مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/21/2022 01:07:00 م
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
 هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

لننتقل اليوم إلى مدينة العراق بقصتنا التالية المشوقة

 وإلى حي (سامراء) تحديداً، من أحد سكان هذه المدينة وجد |معلم فاضل قدير|، يقوم بالتدريس بأحد مدارس الثانوية، معروف بأخلاقه وأنه بقمة الاحترام والتقدير وجميع من يعرفه يحبه ويرتاح للحديث معه.

وشاء القدر أن تخطف روحه فوافته المنية بعد أن تم |قتله|، زوجة منهارة من حزنها على زوجها الذي سجل قتله ضد مجهول وأبن يبكي على فراق والده، أهالي الحي يشاركوهم حزنهم فقد كان معروفاً أنه من خيرة الرجال هناك، أما والدته فقد تسبب خبر وفاته لها بحالة نفسية سيئة جداً، فقد كان الولد الوحيد لها واليوم فارق فلذة كبدها الحياة.

حياة هذا الرجل كانت محدودة جداً فقد كان يذهب إلى عمله في الصباح، وعند الانتهاء يعود لمنزله وعند حلول المساء يذهب لزيارة بيت والدته والبقاء عندها لبعض الوقت، ومن ثم العودة لمنزله وهكذا، فلم يكن لديه الكثير من الأصدقاء.

مر الوقت وكما هو معروف أن الزمن كفيل بتخفيف الألم

 فقد اعتادت الزوجة على غياب زوجها وأصبحت الأم والأب لهذا الطفل، والصغير يوماً بعد يوم توقف عن طلب رؤيته على مدار الساعة، أما والدته المسكينة فمنذ تلك الليلة التي فقدت فيها ولدها أصبحت انطوائية ومنعزلة، لا تخرج من المنزل أبداً ولا تستقبل أحد عندها، وتدهورت حالتها الصحية.

وظلت على هذه الحالة إلا أن قررت بأحد الأيام مواجهة زوجة ابنها والقول لها، أنها تريد أن يأتي الطفل للعيش معها وترك والدته فهو في النهاية حفيدها وابن ولدها الوحيد، وبنظرها أنها الأحق براعيته وتربيته من أمه.

وبالعودة بالزمن قليلاً بالتحديد بفترة زواج هذا الرجل، فلم تكون أمه وزوجته على وفاق بل بالعكس تماماً كانوا على خلاف دائم، فأمه لم تكن تتحمل أي كلمه من زوجته والزوجة أيضاً، وبقى الوضع هكذا إلى أن قرر |الزوج| الانفصال بحياته وتأسيس عائلة في منزل مستقل عن منزل والديه، ولكن هذا لم يمنعه من حبه لوالدته وطاعتها وزيارتها كل يوم.

وبالفعل قام بشراء منزل صغير وبدأت الأوضاع تأخذ مسار أقل حساسية بين الزوجة والأم، فأًصبح لكل منهما حبها الخاص من هذا الرجل ، كان عادلاً بمعاملته لكلا المرأتين، فزوجته أعطاها حقها من الحب والاهتمام، وأمه أعطاها الرعاية وتأمين جميع مستلزماتها اليومية.

عندما أبدت الجدة غايتها بأخذ الطفل الأم بادرتها بالرفض التام فهي لن تتخلى عنه مهما كلفها الأمر، وهنا بدأت المشاكل لسابق عهدها، فلم يبقى أحد بالحي إلا وقد علم بالقصة التي بينهما.

هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

موت هذا الرجل جعل الماضي يصحى من غفلته

 وعودة العلاقات لتزداد توتر بين أم طفله وأمه، الأم تتوسط لدى كبار العائلة والزوجة تستنجد بأهلها، وهكذا مرت الأيام وهي تزداد سوء.
جاء أحد كبار العائلتين وبدأ بحديثه مع زوجة هذا الرجل بكل هدوء فقال: أنها بالنهاية أم وقلبها يشتعل ناراً ولهيباً على ولدها وأنك أنتِ أيضاً أم ولا بد أن هذا الشعور تعلمين مقدار ألمه، قابلته بالصراخ وبكلمة مستحيل، فهنا الجميع أبدى استغراب أصرار الأم على عدم ذهاب الطفل لجدته، وبنفس الوقت تمسك الجدة الشديد بحفيدها.

