مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/11/2022 06:36:00 م

عندما كان الألمنيوم أغلى من الذهب - الجزء الثاني.
عندما كان الألمنيوم أغلى من الذهب - الجزء الثاني.
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
استكمالاً لما ورد بالمقالة السابقة
أصبحنا نعرف اليوم بأن معدن الألمنيوم متوفرٌ بكثرةٍ في القشرة الأرضية، فهو يشكّل 8% منها تقريباً، ولكن فصله عن خاماته لم يكن متاحاً قبل أن ينجح العالم الألماني "فريدريك فولر" بذلك سنة 1845، والذي تمكن من معرفة بعض خصائصه، وهذا ما أثار الكثير من المشاكل بين الباحثين حول العالم، فقد تبين أن ذلك المعدن حديث الاكتشاف يتمتع بالقوة وخفّة الوزن والمرونة، ولكن التحدي الأصعب كان إيجاد الطريقة المجدية تجارياً للحصول على كمياتٍ كبيرةٍ منه بأقل التكاليف.

نابليون الثالث يتبنى مشروعاً لإنتاج الألمنيوم

 في سنة 1854 أعلن العالم "روبرت بنزن" عن طريقة لإنتاج الألمنيوم ولكن بكمياتٍ قليلة، ثم قام الفرنسي "هنري إتيان" سنة 1855 في أحد المعارض في باريس بعرض سبيكةٍ من الألمنيوم الخالص، بعد أن نجح في الوصول إلى طريقةٍ معقولةٍ ولكنها مكلفة لفصله عن خاماته، فتنبّه للأمر إمبراطور فرنسا "|نابليون الثالث|" الذي أراد الحصول على كمياتٍ كبيرةٍ من ذلك المعدن لأهدافٍ عسكرية من أجل تطوير جيشه وقواته المسلّحة، خاصةً بعد أن عرف خصائص ذلك المعدن وما يعد به مستقبلاً.

إمبراطور فرنسا يتباهى بأدوات طعامه المصنوعة من الألمنيوم

قدّم "نابليون الثالث" ميزانيةً مفتوحةً للعالم "|هنري إتيان|" لكي ينجح في إنتاج كمياتٍ كبيرةٍ من |الألمنيوم|، فتمكّن فعلاً من تطوير أدواته ووسائله حتى نجح بتخفيض تكاليف الإنتاج بشكلٍ ملحوظ خلال بضع سنوات، ولكن تكلفة انتاج الكيلو الواحد من الألمنيوم بقيت مرتفعةً وتصل إلى خمسةٍ وثلاثين دولار، فقرّر الامبراطور وقف المشروع وحوّل جميع الكمية المنتجة إلى صناعة الأدوات المنزلية، وصار يتفاخر بأنه يتناول الطعام بأدواتٍ من الألمنيوم، بينما كان خدم قصره يتناولونه بأدواتٍ من الذهل والفضة، ومن الجدير بالكر هنا أن إنتاج العالم كله من الألمنيوم آنذاك كان لا يتعدّى طنين سنوياً.

أقدم شرمة لإنتاج الألمنيوم

كان "تشارلز هول" طالباً في إحدى الجامعات الأمريكية عندما استمع من أحد مدرسيه إلى انشغال الكيميائيين حول العالم بالبحث عن طريقةٍ رخيصةٍ لاستخراج الألمنيوم، وأدرك حينها أن من ينجح بذلك سيقدّم صنيعاً هاماً جداً للبشرية، وسيحصل على ثروةٍ هائلة، خاصةً بعد أن قرأ كتاباً حول ذلك، فقرّر أن يكون ذلك الشخص، وبعد الكثير من الجهد والوقت، نجح فعلاً في تحقيق ذلك، فكان أحد مؤسسي أكبر وأقدم شركة لإنتاج الألمنيوم في العالم، هي شركة "ALCOA" الأمريكية التي لا زالت قائمةً حتى الآن.

جمعتهما صدفٌ غريبة ووصلا إلى نفس النتيجة

في مكانٍ آخر من العالم وتحديداً في فرنسا، ولد "بول هيرولد" في نفس سنة ميلاد " تشارلز هول" وهي سنة 1863، وبالصدفة قرأ نفس الكتاب الذي قرأه "هول" وجذبه نحو البحث عن طريقةٍ رخيصةٍ لإنتاج الألمنيوم، وقرّر أيضاً أن يكون الشخص الذي يكتشف تلك الطريقة، وقرّر كذلك أن يستخدم الكهرباء بفصل الألمنيوم عن خاماته، وهذا ما فكّر به "هول" أيضاً، وقد توصل كلا الباحثين إلى نفس الطريقة في نفس الوقت تقريباً، ولكن "هيرولد" سجّل اختراعه في 23 إبريل سنة 1986، أما "هول" فقد حاول تسجيله في 22 مايو من نفس السنة، ولكنه انصدم كثيراً عندما علم أن هناك من سبقه إلى ذلك الاختراع.

اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.