مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/07/2022 09:02:00 م
اكتشافات أثرية لم نجد لها تفسيراً - الجزء الثاني -
اكتشافات أثرية لم نجد لها تفسيراً - الجزء الثاني -
تصميم الصورة : رزان الحموي  
استكمالاً لما ورد بالمقال السابق

أما القسم الثاني من الوجه الخلفي للآلة، فهو يحتوي على مجموعة دوائر متمركزةٍ أيضاً ومقسّمة إلى أشهرٍ قمرية، وهذا القسم هو الذي يسمح بالتنبؤ بمواعيد الكسوف والخسوف، وقد اعتمد الاغريق في ذلك على ما يسمى دورة "ساروس"، بحيث تتكون تلك الدورة من مئتين وثلاثةٍ وعشرين شهراً قمرياً، بحيث تعود الشمس والأرض والقمر إلى نفس مواقعها في نهاية كل دورة، وهذا يعني ان الأحداث الفلكية المرتبطة بحركة تلك الأجرام ستتكرر بحسب تلك الدورة. 

مدّخرات بغداد

رغم أن |حضارة بلاد الرافدين| هي من أقدم الحضارات على وجه الأرض، فإنها من أعرق الحضارات أيضاً، وبعض ما تركته تلك الحضارة لا زال لغزاً محيراً، ففي عام 1936 تم اكتشاف مجموعةٍ من الجرار الفخّارية في إحدى القرى قرب العاصمة العراقية بغداد، وفي عام 1938 اكتشف أحد العلماء الألمان أن تلك الجرار تحتوي على قضيبٍ حديدي محاطٍ بملفٍ نحاسي ضمن سائلٍ حمضي، وهذا نفس مبدأ عمل المدخرات الحديثة، ولكن الجهد الذي تولّده لا يزيد عن فولطٍ واحد.

سراديب سقّارة

عام 1850 كان عالم المصريات الفرنسي |أوغوست مارييت| يحاول شراء مجموعةٍ من المخطوطات الفرعونية لعرضها في متحف اللوفر، وعندما فشل في شراء أية مخطوطة، قرّر التنقيب عن المخطوطات بنفسه، وخلال عملية التنقيب قرب |هرم سقّارة|، اكتشف مجموعةً من الأنفاق والسراديب شبه الدائرية المحفورة في قلب هضبة سقّارة، وهي تحتوي على مجموعةٍ من الغرف التي تحتوي كلٌّ منها على تابوتٍ من أغرب التوابيت المكتشفة.

ما يميّز تلك التوابيت أنها ضخمةٌ جداً

 فيصل ارتفاع كلٍّ منها إلى أكثر من ثلاثة أمتار، ويصل عرضه إلى مترين ونصف، وهي مصنوعةٌ من |الغرانيت| الصلب الذي يعتبر قطعه وتشكيله بدقةٍ من أصعب الأعمال حتى باستخدام الآلات الحديثة، إضافةً إلى أنها تجعل وزن التابوت الواحد يصل إلى سبعين طناً، ووزن غطاء التابوت وحده يصل إلى ثلاثين طناً، إضافةً إلى الدقة الكبيرة في نحت الزوايا القائمة والرسومات التي تغطّي حجرة التابوت، فكيف أمكن صناعة تلك التوابيت وبأية أدوات؟ وكيف أمكن إدخالها إلى تلك الانفاق وبأية وسيلة؟

بعد الحديث عن تلك الاكتشافات الغريبة والمحيّرة من حقنا أن نتساءل عن مدى صحّة ما نعرفه عن |الحضارات القديمة|، فهل معرفتنا عنها صحيحة وعميقة؟ أم أن ما نجهله عنها لا زال أكثر مما نعرفه؟ قد لا نجيب عن ذلك التساؤل أبداً، وقد يكشف لنا قادم الأيام عن المزيد من الاكتشافات الغريبة، وقد نفهم يوماً تلك الأسرار الغامضة من تاريخنا القديم، فإذا أعجبك ما قرأت فنرجو أن تشارك المقال مع أصدقائك.

سليمان أبو طافش 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.