مرت الأيام والليالي وبدأت الجدة بمراقبة منزل ولدها

 إلى أن جاء اليوم التي رأت بها زوجة أبنها قد خرجت من المنزل بمرافقة الطفل، سارت خلفهم على حذر إلى أن وصلوا إلى أحد الأسواق القريبة، وتركت الأم إلى أن غفلت عينها عن ولدها لبرهة وسحبت الولد منها، فهذا الطفل عندما رأى جدته فرح ولم يصرخ أو ينزعج ابداً من عملية السحب التي قامت بها، بالعكس فقد فرح وبشدة.
وماهي إلا بضع ثواني إلى أن اختفت الجدة والطفل من السوق بشكل كامل، عندما أحست الأم بفقدان ولدها بدأت بعمليات البحث مع البكاء والنحيب المتواصل، ألتمت الناس بالقرب منها وبدأ الجميع بالبحث ولكن دون فائدة فالولد لا أثر له، وهنا الأم بدأت بالصراخ أن جدته هي من قامت باختطافه فهي قد هددتها بهذا الأمر فيما سبق.
وعلى الفور تم استدعاء الأمن وفتحوا السجلات الخاصة واردفوا هذه القضية بينهم، توجهوا إلى بيت الجدة بعد أن أتهمتها زوجة ابنها ب|اختطاف| هذا الطفل، طرقوا الباب بقوة ولكن لا أحد يجيب، توجهوا لجميع أقارب هذه الجدة ولكن دون فائدة، فهي لم تتواجد بمنزل أي أحد منهم.
تم السؤال عن الجدة لدى جميع من يعرفها ولكن لم يراها أحد منذ فترة زمنية، فهي أصبحت قليلة الخروج من المنزل بعد وفاة أبنها، وعند استفسار الجميع عن سبب السؤال عن المرأة العجوز بادرتهم الشرطة بالإجابة، أنها متهمة باختطاف حفيدها من أمه من دون موافقتها.
توسعت التحقيقات وآخذت أكثر من أسبوع بالبحث عن الجدة والطفل، والأم يكاد قلبها أن ينفطر لاختفاء ولدها فلم يمضي على خروجها من العدة الزوجية إلا بضعة أيام وجرحها طازج، فكيف لها أن تفقد ابنها أيضاً، ويكاد عقلها أن يذهب كلما استذكرت الأمر.
وما زاد قلق الأم أن الجميع تحدث عن الحالة النفسية التي وصلت لها الجدة بعد الوفاة، فازداد قلق الأم وخوفها من أن تفعل به الجدة شيء ما أو أن تقوم بأذيته للانتقام منها.
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول- تصميم وفاء المؤذن
هل الحقيقة تحتاج البحث عنها لنعرف تفاصيلها بهذه القصة -الجزء الأول
 تصميم وفاء المؤذن

مر الأسبوع الأول والأسبوع الثاني ولم يستجد أي شيء

ازدادت التحقيقات وتوسعت والأم المسكينة دخلت بحالة مرض، فلا يمكنها أن |تفقد زوجها| ومن ثم يتم |اختطاف ابنها|، ومن قبل من؟!  من قبل جدته فهل غايتها تلويع قلب الأم، أم فقط تريد الاستمتاع بوقتها مع الطفل.
في الأسبوع الثالث من البحث المستمر حدثت المفاجئة، قامت الجدة بالتوجه إلى أحد مكاتب الفروع الأمنية في سامراء وكان يشغل هذا المنصب رجل ذو نفوذ كبيرة، طرقت الباب واستأذنت بالدخول ومعها الطفل ممسكة بيده، وبالفعل تم السماح لها بالدخول إلى هذا الرجل.
فبدأت بطلب الأذن للتكلم وأخذ وقت العقيد الجالس وقالت، أنها تملك قصة تريد سردها عليه فوافق، فقالت أنها فلانة من العائلة فلانية وأنها من سكان سامراء وأنها نفس العجوز التي يتم البحث عنها بقضية اختطاف حفيدها، وبادرها بالسؤال عن سبب خطف هذا الطفل، فقالت أنها أم المعلم الذي قتل وتم تسجيل قضيته ضد مجهول.

بالعودة إلى الأيام التي سبقت وفاة المعلم

 في يوم من الأيام كان خارج مع زوجته وابنه للتنزه، وتحديداً ذهبوا إلى نهر دجلة القريب منهم لزيارة أحد الأصدقاء، وبعد الانتهاء والعودة إلى المنزل فوجئوا بثلاثة أشخاص ظهروا فجأة أمامهم وحاولوا سرقة العائلة وتهديدها، فما كان من المعلم إلا أنه قام بالدفاع عن نفسه وعن عائلته، فبادره أحد هؤلاء الثلاثة ب|طلق ناري| اخترق صدره وسببت بمقتله على الفور.
وقامت الشرطة بالبحث والتحقيق ورفع البصمات وجميع الإجراءات ولكن دون فائدة، فلم يتمكنوا من العثور على المجرمين وخاصة أنهم كانوا ملثمين، وتم إقفال القضية وقيدت ضد مجهول.
لنعود إلى الجدة التي بعد أن عرفت عن نفسها قالت للمقدم أنها تشك في زوجة ابنها وأنها هي من قتلت المعلم (زوجها)، فضحك المقدم وقال لها أنه من المعيب عليها أن تقوم باختطاف الولد فقط من أجل الانتقام من زوجة ابنها ومن ثم اتهامها بجريمة قتل.
لكن العجوز تحدثت معه بلهجة صارمة وأشبه بالواثقة من كل حرف تتلفظ به، فقالت أنها في الأسبوعين الماضيين تركت الولد عندها وقدمت له جميع ما يحتاج لتهدئته والوثوق بها، وسألته عن تلك الليلة التي قتل فيها والده، فالطفل كان مع أبوه وأمه أثناء الذهاب إلى نهر دجلة وهجوم الملثمين عليهم، واكتشفت أن زوجته هي من قتلته، فسألها كيف؟؟
قالت الجدة للمقدم اسأل الطفل بنفسك ليقص عليك ما جرى، والتفتت إلى الطفل وسألته عن الأشخاص الذين يترددون إلى المنزل بغياب والده قبل مقتله؟، فقال أنه هناك رجل مصري كان يأتي كثيراً وبشكل شبه يومي يوم بإصلاح التيار الكهربائي ولا يأتي إلا بعد أن يذهب والدي للعمل وتبقى والدتي وأنا لوحدنا.
فهل فعلاً تكون الزوجة متورطة بعملية |قتل زوجها|، لنتعرف على الإجابة في الجزء التالي.
آلاء عبد الرحيم

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.