مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/19/2022 05:53:00 م

قصة المتسوّلة الغامضة
قصة المتسوّلة الغامضة
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
الحوادث المرورية تعتبر من أكثر الحوادث التي يذهب ضحيتها أرواح بريئة، فنرى أن الأب يعير سيارته الخاصة لأحد أبناءه وهو لم يتم بعد سن الرشد، ومن المعروف أنَّ المراهقين يعمدون الى الإسراع بالسير من أجل لفت النظر إليه، و يا لكثر الحالات التي تنتهي بتكسير السيارة وموت أحد من المارة أو السائق.

وأغلب الحوادث سببها أن السائق يمسك الهاتف بيد ومقود السيارة بيد أخرى، وما إن يسهو لمجرد ثواني حتى يتصادم صدام أليم، جلَّ أوقاتنا نقضها على الهاتف، فأين الخطأ إن تركنا الهواتف جانباً لحين الوصول الى وجهتنا.

وبغض النظر إن كانت هذه الحوادث أليمة أم لا، فإنّه بكل تأكيد سوف يترتب عليك زمم مالية أثر هذه المخالفة المرورية، فمن الممكن أن تكون موظف يعيش هو وعائلته من ذاك الراتب الشهري،  فالأفضل لك أن تتروى بالقيادة أم أن تدفع مبالغ طائلة للحكومة أثر هذه المخالفة؟، الوقاية خيراً من العلاج تذكر هذه الجملة دائماً عندما تقود بسرعة.

اليوم أحداث قصتنا غامضة نوعاً ما بين شاب سوري وفتاة أردنية، سوف تكتشف سر هذا الغموض  فتابع معنا.

بمنطقة الفحيحيل الاردنية بعام 2019

 تم إبلاغ مركز الأمن عن غياب فتاة تحميل الجنسية الاردنية وتقطن بهذه المنطقة، الفتاة تبلغ من العمر18 ربيعاً، ومن المعروف أنَّ الناس وخاصة الأقربين لنا، يريدون أي قصة أن تحدث من أجل أن تصبح هي سيرتهم الوحيدة.

فبعد اختفاء هذه الفتاة بدأت الشائعات تكثر والأقاويل تتعدد

 فالبعض يقول أنّها مخطوفة والأخر يقوم أنّها مقتولة، وأخرين يقولون أنّها قدّ هربت مع عشيقها ولكن والديها يتستران عن الأمر.

و يا للأسف على حال أب هذه الفتاة، لم يهدأ ولا دقيقة عن البكاء ويومياً يذهب الى باب مركز الشرطة ويبدأ بالنحيب والترجي لعناصر الأمن من أجل أن يجدوا له ابنته.

الضباط والعناصر جميعاً شعروا بالأسف على هذا الرجل

 وعندها الجميع استنفر من أجل البحث عن تلك الفتاة، وقاموا بطباعة صورها وتعليقها على الجدران في الحي القريب وفي الأسواق المعرفة وخاصة في المجال التجارية النسائية، وحتى على |شبكة الانترنت| فنشروا على جميع |مواقع التواصل الاجتماعي|جائزة مالية لمن يعثر عليها.

وهذه كانت أحد الطرق المتبعة عند عناصر المباحثات، يقومون بنشر صور المفقودين إنّ كانت من النساء أو الرجال في الأماكن التي يكثر بها تواجد جنسهم، لعل وعسى أن تحدث المفاجئة ويتصل أحد ويخبرهم أنه قدّ رآهم.

فقبل عدة أيام جاء الأب المسكين الى مركز الأمن وطلب لقاء الضابط المسؤول، من أجل أن يتقدم ببلاغ رسمي عن تغيب ابنته عن المنزل لعدة أيام وهو لا يعلم أين هي؟.

