على الفور.

قصتنا لليلة سوف تضعك في حيرة شديدة حتى تكتشف نهايتها، لذا يا صديقي تابع معنا أجزائها حتى النهاية.

في الأراضي الكويتية وتحديداً بعام 2005

 كان هناك عائلة صغيرة مكونة من أب وأم و3 أطفال، فتاتين وطفل وأعمارهم تتراوح كالتالي (الفتاة الكبيرة 11 عام تدعى مريم، الفتاة الصغيرة 9 أعوام تدعى عهد، والطفل أحدم 4 سنوات).

الأب كان يعمل في أحد المؤسسات الحكومية للكهرباء، والأم مربية منزل تهتم بأطفالها وخاصة أحمد فهو في سن يحتاج إلى الرعاية والاهتمام المضاعف، أما الفتاتين فكانتا في المرحلة الابتدائية.

عهود ومريم كل يوم وفي الصباح الباكر يودعان والدتهم من أجل الذهاب إلى المدرسة التي تقع مقابل المنزل تماماً، والأم تقف على شرفة المنزل تطالعهما حتى التأكد من دخولهما إلى باب المدرسة، ومن ثمَّ تذهب لإكمال عملها.

وعند حلول ال2 عصراً تقريباً، تعاود الأم انتظار الفتاتين على الشرفة من أجل رأيتهما وهما تودعان صديقاتهن قيل أن يذهبوا مع أهاليهم للعودة إلى المنزل، ومن ثمَّ تسير الفتاتين جنباً إلى جنب للعودة إلى المنزل، وهذا كان سيناريو حياة هذه العائلة الصغيرة.

واستمر الحال على هذا النحو حتى أحد الأيام

 فبعد أن ذهبت الفتاتين إلى المدرسة وعند حلول موعد الانصراف عادت مريم لوحدها إلى المنزل من دون عهود، وبهذا اليوم تحديداً الأم انشغلت ببعض أعمال المنزل التي منعتها من الاطلاع على الفتاتين بوقت الانصراف.

الأم في البداية اعتقدت بأن الفتاة الصغيرة لربما ذهبت إلى البقالية من أجل شراء غرض ما، أو أنها تتسامر مع أحد صديقاتها ولم تدرك أنها تأخرت عن المنزل، فهنا انتظرت لبعض الوقت.

ولكن الدقائق تمر بسرعة والقلق بدأ بالتغلغل إلى قلب الأم، وخاصةً بعد النظر من نافذة الغرفة والتأكد بأن جميع الطلبة قد عادوا إلى منازلهم عدا ابنتها عهود.

وهنا بدأت الدماء تغلي بعروق الأم وخاصة أنها لا تستطيع ترك المنزل والذهاب للبحث عن ابنتها، لذا قررت الاتصال بالأب الذي ينتهي عمله بحدود الساعة 4 عصراً، وأخبرته أن عهود إلى الأن مختفية ولا تعلم أين هي.

فأين ذهبت الفتاة؟ وماذا سيفعل الأب؟ لنتابع معاً  لمعرفة الإجابة.

أين اختفت الطفلة عهود؟
 أين اختفت الطفلة عهود؟
تنسيق الصورة : رزان الحموي  
مسكينة هي الأم مجرد موقف صغير قد يوقف نبض قلبها، وبالحقيقة إن الأم لديها حاسة سادسة مختلفة قليلاً عن الأب، فهي تستطيع استشعار الخوف والقلق والمصائب على عائلتها قبل وقوعها.

وأرجح الأمر إلى أنّها أكثر احتكاكاً بأطفالها من أبيهم، فهناك مثل سوري يُقال به: "أن الأم بَني والأب جَني"، ويعني أنَّ مهام الأم تكمن في بناء الأبناء من المستوى الصفر وحتى الوصول بهم الى أعلى القمم، وأنَّ مهام الأب تكمن بجني الأموال وتأمين حياة جيدة نوعاً ما لعائلته من خلال العمل.

