مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/14/2022 05:13:00 م

روبن هود الشخصية الكرتونية العالمية هل هو بالواقع عربي الأصل؟!
 روبن هود الشخصية الكرتونية العالمية هل هو بالواقع عربي الأصل؟! 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 
استكمالاً لما ورد بالجزء السابق 

 وقام عروة ببناء خيمة سميت "خيمة الصعاليك"

 وكانت مركز بالنسبة لهم، وكان ينطلق منها هو وأصدقائه ويقومون بالإغارة على القبائل والقوافل، ويسرقون منهم الأموال والطعام ويقومون بتوزيع غنائمهم على الفقراء والمساكين. 

وكانوا يقومون بسرقة أناس محددين ولم تكن جميع القوافل هدف لهم، حيث أنهم يشنون غاراتهم على الأغنياء البخلاء، وقد كان يأمرهم بعدم القتل وعدم السرقة فوق الحاجة. فقد كان لعروة بن الورد سياسة خاصة وهي معاقبة الأشخاص الميسورين مادياً والذين لا يساعدون الفقراء ولا يوزعون بعض من أموالهم على المحتاجين، فيأخذون منهم قدر حاجتهم فقط من دون قتل أو سرقة أشياء لا حاجة لهم بها. 

 ويعتبر هذا الفكر الأخلاقي في عصر متل |عصور الجاهلية| فكر مختلف ويستحق الثناء، بغض النظر عن فعل السرقة الغير مقبول في كل المجتمعات والعصور. 

 وكان عروة بن الورد دائماً يناشد بالعدل والمساواة

 ورافض تماماً لوجود تفاوت طبقي تحت مسميات غني وفقير، ومن المعيب في نظره وجود غني لديه القدرة على أن يُغني الفقير ويتجاهل ذلك الأمر بسبب البخل أو أي سبب آخر. وكان يرفض أن تكون كل الأموال حكراً على فئة أو طبقة معينة دون الأخرى 

 وحتى أن الفقراء والمساكين والمحتاجين، كانوا يتجمعون حول الخيمة التي بناها عروة بن الورد والتي سميت خيمة الصعاليك، عندما يشتد بهم الحال وهم في أمس الحاجة للمال والطعام، قائلين له: أغثنا يا أبا الصعاليك. 

فيخرج عروة وأصحابه ويبدأون بهجماتهم على الأغنياء ويأخذون أموالهم عنوةً، وتوزع على المحتاجين تلبيةً لطلب الإغاثة والمساعدة. 

 وهذا هو الشيء الذي زرعه في فكر الصعاليك، وغير أسلوب حياتهم وقلبه رأساً على عقب، من أشخاص يحبون ذاتهم و يسرقون لإعانة أنفسهم إلى أشخاص يسرقون لمساعدة الغير. 

وهناك قصيدة لعروة يصف فيها حال الصعاليك يقول فيها: 

لَحى اللَهُ صُعلوكًا إِذا جَنَّ لَيلهُ 

 مُصافي المُشاشِ آلِفاً كُلَّ مَجزَرِ 

يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ 

أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ 

يَنَام عِشَاءً ثُمَّ يُصبِحُ ناعِساً 

يَحُتُّ الحَصَى عَنْ جَنْبِهِ المُتَعَفِّرِ 

يُعينُ نِسـاء الحيّ ما يَستعِنـّه 

 ويمسي طليـــحا ًكالبعير المحسَّر 

ولله صُعلوك، صفيحةُ وجهـِهِ 

كضــــَوءِ شِهابِ القابس المتنوِّر 

مُطِلاَّ على أعدائِهِ يـَزجرونَـه 

بســــاحتِه زَجرَ المَنيح المشهَّر 

وإن بَعُدوا لا يـأمنون اقترابـَه 

تشـــــوُّفَ أهل الغائب المتنظَّر 

 فذلك إن يـــلقَ المنيّة يَلْقَهـا 

حمـــيداً وإن يَستَغنِ يوماً فأجدِر 

- وبعد ما ذاع صيته بين القبائل العربية وبجزيرة العرب ككل، قامت بعض القبائل بالضغط على قبيلة عبس ليقدموا لهم تعويض عما قام عروة بسرقته منهم، فقرر أن يرحل من القبيلة ويجول في كل |الجزيرة العربية|، واستمر في تنفيذ هدفه وهو سرقة الغني وإطعام الفقير. 

وقد كان عروة بن الورد فارساً قوياً وشاعراً فصيحاً

 وترك لنفسه سمعة حسنة فقد قال عنه معاوية بن أبي سفيان: لو كان لعروة بن الورد أولادً لأحببت أن أتزوج إليهم. 

وقال عنه أيضاً عبد الملك بن مروان: من زعم أن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد. فقد كان يقارن ب|حاتم الطائي| من ناحية الكرم. 

وهذا هو عروة بن الورد روبن هود العرب، الشخصية العظيمة الموجودة بتاريخنا العربي. 

أخبرونا عن رأيكم بالتعليقات

تهاني الشويكي 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.