فأين الفتاة؟، ومن المسؤول عن اختفاءها؟، 

قصة المتسوّلة الغامضة
قصة المتسوّلة الغامضة
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
 
الحكومة عندما فرضت غرامات مالية على الحوادث المرورية، لم تكن غايتها أبداً جمع الأموال من أفراد المجتمع، وإنما حثّهم من أجل توخي الحذر والالتزام بقوانين السير ليس إلا، ففي أحد المرات قال أحد ضباط المرور أنّه قدّ أتاه رجل عليه غرامة مالية تصل الى 2500 دينار، هل تتخيل كم المبلغ ضخم؟، فليس من الأولى لهذا الرجل أن يصرف هذه الأموال على عائلته وأبناءه بدلاً من وضعها في صناديق الحكومة، وهذه كانت أهم النصائح التي عرضناها  من القصة، لنتابع باقي المستجدات 

مرَّ اليوم الأول من عمليات البحث ولم تظهر أي نتائج مرضية

 واليوم الثاني والثالث كان الأمر مشابه ولم يجدوا الفتاة ولا حتى أي أثر لها، فهنا بدأ الضابط باستجواب عائلتها المكونة من الأب والأم وأخت أصغر من هذه الفتاة بعامين.

وطبعاً كلاً منهم تمَّ استجوابه على انفراد من أجل أن يتم مطابقة الأجوبة فيما بعد، أمر الضابط العناصر بجلب الأب إلى المكتب، وفور دخوله سأله إن كان قدّ أقدم على قتل الفتاة وإن كانت الأفعال التي قام بها من البكاء هي تمثيل، وغايته منها هي فقط تضليل العدالة؟، أجاب الأب على الفور أنّه من المستحيل أن يؤذي ابنته مهما كانت الأسباب.

أحسَّ الضابط بمصداقية أجوبته وخاصة أن دموعه لم تتوقف عن السير على خديه، فأعاده الى السجن على ذمة التحقيق وأمر العناصر بأن يجلبوا له الأم.

دخلت الأم وجلست وهنا وجه إليها الضابط السؤال بلهجة حادة وصارمة، فقال: لا بدَّ أنكِ تعلمين أين الفتاة؟، وأنت تخفين على عناصر الأمن الحقيقة وهذا الأمر قدّ يدعوك للمسائلة القانونية.

الأم احسّت بالتوتر من هذه الطريقة بطرح السؤال

 فقالت للضابط أنها ستقول له السر التالي، لعلّه قدّ يكون خيطاً يستدلون به عن حقيقة اختفاء الفتاة، فقالت: أنّها قامت باستجواب اختها قبل عدة أيام بعد أن سمعت بعض الأحاديث بينها، والتي أخبرتها أن ابنتها الكبرى على علاقة مع شاب سوري، وأنّ هذا الشاب يعمل يمتلك أحد المحال الواقعة بمنطقة "الفحيحيل"، وأن هذه هي المعلومات التي استطاعت معرفتها فقط.

هزَّ الضابط رأسه وأمر بإعادة الأم الى مكانها واستدعاء الأخت الصغيرة وبالفعل جلست الفتاة والخوف واضح على وجهها، فقام الضابط بإعطائها كأساً من الماء وأخبرها أنه مجرد سؤال صغير، فسألها عن هذا الشاب وبالفعل الكلام الذي قالته الأم صحيحاً بالحرف. 

أمر الضابط عناصر بأخذ عنوان هذا المحل التجاري من الفتاة والتوجه مسرعين إليه من أجل إلقاء القبض على هذا الشاب السوري، وبعد أقل من نصف ساعة عاد العناصر ومعهم هذا الشاب الذي ملامحه تدّل أنّه لم يتجاوز ال30 عاماً.

فهل يا ترى يكون هو المسبب باختفاء الفتاة؟، الله أعلم!، تابع معي لمعرفة الحقيقة.

قصة المتسوّلة الغامضة
قصة المتسوّلة الغامضة
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
قلّة الأموال قدّ تجبر بعض الأشخاص أنّ يعملوا بالتسول، وعادةً نراهم بكثرة في الشوارع العامة وعلى أرصفة الطرقات، البعض منهم يتلفظ بكلمات رقيقة من أجل كسب ودّنا، والأخرين قدّ يتلفظون بالشتائم وسبّ الذات الإلاهية إن لم نعطهم بعض الأموال.