وفعلاً الأب عندما علم باختفاء طفلته الصغيرة

 سارع لترك جميع أعماله والذهاب مباشرةً إلى المنزل للتأكد من عودة طفلته أم لا؟، وعندما اكتشف أن الفتاة لم تعد بعد، ذهب مسرعاً إلى المدرسة وبدأ بطرق الباب الخارجي بكل ما أُتي من قوة، وهنا ظهر أمامه حارس المدرس ونظر إليه مندهشاً.

ولكن الأب أبعد الحارس من أمامه ودخل الى المدرسة

 وبدأ بالبحث عن ابنته بكل صف وبالحمامات وبباحة المدرسة، وهنا تجرأ الحارس وسأله عما يبحث؟، فأخبره الأب أنَّ ابنته ترتاد هذه المدرسة وإلى الأن لم تعد إلى المنزل، ووجهه يحمل من |القلق والخوف| ما يجعلك تشعر بالأسى عليه.

وهنا أكد له الحارس أنه لا يغلق باب المدرسة إلا بعد التأكد من خلوها من كافة الطلبة، وحتى أن بعض المعلمات لا تعود لمنازلها إلا بعد خروج جميع الفتيات من الصفوف.

حالة الأب يرثى لها فهو بدأ بالسؤال عن ابنته عند الجيران وصاحب البقالية والأطفال في الشارع، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، وهنا قرر الذهاب إلى مركز الأمن من أجل التقدم ببلاغ رسمي باختفاء الطفلة.

فقال له الضابط المسؤول عن المركز أن الأمن لا يستطيع فتح قضية إلى بعد مرور3 أيام عن الاختفاء، فالقوانين بهذا الشأن واضحة ولا يمكن تجاوزها، ومع أن الأب أكد لهم أن ابنته لا تذهب إلى أي مكان وهو قلق جداً من احتمال تعرضها للخطر، ولكن عاد الضابط إلى كلامه وقال له: اذهب وابحث عنها بشكل جيد وبعد3 أيام عن لم تعثر عليها عدّ إلينا.

عاد الأب إلى المنزل على أمل أن يجد الفتاة ولكن للأسف فهي لا تزال مفقودة، الأب الذي تمالك أعصابه شعر الأن بالانهيار وخاصة بأن الليل قد قارب على الانتهاء، فلو كانت الفتاة مخطوفة أين الخاطفين لماذا لم يتصلوا به ويطالبوه بالفدية؟، وإن كانت بأحد المشافي فهو ذهب لجميع مستشفيات المدينة ولم يجدها، وهنا بدأت الأفكار الشريرة تراوده ودائرة القلق على ابنته تزداد.

دقائق الليل تمر كأنها سنوات

 فعند فجر اليوم التالي ذهب الأب أول شخص إلى المدرسة، وبدأ بسؤال المعلمات ومديرة المدرسة عن الطفلة، وهنا أكدت له معلمتها أنَّ ابنته عهود في اليوم السابق كانت متواجدة حتى أخر دقيقة من الحصة الدراسة وهي متأكدة من كلامها.

اليوم الثاني مرَّ بشكل مشابه لليوم الأول، والطفلة لم تظهر بعد، ولكن اليوم الثالث حدثت المفاجئة

أين اختفت الطفلة عهود؟
 أين اختفت الطفلة عهود؟
تنسيق الصورة : رزان الحموي
   
أعود وأكرر أحذر من أذية الأهل بأطفالهم، فمهما كانوا الأهل على درجة عالية من الوعي لم يتقاعسوا أبداً بالانتقام منك، ولتعلم لماذا أقول هذا الكلام، تابع معنا .

في اليوم الثالث عاد الأب إلى مركز الأمن وأخبر الضابط أن الفتاة مختفية منذ3 أيام، وهنا فعلاً تمَّ فتح ادعاء رسمي وبلاغ باختفائها، بلّ وأيضاً جاءت بعض التوجيهات من القيادات العليا من أجل زيادة الاهتمام بجميع قضايا الأطفال، بعد عدة حوادث غريبة حصلت مع الأطفال الكويتيين في الآونة الأخيرة.

