مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/16/2022 10:16:00 ص

ما هو العقل الباطن وما هي إمكاناته؟- الجزء الأول -
 ما هو العقل الباطن وما هي إمكاناته؟- الجزء الأول -
تصميم الصورة : وفاء المؤذن 
يقسم علماء النفس العقل البشري إلى ثلاثة أجزاءٍ رئيسية هي العقل الواعي والعقل اللاواعي والعقل الباطن ويقع العقل الباطن في مساحةٍ ما بين العقل الواعي واللاواعي، فإذا كان العقل الواعي هو بوابتنا على العالم المحيط بنا، ويرتبط به عبر ما نمتلكه من حواس، وهو الذي يقوم بجميع العمليات الفيزيولوجية المعروفة من رؤيةٍ وتفكيرٍ ومعالجةٍ للبيانات وغير ذلك، فإن العقل اللاواعي يقوم بأعمالٍ أخرى مختلفة مثل تخزين الكريات والمعلومات وبناء التأثيرات على العقل الواعي، أما العقل الباطن فهو الرابط بنهما ولا تزال مسؤولياته مثاراً للجدل والنقاش بين المختصين، ولكننا سنعرض في هذه المقالة أشهر الأفكار والدراسات والتحليلات حول هذا الموضوع.

تقسيم المهام بين أجزاء العقل البشري

تقول بعض الدراسات بأن نشاط الدماغ اليومي ينقسم إلى خمسةٍ بالمئة فقط من العمال والمهام التي يقوم بها العقل الواعي، بينما يقوم العقل الباطن واللاواعي باستهلاك 95% من نشاط الدماغ اليومي، فهما مسؤولان عن جميع السلوكيات والتصرفات التي نقوم بها يومياً دون وعي، مثل التنفس، وحركات العين والأجفان، والكثير من حركات اليدين والقدمين كالمشي واللعب، ولذلك أجمع المختصون على أن العقل الواعي هو المسؤول عن جميع الأفعال التي تتطلّب منا وعياً وإدراكاً لما نقوم به، بينما يكون العقل الباطن واللاواعي مسؤولان عن بقية الأفعال التي تسمى عادةً أفعالاً لاإرادية.

خصائص وميزاتٌ مختلفةٌ لكل جزءٍ من أجزاء العقل

يتميز العقل الواعي بأنه ذكيٌ جداً ويعرف كي يحسن التصرّف في مختلف الظروف، وهو قادرٌ على التحليل والابتكار، ولكنه لا يتمتع بذاكرةٍ قوية، ف|الذاكرة البصرية| لا تستمر لأكثر من خمس ثوانٍ عادةً، بينما تستمر الذاكرة السمعية إلى خمس عشرة ثانيةٍ تقريباً، أما الذكريات التي نسميها طويلة الأمد، فالعقل الباطن هو الذي يحتفظ بها، ولكن العقل الواعي يستطيع عادةً استرجاع بعض تلك الذكريات من العقل الباطن، ولكنه لا ينجح دائماً في استرجاع كلِّ الذكريات التي يحفظها العقل الباطن.

أي جزء من العقل أقدر على التأثير في الانسان وأفعاله؟

يقول علماء النفس بأن العقل الواعي لا يمتلك أية قدرةٍ في التأثير على مزاج الشخص ونفسيته أو على الظروف المحيطة به، فمثلاً مهما حاولنا إقناع أنفسنا بأننا سعداء، فإن ذلك لن يجعلنا سعداء فعلاً، بينما يمتلك |العقل الباطن| تلك القدرة، ولكنه في المقابل غبيٌ جداً، وهو لا يمتلك القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب، ومن هنا تنبع معظم أمراض |الخوف الشديد|، فالخوف مجرّد فكرةٍ تنبع من العقل الباطن، وقد تصبح قويةً بما يكفي لكي تؤثّر على العقل الواعي وعلى الحواس والأحاسيس، وكذلك الأمر بالنسبة للحزن والفرح وللكثير من المشاعر الأخرى.

اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.