مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/04/2022 08:27:00 م
كيف أعاقب طفلي بالطريقة الصحيحة - تصميم وفاء المؤذن
كيف أعاقب طفلي بالطريقة الصحيحة
 تصميم وفاء المؤذن
كل خطأ يجب أن يُقابَل بعقاب، وكل صوابٍ يجب أن يقابل بمدحٍ وثناءٍ وعطاء، هذا أمر متعارف عليه لدى جميع البشر، ولكنّ الاختلاف يكمن في كيفية ونوع هذا العقاب، فكثيرٌ من الآباء يقعون ضحيةً لهذا الفخّ ويعاقبون أطفالهم بطرقٍ لا تجلب النفع إطلاقاً بل على العكس، تحمل آثاراً سلبية على مستقبل الطفل وشخصيته وسلوكه . 

وإنّ أشهر خطأ في |العقاب| هو |الضرب المبرح|، والذي كما يظنّ البعض أنه سيجعل الطفل يتوقف عن ارتكاب المزيد من الأخطاء أو إعادة تكرار ما عوقب عليه، ولكنّ هذا الضرب لا يزرع إلا الخوف في نفس الطفل، وهذا الخوفُ سيحمله معه طوال حياته، وسيؤثر على علاقاته وكل نواحي الحياة التي سيخوضها. 

إذاً كيف يكون العقاب الصحيح 

قبل الحديث عن هذا، يجب أن نذكّر بأهمية زرع روح التأنيب و|المحاسبة الذاتية| في نفس الطفل، فلمحاسبة الطفل لنفسه أثرٌ أفضل من المحاسبة الخارجية، خصوصاً عندما يكون له إدراك داخلي تام بأنّ ما فعله كان خاطئاً ومقتنعاً بذلك. 

فبتحقيق التوازن ما بين المحاسبة الداخلية والمحاسبة الخارجية، نصل إلى الوضع المثالي والطبيعي الذي سيحقق الفائدة للطفل. 

والآن نعود للعقاب، فما هي أهميته ؟

إنّ العقاب الصحيح سيحدّ من |السلوك الخاطئ| وتكراره لدى الطفل، كما سيساعد على وضع أساس داعم لضمير الطفل وتنميته. 

والعقاب يمنح شخصية الطفل التوازن، فلا التدليل الزائد ينفع، ولا الخشونة والقساوة تنفع، إنما نظام العقاب والثناء هو ما سيحقق هذا التوازن. 

كيف أعاقب طفلي بالطريقة الصحيحة - تصميم وفاء المؤذن
كيف أعاقب طفلي بالطريقة الصحيحة
 تصميم وفاء المؤذن
إنّ الحياة ليست ورديّة، فلا بأس في حال العقاب أن يشعر الطفل بقليل من الإحباط، فهذا ما سيهيّؤه لمختلف ما قد يجابهه في حياته ويعوّده على الصبر، إنما يجب أن يُتبَع هذا الإحباط بالرغبة بالتعويض والحماسة لعدم تكرار الخطأ واستبداله بما هو صحيح، وهنا يكمن دور الأهل في تشجيع وتعزيز ذلك. 

ولكل نوع من العقاب عمرٌ يلائمه 

فلا تتعامل مع طفلك ذو الثلاثة أعوام على أنه طفل في المرحلة الابتدائية، فكل عمر وكل مرحلة بحد ذاتها يجب أن نتعامل معها بما يحقق مصلحة الطفل ويكون مناسباً له. 

أيضاً من أهم النصائح، أن يكون العقاب بعد |الخطأ| مباشرةً وليس بتأجيله، فهذا لن يحقق الفائدة المرجوة منه، كما يجب أن يكون بينك وبين الطفل وليس أمام الأقارب والآخرين، لما سيتبع ذلك من مشاعر سلبية تغمر الطفل وتسبب قلة الثقة بنفسه والخوف من نظرة المحيط من حوله. 

تعامل مع العقاب على حجم الخطأ المناسب له 

فالخطأ البسيط لا يحتاج عقاباً هائلاً، وبنفس الوقت فإنّ |الأخطاء الفادحة| لا يجب التهاون بها، لذلك يجب أن يكون هناك مساواة بين درجة العقاب ودرجة الخطأ. 

فمن أشكال العقاب التي تتدرج في مستوياتها: أولاً، نظرة الغضب، فأحياناً قد يكون مجرّد النظر كفيلاً باستيعاب الطفل أن ما يفعله غير صحيح، ويجعله أن يوقف ما يقوم به حالاً، فإن لم تنفع فإنّ المستوى التالي للعقاب هو الإيماء، كأن تشير له أنّ هذا الفعل غير مرغوب به عن طريق حركات الوجه، فتظهر له ملامح الحزن أو الغضب وهذا ما سيترك له أثراً في نفسه. 

كيف أعاقب طفلي بالطريقة الصحيحة - تصميم وفاء المؤذن
كيف أعاقب طفلي بالطريقة الصحيحة
 تصميم وفاء المؤذن

فمن أحد أساليب العقاب أيضاً هي التأنيب عبر مدحه

 فتعبّر عن مدى حزنك لأنّ طفلك اللطيف وذو الخلق الحسن وتبدأ بتعداد خصاله الحميدة وتستنكر كيف له أن يفعل هذا الشيء، وهذا ما سينمّي ضميره وحسّه الداخلي بعدم تكرار فعلته، وهذا النوع من العقاب فعّال جداً.

المستوى الذي يليه هو أن تخاصمه وتمتنع عن الحديث معه، وهذا الأمر لا يجب أن يطول كثيراً لكي لا يؤثر على مستوى العلاقة. 

فإن لم ينفع الأمر فإن ما تستطيع فعله أيضاً هو نظام |الحرمان|، كأن تحرمه لمدة محددة من أكثر الأشياء التي يفضلها، سواء لعبة معينة أو الذهاب للحديقة أو أي شيء يحبه. 

وهذا النظام يفضل أن يكون الطفل على علم به، كأن تعلمه أنك إن فعلتَ ذلك بتهاونٍ سيكون عقابك الحرمان من لعبتك، لذلك سيتجنب قدر الإمكان القيام به. 

اختر عقابك بنفسك 

 قد تنفع هذه الطريقة في العقاب أيضاً، كأن تخيّر الطفل ما بين الحرمان من ثلاثة أشياء يحبها، وتجعله يفكر بما ارتكبه في زاوية مخصصة من الغرفة للتفكير، ثم يقرر نوع الحرمان من بين الثلاثة التي أخبرته بأن يختار من بينهم. 

أخيراً، إنّ آخر ما يجب أن تلجأ إليه هو الضرب، والذي أيضاً يكون بشروط كثيرة، كأن لا يكون مبرحاً ولا على الوجه أو بالقرب منه، ولا يتجاوز 3 ضربات خفيفة، فيكون تنبيهياً كصفعة خفيفة على اليد مثلاً. 

نأمل أن تتغير وجهة النظر عن أساليب العقاب المتبعة، فالهدف الأول من العقاب هو الإصلاح والسعي لبناء مجتمع أفضل من خلال الأجيال القادمة.

بقلمي: شهد جلب

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.