وفعلاً بدأ الاستنفار الأمني والتوسع بالبحث عن الطفلة

 وأول خطوة قام بها الضابط استدعاء جميع المعلمات والتحقيق معهن، ولكن من دون فائدة فلا أحد لديه أي عداوة شخصية مع هذه العائلة، حتى أن الحارس تمَّ التحقيق معه، والأمر مشابه من دون فائدة.

مرَّ اليوم الأول من دون وجود أي خيط للاعتماد عليه، ومن شدّة اليأس وقلّة الأدلة تمَّ اللجوء للتحقيق مع الطالبات ذو ال9 سنوات، والذين كانوا بنفس صف عهود ولكن بطريقة جداً ذكية من أجل عدم إخافتهم.

وفعلاً تمَّ استدعاء كل طالبة على حدة إلى غرفة المديرة، وطرح بعض الأسئلة عليهم من قبل الضابط

 إلى حين جاء دور الطالبة (علا) والتي كانت الصديقة الودودة لعهد.

وهنا قالت الطفلة للضابط أنّها رأت عهود بأخر الدوام المدرسي تذهب مع والدتها إلى المنزل، صُدم الضابط وتوجه على الفور إلى الأم وأمر بإلقاء القبض عليها
 الأم انهارت عندما اتهمها الضابط باختطاف ابنتها، وقالت له: هل جننت؟، كيف لي أن أقوم باختطاف ابنتي وما الغاية من هذا الفعل؟، الأم منهارة وموجات البكاء والنحيب أصبحت تزداد وقالت للضابط: بدلاً من البحث عن ابنتي تأتي اليوم لتقوم باحتجازي واتهامي بهذا الامر؟.

وهنا الضابط سرد للأم كلام الطفلة، فقالت الأم على الفور أنّها تريد رؤية هذه الفتاة، وفعلاً ذهب الجميع الى المدرسة وعندما عُرضت هذه المرأة أمام الطفلة، الطفلة نظرت للأم باستغراب وقالت: أن المرأة التي أخذت عهود جداً تشبه أُمها ولكنها ليست هي، لأن تلك المرأة أطول وأسمن.


وهنا الأم وقفت مصدومة والضابط أحس بهذا الشيء فقال لها على الفور ماذا هناك؟، فردت وقالت: أنّها تمتلك أخت وحيدة وهي على خلاف معها منذ عدّة أشهر، وسبق لها وهددتها بأمر مشابه للذي يحدث الآن، واختها تمتلك هذه المواصفات التي أشارت إليها الطفلة.

وهنا أمر الضابط عناصره بالذهاب إلى منزل الأخت وبأمر من النيابة العامة تمَّ تفتيش المنزل، ولكن الغريب أنّهم لم يجدوا عندها الفتاة، الأمر الذي دعا الضابط بتهديد هذه الأخت بعد اصطحابها إلى مركز الأمن، بتجربة بعض الطرق الغير محمودة إن لم تعترف.

فقالت الأخت الجملة التي صدمت الجميع

 نعم، أنا من اختطف عهود، ولكن لم أؤذيها بل وضعتها عند أحدى صديقاتي مدعية سفر والديها، وبما أنني أعمل فأنا أيضاً لا أستطيع ترك الفتاة عندي، لذا طلبت منها إبقاء عهد عندها لعدة أيام فقط، من أجل حرق قلب والدتها عليها ليس إلا.

وتمَّ الذهاب إلى منزل صديقتها والتي ذهلت عند سماع هذه القصة، وفعلاً الفتاة سليمة ولا يوجد بها أي أذى، وتمَّ تسليمها إلى والديها.

والد عهد لم يوافق على التنازل عن الدعوى التي أقيمت، فتمَّ تحويل أخت الأم إلى المحكمة وإصدار الحكم من قبل القاضي بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة الاختطاف. 

وإلى هنا نكون قد انتهينا من سرد قصتنا، ولكن هل تعتقد أن هذه المرأة قد نالت عقابها؟، أم أنّه من المفروض تشديد الحكم بمثل هذه القضايا لتكون عبرة لغيرها؟، شاركنا رأيك ضمن التعليقات.

آلاء عبد الرحيم

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.