مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 4/18/2022 05:55:00 م
وظائف لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها - اختيار الصورة رزان الحموي
وظائف لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها
 اختيار الصورة رزان الحموي
|الذكاء الاصطناعي| هو علم من علوم الكمبيوتر التي بدأت الأبحاث فيه عام ١٩٥٦ ميلادي، ولم تكن البداية في هذا المجال مشجعة بشكل جيد، ولكن مع الوقت استطاعت هذه التقنية بأنها تتطور في صورة كبيرة لدرجة أنها ساهمت في حرمان البشر من بعض الوظائف لصالح الآلات المبرمجة، ومع التطور الكبير هذا بدأ بعض الناس في القلق على مستقبل سوق العمل البشري، ولكن على الجانب الآخر الكثير من الناس اطمأنوا في أن وظائفهم في أمان من هيمنة الآلات عليها. 

ومن بعض هذه الوظائف:

البرمجة

من المفارقات الغريبة أن المجال نفسه الذي أنتج تقنيه الذكاء الاصطناعي هو من الوظائف التي سيحتكرها البشر للأبد، فإن |البرمجة| و|هندسة السوفت وير| ستكون من الوظائف التي لا يمكن استبدال البشر بالآلات فيها، لأن البشر لا يسمحون في هذا التطور الخطير، وبافتراض في أن توفرت التكنولوجيا المناسبة التي تسمح للآلات أن تكون قادرة على تصميم البرامج بنفسها، فهذا يعني أن الآلات نفسها أصبحت هي صاحبة القرار أو بمعنى آخر الآلات أصبح تمتلك الإرادة الحرة، ومن الطبيعي أن هذا الأمر يهدد حياة الناس كلها وليس فقط سوق العمل، وطبعاً بصرف النظر عن استحالة إيجاد التكنولوجيا التي عن طريقها تكون الآلات لديها إرادة حرة، فإن الآلات المعتمدة على تقنية الذكاء الاصطناعي تكون معتمدة على مجموعة من الدوال والقواعد المحدودة والمحكومة بمهمة معينة، ومجموعة الدوال والقواعد هذه يتم تسخيرها لخدمة الآلة حتى تستطيع تأدية مهمتها، مثل اليكسا ( alexa ) أو غيرها من البرامج المساعدة الشخصية، وهذه البرامج تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي، ولكنها في النهاية تعتبر مجرد أوعية مليئة بملايين المعلومات، وهذه المعلومات يستدل عليها البرنامج عن طريق بعض القواعد التي حددها المبرمج البشري، وهذا يعني بأن الآلة لا تستطيع بدء العمل من الصفر، لكنها تستطيع في المساعدة على اكتشاف الأخطاء واقتراح التعديلات مثلاً بعدما قام المبرمج في برمجتها عن ما هو الصح وما هو الخطأ، الصح والخطأ المبرمج البشري فقط هو الذي يقوم في تحديدهم للآلة، بالإضافة إلى أن الآلات لا تخضع لأي مؤثرات خارجية مثل الحزن أو الفرح أو التعب أو الإرهاق أو غيرهم، ولذلك فإن الآلة لا تستطيع أن تفكر خارج الصندوق و مفاجئتنا، وهذا الشيء يقتصر على أفلام الخيال العلمي فقط.

التأليف والترجمة

أيضاً الروبوت لا يستطيع أن يكون مؤلف مبدع ولا حتى مترجم ممتاز، لأن |التأليف| هو عامل بشري ويعتمد على الوعي والابتكار والارتجال والخيال، وهذه الكلمات التي يكتبها لا تعتمد على أي قواعد فقط تعتمد على خيال الكاتب الذي يستخدم الصور والمجاز ويلعب بهم كما يريد، وهذا يعني أن هذه الأدوات هي لخرق القواعد وليس من أجل اتباعها، وهذه الطريقة لا تناسب أي جهاز يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ومن أبرز الأمثلة على ذلك هي المعاناة الكبيرة لبرامج الذكاء الاصطناعي في عمليات الترجمة، لأن اللغة البشرية هي كائن حي يتطور من غير قواعد منطقية أحياناً وفي الواقع المعاصر يوجد مفردات وكلمات تظهر في كل يوم، وبالرغم من عدم حاجتنا لها على الإطلاق، مثل عندما يتم الاعتياد على جملة نهارك سعيد ثم بعد فترة من الزمن يستبدل الناس هذه العبارة في عبارة صباح الخير، وهذا الأمر لا يمكن أن يفهمه أي روبوت على تقنية الذكاء الاصطناعي ويجب أن يتدخل المبرمج ويشرح له عن التغير الذي حدث، والذي حدث فقط يفهمه الإنسان، لأن الآلة من غير إحساس أو إبداع أو مشاعر أو خيال بشري وسوف تقع في أخطاء كثيرة، ولذلك فإن تقنيات توليد اللغات الطبيعية التي تعتمد عليها البرامج مثل مترجم غوغل تجد صعوبة كبيرة في ترجمة بعض النصوص بين العائلات اللغوية المختلفة، وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يستطيع هزم بطل العالم في ألعاب التحليل الرقمي مثل الشطرنج إلا أنه لغاية هذا الوقت لا يستطيع أن يهزم طالب مجتهد في الثانوية بعمليات الترجمة، لأن الشطرنج يعتمد على مجموعة من القواعد والتحليلات للحركات في الأربع والستين مربع لرقعة الشطرنج، بينما نص صغير من اللغة البشرية يمكن أن يتم استخدام كلمات كثيرة فيه بمعنى يكون المعنى المقصود فيه على العكس تماماً.