ولكن ماذا إن أجبر الأب أولاده على هذه الأمور؟، فماذا يمكننا أن نطلق صفة على هذا الأب؟، فكلمة أناني حقير قليلة جداً عليه، لماذا أقول هذا الكلام؟ ستعلم بنهاية القصة.

الشاب يبدوا من عائلة محترمة وشكله الخارجي لا يدل أبداً بأنه مجرم

 سأله الضابط : أيّنَ الفتاة؟، فردَّ الشاب: أيَّ فتاة؟، فقال الضابط لا تدعني أتبع معك أساليب غير محببة إطلاقاً، ومع هذا أنكر الشاب معرفته بهذا الأمر، فأمر الضابط أحد العناصر بعرض صورة الفتاة على هذا الشاب الذي أنكر أيضاً أي علاقة بها.

هنا خطر للضابط أن يأخذ الهاتف المحمول الذي كان بحوزة الشاب، وإذّ بالصدمة الغريبة، فعند الولوج إلى معرض الصور اكتشف الضابط أنه يحوي على العديد من الصور التي تجمع الفتاة والشاب معاً.

وهنا اعترف الشاب وقال

 أنّه يعرف الفتاة ولكن معرفته بها سطحيّة، فمنذ أشهر وهو يقود سيارته الخاصة، قام بحادث بأحد الشوارع ومن شدة خوفه حيننها، ترجّل من السيارة من أجل معرفة ما حدث.

وإذ بفتاة جميلة متسولة على الطريق قدّ صدمها والغريب أنّها نفس الفتاة المفقودة بقصة الليلة، فأخذها إلى المستشفى وبعد الاطمئنان عليها، ذهبا معاً إلى محله وأعطاها بعض الملابس الجديدة، ويوماً بعد يوم توطدت هذه العلاقة، ولكن لم تكن أكثر من مجرد مكالمات والخروج معاً لبعض المطاعم.

وبأحد المرات اعترفت له الفتاة أنَّ والدها أخرجها من المدرسة، وهو يجبرها على التسول من أجل جمع الأموال، وبعد هذا اللقاء اختفت تماماً ولم يرها أبداً.

فهنا أعاد الضابط استدعاء الأب

 وعندما سأله لماذا كنت تجبر ابنتك على التسول؟، صُدم الأب وزاغ نظره فكيف عَلِمَ الضابط بهذا الأمر؟، وبهذه الأثناء تلقى الضابط اتصالاً هاتفياً من أحد المسؤولين عن الحال التجارية بتلك المنطقة، وأخبره أنَّ الفتاة التي تنتشر صورها موجودة عنده بالمحل.

أمر الضابط عناصره بالتوجه إلى المكان المذكور وفعلاً تمّ أخذ الفتاة والعودة بها إلى مركز الأمن، جلست فسألها الضابط على الفور أيّن كانت مختبئة؟.

أجابت الفتاة بهدوء وقالت أنَّ والدها يقوم بصفعها كل ليلة ويجبرها في الصباح للذهاب لأحد الشوارع من أجل |التسول|، وهذا الأمر ضاق ذرعاً بها لذلك قررت الهروب منه واللجوء إلى الشاب السوري، الذي امتنع عن إخفاءها عنده خوفاً من الله بأن يقوم معها بأمر منكر.

وتتالت الأيام وهي تبحث عن عمل إلى أن أخبرها صاحب المحل الذي اتصل بالضابط بأنّه لديه عمل لها، ومن ثم أتى رجال الأمن وأخذوها، وهنا علم الضابط أن الأب الذي أوهمهم بدموعه خوفه على ابنته ما هو إلا كاذب ماكر.

وهنا تمَّ الإفراج عن الجميع ما عدا الأب الذي اُحيل الى القضاء بتهمة التسول وجبران ابنته على التسول، وتمَّ إصدار الحكم المناسب له بالسجن لعدة سنوات، وهذه كانت أحداث قصتنا لليلة، اتمنى أنها قد نالت إعجابكم.

آلاء عبد الرحيم 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.