مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/29/2022 01:46:00 م
التهاب البنكرياس المُزمن الأسباب والعلاج
التهاب البنكرياس المُزمن الأسباب والعلاج 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
  
التهاب البنكرياس المُزمن هو شكل من أشكال التهاب البنكرياس، لكن وجه التباين بينهما يتجلّى من حيث أنّ التهاب البنكرياس المُزمن يستمر عند الشخص المصاب مع حدوث هجمات ألميّة حادة، بالإضافة إلى بعض الفروق الأخرى.

 فإذا كنت ترغب في معرفة المزيد حول التهاب البنكرياس المُزمن سارع لقراءة المقال، وتعرف إلى أبرز مُسبّبات الالتهاب، وأكثر أعراضه شيوعاً. 

من المعلوم أنّ غدة البنكرياس تقوم بوظيفة إفرازيّة، ولهذه الوظيفة أهميّة بالغة، لكن عندما يُصاب البنكرياس بالالتهاب ما فإن الغدة البنكرياسيّة لا تعود قادرة على العمل بالشكل الأمثل. 

مكمن الخلاف بينهما أيضاً يظهر في طبيعة الإصابة، فعند الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد نجد أن هجمة الالتهاب تستمر فترة مؤقتة، أي لعدة أيام ثم يهدأ خلال أسابيع كحد أقصى، لكن الالتهاب المُزمن يوصف بأنّه التهاب طويل الأمد لأنّه يستمر طويلاً، ويُسبب إزمان فيحدث تخريب للنسيج البنكرياسي، ويكون غير قابل للشفاء أو التراجع.

ويعرّف الالتهاب المُزمن على أنّه إصابة التهابيّة في البنكرياس غير عكوسة، إذ يحدث ترقّي للإصابة ومن ثم تليف وتندب النسيج البنكرياسي، مما يؤدي بدوره إلى خسارة الوظيفة البنكرياسيّة، لأنّ البنكرياس لم يعد قادراً على إفراز الأنزيمات الهاضمة أو الأنسولين.

من هي الفئة العمريّة الأكثر عرضةً للإصابة بالتهاب البنكرياس المُزمن؟ 

من وجهة نظر طبيّة بحتة فإنّ أي شخص معرّض للإصابة بالتهاب البنكرياس المُزمن، وفي أي مرحلة عمرية كان، لكنّه غالباً وكما أثبتته الإحصائيات وعالم الأرقام فإن احتمالية الإصابة به تزداد لدى الأشخاص في المرحلة العمريّة ما بين الثلاثين والأربعين عاماً، كما لوحظ أنّ الرجال أكثر عرضة للإصابة به من النساء. 

ما هي العوامل المساهمة والمؤدية لحدوث التهاب البنكرياس المُزمن؟

يمكن إرجاع سبب حدوث التهاب بنكرياسي مُزمن إلى أربعة عوامل جوهرية هي:

1- يعد الكحول والتدخين هما المسبب الأول والرئيسي للالتهاب المُزمن.

2- يمكن أن يعود السبب إلى حدوث التهاب مناعي ذاتي في البنكرياس .

3- التليف الكيسي وهو عبارة عن اضطراب وراثي المنشأ. 

4- التهاب البنكرياس مجهول السبب.

أكثر الأعراض شيوعاً

أربعة أعراض رؤيتها على المريض تؤكد إصابته بالتهاب  البنكرياس المُزمن هي:

• العرض الأساسي هو الألم البطني المُزمن، يكون ذلك الألم مترافقاً مع هجمات متكررة من الألم الشديد، ويزداد ذلك الألم بعد الطعام، لكنه يخف بوضعية معيّنة وهي تكون عندما يجلس المريض وينحني للأمام بجذعه.

• الإسهال الدهني، الذي يحصل بسبب نقص إفراز |العصارات الهاضمة|، إذ يحدث نقص بالامتصاص لبعض المواد، وبالتالي يتسبب هذا بإحداث عسر هضم، يتظاهر هذا العرض بخروج البراز بكميات كبيرة، مترافقاً مع رائحة كريهة، ويكون حاوياً على دهون غير مُمتصة.

• نقص الوزن وعسر الهضم، نتيجة الامتصاص الناقص للطعام، والإسهال الناتج عن الالتهاب المُزمن.

• ارتفاع سكر الدم، وقد يُسبِّب حدوث الداء السكري، إذ يحدث تخريب للبنكرياس فلا يعود قادراً على إفراز الأنسولين، مما يُسبب زيادة بأرقام السكر وإحداث أذيّات بفرط السكر.

