مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/30/2022 11:51:00 ص
براءة ريا وسكينة تظهر بعد ١٠٠ سنة - الجزء الثاني - تصميم ريم أبو فخر
 براءة ريا وسكينة تظهر بعد ١٠٠ سنة - الجزء الثاني
 تصميم ريم أبو فخر
سنكمل ماتم ذكره في الجزء السابق.
فيما بعد حدث شيء آخر وهو بأن المخبر السري الموجود في منطقة اللبان، ومما يتطلب ذكره هنا بأنه في تلك الفترة كان لكل منطقة |مُخبر سري| خاص بها، يرتدي ثياب مدنية ويقوم بمراقبة المنطقة فيراقب مايحدث بهذا البيت وذاك، ويسمع محاورات الشباب فيكون متابع لكل ما يحدث بمنطقته، فلاحظ هذا المخبر السري شيء غريب وهو وجود بخور كثير جداً في بيت ريا وسكينة ورائحته نفاذة، فدخل إلى المنزل وسأل ريا وسكينة عن سبب وجود هذه الرائحة القوية. 

هل يوجد هنا قبر لأحد الأولياء أو تقومون بأعمال غير مشروعة 

فأخبرته ريا بأنه بسبب ما يفعله الرجال ليلاً وشرب الخمر له رائحة كريهة، فتقوم بوضع البخور لإزالة تلك الرائحة، لكن المُخبر السري لم يقتنع بذلك فذهب إلى الشرطة وأخبرهم بذلك وأخبرهم بأنه لم يقتنع بما قيل له، فأمر بدوره مأمور القسم بالتوجه إلى منزل ريا وسكينة في الحال.

كل هذه الأحداث حدثت تباعاً الواحدة تلو الأخرى، فذهبت الشرطة واقتحمت منزل ريا وسكينة، وأثناء |تفتيش المنزل| وجدوا لإحدى الغرف بلاط الأرضية مختلف عن بلاط المنزل، فقاموا بتكسير هذا البلاط ليعرفوا ماذا يوجد تحته، فوجدوا |بقايا عظام| ...

وليس هذا فحسب بل وجدوا أيضاً ختم مكتوب عليه اسم حسب الله، لأنهم كانوا يستخدمون الختم بدلاً من التوقيع على الأوراق الرسمية، فكان وجود هذا الختم دليل على أنه أثناء قيام حسب الله بدفن إحدى السيدات سقط منه الختم في الحفرة، وبذلك تم اكتشاف هذه الجريمة واعترفوا جميعهم بقسم الشرطة، ومن ثم تم إلقاء القبض على ريا وسكينة وعبدالعال وحسب الله والطفلة بديعة، وكل من قام بمساعدتهم ومنهم إعرابي وعبدالرازق وأيضاً الصائغ الذي كان يشتري الذهب المسروق من السيدات.

وانشهرت هذه القصة بجميع أنحاء العالم، و بالرغم من وجود الرجال بهذه القضية المنتشرة منذ أكثر من ١٠٠ عام، إلا أنها عرفت باسم ريا وسكينة فقط.

براءة ريا وسكينة تظهر بعد ١٠٠ سنة - الجزء الثاني - تصميم ريم أبو فخر
براءة ريا وسكينة تظهر بعد ١٠٠ سنة - الجزء الثاني
 تصميم ريم أبو فخر

 أما الأن سنعرض الرأي الآخر للقضية 

في عام ١٩٥٣م كان هناك لقاء مع الضابط الذي ألقى القبض على تلك العصابة، أي بعد حوالي إحدى وثلاثون عاماً من الحادثة، قال الضابط في هذا اللقاء أن كلاً من ريا وسكينة لم يكن يبدو عليهم الاضطراب أو الخوف من فكرة |الإعدام| ( وهذا كان من وجهة نظر التحليل النفسي الذي يكون الضابط خبرة فيه، لكثرة ما يمر عليه من قضايا ومجرمين )، بل كانوا يطلبون بأن يتم هذا الشيء بسرعة هذا ما دفع البعض للاستغراب ...

 ما هو دور الكاتب " أحمد عاشور " في كشف براءة " ريا وسكينة " وكيف أثبت ذلك 

- قام الكاتب " |أحمد عاشور| " منذ ما يقارب الخمس سنوات بتقديم أوراق تثبت براءة ريا وسكينة من هذه الجريمة الموجودة في التراث المصري، وقد استند إلى مجموعة من الأدلة.

