مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/02/2022 05:29:00 م

أعظم مافي الوجود صحبةً ترفعك
أعظم مافي الوجود صحبةً ترفعك 
تصميم الصورة رزان الحموي 

 الصحبة

قال الله تعالى: ( ثاني اثنين إذهما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا )

لما أثبت الله للصديق الصحبة بين أنه أظهر عليه الشفقة ( إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا)

 فالحر شفيق على من يصحبه.

لذلك يقول |النبي| :( متى ألقى أحبابي؟ فقال أصحابه بأبينا أنت وأمنا أولسنا أحبابك؟ فقال أنتم أصحابي ، أحبابي قوم لم يروني وآمنوا بي وأنا إليهم بالأشواق أكثر).

والصحبة ثلاثة أقسام : 

صحبة مع من فوقك: وهي في الحقيقة خدمة 

وصحبة مع من دونك : وهي تقضي على المتبوع بالشفقة والرحمة وعلى التابع بالوفاق والحرمة

 وصحبة الأكفاء والنظراء: وهي مبنية على |الإيثار| 

فمن صحب إنسانا فوقه في الرتبة فأدبه ترك الإعتراض وحمل مايبدوا منه على وجه جميل وتلقي أحواله بالإيمان به .

فإذا صحبت من هو دونك فلاتنبهه على مافيه من نقصان لأن في ذلك خيانة 

وأما إذا صحبت من هو في درجتك فسبيلك الإعراض عن عيوبه وحمل ماترى منه على وجه التأويل ما أمكن.

قصة وعبرة ..

صحب رجل ابراهيم بن أدهم فلما أراد أن يفارقه قال له الرجل إن رأيت فيّ عيباً فنبهني عليه فقال إبراهيم : إني لم أر بك عيباً لأني لاحظتك بعين الوداد فاستحسنت منك مارأيت فسل غيري عن عيبك

 فيجب على الإنسان أن يغض الطرف عن صاحبه ويسامحه ليكون من الناجين| يوم القيامة| .

فكان ابراهيم بن أدهم يعمل في الحصاد وحفظ البساتين وغيره وينفق على أصحابه ويستر عليهم زلاتهم.

وقيل أنه كان مع جماعة من أصحابه يعمل بالنهار وينفق عليهم ويجتمعون بالليل في موضع وهم صائمون فكان يبطىء في الرجوع من العمل فقالوا ليلة تعالوا نأكل فطورنا دونه فأفطروا وناموا 

فلما رجع إبراهيم وجدهم نياماً فقال مساكين لعلهم لم يكن لهم طعام فعمد إلى شيء من الدقيق فعجنه واوقد على النار فانتبهوا وهو ينفخ في النار واضعاً محاسنه على التراب فقال لهم لما افاقوا من نومهم لعلكم لم تجدوا فطوراً فنمتم فأحببت أن تستيقظوا لتدركوا مافعلت 

فقال بعضهم لبعض : انظروا مالذي عملنا ومالذي به يعاملنا .

فكان إبراهيم بن أدهم إذا صحبه أحد شارطه على ثلاثة أشياء : 

أن تكون الخدمة له ، وأن تكون يده في جميع مايفتح الله عليهم من الدنيا كيدهم فقال له يوماً رجلٌ من أصحابه أنا لاأقدر على ذلك فقال له أعجبني صدقك.

صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار 

فكن على بينة من صحبتك وصاحب الصالحين يفتقدوك كل يوم

فقال ذي النون : لاتصحب مع الله إلا بالموافقة ولامع الخلق إلا بالمناصحة ولامع النفس إلا بالمخالفة ولامع الشيطان إلا بالعداوة .

وقال أيضاً: صاحب مع من إذا مرضت زارك وإذا أذنبت تاب عليك.

فالشجر إذا نبت بنفسه ولم يستنبته أحد يورق ولكنه لايثمر كذلك الإنسان إذا لم يكن له صاحب ودود يحفظه لايستفاد من حياته بشيء . 

               بقلم محمد عيسى جمعه

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.