وظائف لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها - اختيار الصورة رزان الحموي
وظائف لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها
 اختيار الصورة رزان الحموي

الفنانين والمصممين 

بعيداً عن التأليف فإن جميع الأعمال التي تعتمد على الإبداع والخيال تقريباً تعتبر في مأمن من احتلال الذكاء الاصطناعي، مثلاً مصمم الأزياء ومصمم الديكور و|المخترع| و|الفنان| فإن جميع هذه المجالات لا يمكن استبدال البشر فيها بالآلات، أو على الأقل من غير المتوقع بأن الآلة تتفوق فيها عن البشر ويتم الاستغناء عنهم تماماً، ولأن هذه الوظائف يكون المطلوب فيها عناصر بشرية تعتمد على الإحساس والإبداع، وعلى سبيل المثال الروبوت يستطيع تصميم بعض المقاطع الموسيقية أو رسم بعض اللوحات ولكن بالنهاية تكون قطع مجردة من الإحساس لاعتماها الكلي على مجموعة من القواعد، بالإضافة إلى أن أهم عنصر تحتاجه هذه الوظائف هو التفاعل، فالترابط ما بين المبدع وجماهير المعجبين هي عملية تعتمد في الأساس على طبيعة العلاقة بين البشر، وبمعنى آخر لا يعتمد النجاح في هذه الوظائف على مجموعة من القواعد المنهجية والأكاديمية فقط، والدليل على ذلك هو وجود فنان لم يدرس أو يختص في المجال الذي يقدمه ولكن لدى الجماهير يعتبر هو الأول ويتمتع في جماهيرية كبيرة جداً تفوق بمراحل فنانين آخرين تمتعوا بإمكانيات أكبر أو تدريبات أعلى.

الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين

أيضاً من الوظائف التي تعتبر في مأمن من احتلال الروبوتات هي وظائف |الأخصائيين الاجتماعيين| و|النفسيين| ومحللي الأخلاق، وعلى سبيل المثال استطاعت شركة نيوزيلندية من تصميم روبوت إلى عملائها من أصحاب الهمم وكان الغرض هو المساعدة في الوصول إلى مخططات التأمين الخاصة بهم، وعلى الرغم من أن هذا الروبوت والذي سمي نادية كان لديه القدرة على تفسير الكلام والتعبيرات بدقة تعدت ٨٥ %، إلا أن نادية فشلت فشل ذريع لأنها لم تستطيع أن تتمتع في الذكاء العاطفي المعتمد على المشاعر والأحاسيس المطلوبة لهذه المهنة، فجميع الحالات بالنسبة إلى نادية مثل بعضها ولا يوجد لديها حالة أهم من حالة أخرى، ولتوضيح ذلك تخيل لو أن روبوت تمت برمجته لمساعدتك في وقت الحزن والبكاء في ذلك الوقت الروبوت سوف ينتظر المدخلات التي تفهمه أنك في حالة حزن ومن ثم سيقوم في مساعدتك، ولكن التعاطف والشعور بك من البداية لا تكون متاحة في البرمجة لديه.

الفلاسفة والوعاظ

الوظائف التي يقوم بها |الفلاسفة| و|الوعاظ| تعتبر من الوظائف التي في مأمن من تطورات الذكاء الاصطناعي، وهذا باختصار لأنه لا يوجد طريقة تستطيع تعليم الآلات فيها الإيمان، لأن الإيمان في جوهره هو علاقة بين العبد وربه، ولذلك نؤمن بأن الهداية هي بأمر من رب العالمين، لأن رب العالمين هو الوحيد المتطلع على المحاولات التي تبذلها القلوب في التذلل والطاعة والبحث عن الحقيقة، ولا يوجد أي نوع من أنواع القواعد تستطيع فيها تعليم الإنسان فضلاً عن الآلة طريقة للإيمان، لأنه لو يوجد قاعدة مثل هذه لكان جميع البشر متفقين على دين واحد. 

وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي قدم للإنسان الكثير من الخدمات المهمة، إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن الذكاء البشري.

بقلمي: ربا

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.