 أدلة براءة ريا وسكينة التي قدمها " أحمد عاشور " 

أولاً: أنه في عام ١٩١٩م أي في توقيت الحادثة، كان الإنكليز هم من يحكمون البلاد وكانت هناك العديد من المظاهرات ضدهم، فكان الإنكليز يريد بأن يبقى الشعب في بيوتهم دون النزول إلى الشارع وإقامة المظاهرات، فبمجرد ظهور شائعة في جميع أنحاء الإسكندرية بوجود عصابة تقوم بخطف النساء سيختبئ الجميع في منازلهم، لذلك قام الإنكليز بنشر هذه الشائعة التي أصبحت تكبر بمساعدة كلام الناس، وبعد ذلك قام الإنكليز بإلصاق هذه التهمة بريا وسكينة وعصابتهم على أنهم كبش فداء، وبأن السيدات التي كانت تختفي كانوا الإنكليز هم وراء ذلك الاختفاء وليس ريا وسكينة.

يقول الأستاذ أحمد عاشور بأن وكيل النيابة الذي حقق بموضوع ريا وسكينة تم استبعاده، وذلك لأنه بعد أن قام بالتحقيق مع ريا وسكينة وعبدالعال وحسب الله اكتشف بأنهم |أبرياء|، وطلب منهم المغادرة فجاء أمر باستبعاده، وتم توكيل القضية لشخص آخر ليستكمل القضية.

وهذا كان الدليل الأول لبراءة ريا وسكينة.

براءة ريا وسكينة تظهر بعد ١٠٠ سنة - الجزء الثاني - تصميم ريم أبو فخر
براءة ريا وسكينة تظهر بعد ١٠٠ سنة - الجزء الثاني
 تصميم ريم أبو فخر
والآن الدليل الثاني ...

ثانياً : أين هي بديعة بنت ريا 

شهدت بديعة بنت ريا في هذه القضية ضد ريا وسكينة، وقالت بأنها شاهدت أمها وأباها وخالتها وزوج خالتها يقومون ب|قتل السيدات|، يقول الكاتب أحمد عاشور بأن محامي عبدالعال طلب من القاضي أن يتم استدعاء الطفلة بديعة للشهادة، لكن القاضي رفض وأخبره بأنه تم استجوابها ولا داعي لفعل ذلك مرة أخرى، قيل بأنهم طلبوا من الطفلة بديعة بأنها إذا قالت هذا الكلام فإنهم سيفرجون عن والدتها ومن معها، مما دفع الطفلة بديعة لقول مثل هذا الكلام وبذلك تم تثبيت كلامها.
لكن أحدهم يقول بأن الطفلة بديعة لماذا لم تقول ذلك فيما بعد؟ 
الجواب لأنه بعد تنفيذ حكم الإعدام لم يعد للطفلة بديعة مأوى، لذلك وضعت في ملجأ للأيتام، ولكن بعد فترة قصيرة احترق ذلك الملجأ ومات كل من فيه من بينهم بديعة بنت ريا.
أيضاً قال الأستاذ أحمد عاشور أن ريا وسكينة كانوا |مناضلين| ضد الإنكليز، وأنهم لم يكونوا مضطربين أثناء الإعدام لشدة حبهم لمصر والدفاع عنها، وأنه يوجد الكثير من الأشياء الخاطئة التي نسبتها الدولة لهم.
لا أحد ينكر بأن ريا وسكينة كانوا يعملوا بالبغاء (الدعارة)، وهذا الكلام قيل في جميع الروايات ولكن ذلك لا ينفي حبهم لبلادهم ونضالهم من أجل تحريرها من الإنكليز.
وأخيراً هناك نقطة مهمة وهي أن الصورة التي نشرت لريا وسكينة بأنهما لهم |أشكال القاتلين| و|المجرمين|، إنما هي صور أخذت لهم بعد سجنهم دون طعام وشرب فأصبحوا بتلك الصور، أما في الحقيقة فإن ريا وسكينة كانوا جميلات، والدليل على ذلك أنهن كانا يعملان في البغاء ويتطلب من تعمل بذلك أن تكون جميلة.

 آخر نقطة وهي الأهم

 بأن الدستور في تلك الفترة لم يكن ينص على إعدام المرأة، فكانوا يبحثون عن أي حكم آخر غير الإعدام، وقد تم تغير الدستور في تلك الفترة لتكون ريا وسكينة أول سيدتين تم إعدامهم في القانون المصري.
هذه جميع الآراء التي وردت حول رواية ريا وسكينة، ولكن تبقى مجرد آراء عن قضية حدثت منذ ١٠٠ عام دون الوصول للحقيقة....
والحكم لك عزيزي القارئ ...
بقلمي: رهف ناولو

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.