المضاعفات التي قد تنتج عن الإصابة

أربعُ مشكلات صحيّة مُحتمل وقوعها بعد الإصابة بالتهاب البنكرياس المُزمن هي :

• الكيسات البنكرياسيّة الكاذبة.

• نزف ضمن هذه الكيسات.

• خطر تمزق الكيسات البنكرياسية الكاذبة. 

• خطر تطوّر سرطان البنكرياس.

 تعرّفنا إلى مجموعة الأسباب المؤدية إلى حدوث التهاب البنكرياس المُزمن، ومجموعة الأعراض المرافقة له، وأشيع المضاعفات التي قد تحدث. 

التهاب البنكرياس المُزمن الأسباب والعلاج
التهاب البنكرياس المُزمن الأسباب والعلاج 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 
 تم تسليط الضوءِ على مشكلة مرضيّة شديدة الأهميّة ألا وهي التهاب البنكرياس المُزمن، وتأتي أهميتها انطلاقاً من المضاعفات التي تترتب على الإصابة به. 

 نستكمل الحديث عنها من خلال عرض الطريقة المُتّبعة في تشخيص المشكلة، والأسلوب العلاجي المُعتمد. 

تشخيص التهاب البنكرياس المُزمن

من أجل الكشف عن حقيقة إصابة المريض بالتهاب البنكرياس المُزمن من عدمها، يجب اللجوء إلى الحالة السريريّة للمريض ودراسة أعراضها، ويتم ذلك عبر إجراء ما يلي:

١- إجراء فحوصات دموية، ومعايرة أنزيمات البنكرياس. 

2- تصوير طبقي محوري للبطن، قد نشاهد فيه تكلس ضمن |البنكرياس|، وهو من أهم علامات الالتهاب المُزمن.

٣- قد نلجأ أيضاً للتصوير بالمرنان المغناطيسي للبطن، أو إجراء تصوير للطرق الصفراوية بالمرنان.

4- أخذ خزعة، ففي بعض الحالات تكون أعراض التهاب البنكرياس المُزمن قريبة جداً لأعراض الإصابة بسرطان البنكرياس، لذلك يتم في بعض الأحيان اللجوء إلى أخذ عينة صغيرة من الخلايا الموجودة في البنكرياس وتحليلها مخبرياً من أجل نفي الإصابة بسرطان البنكرياس. 

آلية العلاج

رغم أن الإصابة بالتهاب البنكرياس المُزمن تعني أن ضرراً دائماً قد لحق بالبنكرياس وأن العودة إلى حالاه الطبيعي هو أمر أشبه بالمستحيل، إلا أنّ اتباع الخِطّة العلاجيّة يساهم بشكل جيد في استقرار الحالة وحمايتها من المزيد من المضاعفات. 

لذلك وفي حال أُثبتت الإصابة بالتهاب البنكرياس المُزمن، يتم اعتماد الآلية التالية في العلاج:

1- يجب الامتناع عن التدخين والكحول ابتعاداً كُليْاً. 

2- تسكين الألم، ويُنصح المريض بزيادة عدد الوجبات، بالتزامن مع تقليل الكمية والشحوم ضمن الوجبات، لأن هذا الإجراء يؤدي دوراً مهماً في تخفيف الألم، ويتم الاعتماد عادةً بالتسكين على زمرة الأفيونات، لكن المريض يكون بخطر الإدمان عليها، لذا يلجأ بعض الأطباء للتسكين باستعمال مركبات الفابابانتين أو بريغابالين، أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.

3- يُعالج المريض المُصاب بالتهاب البنكرياس المناعي الذاتي بواسطة السيتروئيدات القشرية.

4- معاجلة الداء السكري بإعطاء الأنسولين أو خافض السكر الفموي حسب الحالة.

5- تعويض الأنزيمات البنكرياسيّة والفيتامينات المُنحلة بالدسم.

6- يكون العمل الجراحي حلاً فعّالاً لدى المرضى الذي يعانون من آلام شديدة لا يُمكن تحمُّلها. 

وهكذا نجد أنّ الوقاية تكمن بتجنب الكحول والتدخين، أما الأسباب الأخرى للإصابة فيجب تشخيصها بشكل صحيح ليتم علاجها بشكل جيد.

وأخيراً، أعزاءي القراء نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم محتوىً مفيداً ومبسطاً من المعلومات الهامة حول البنكرياس والتهابه المُزمن.

ونسأل الله شفاء تاماً لجميع المرضى. 

ختاماً إن كان المقال قد نال إعجابك نتمنى أن تشاركنا رأيك الخاص. 

هيا الشيخ


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.