مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/15/2022 09:43:00 م

حكاية فريدة لشركة عملاقة
حكاية فريدة لشركة عملاقة 
تصميم الصورة رزان الحموي 

في مطلع سبعينيات القرن الماضي، كانت شركة "اتش بي hp" كبرى شركات صناعة الكومبيوترات في العالم 

وفي ذلك الوقت قام أحد مهندسيها بتقديم تطبيقٍ جديدٍ لرئيس قسمه، ولكن رئيس القسم حوّل الموضوع إلى "ديفيد بيكارد" رئيس الشركة في ذلك الوقت

 وعندما شاهد "بيكارد" ذلك التطبيق رفضه بشدة، ولكن ذلك المهندس كان مؤمناً بفكرته، فاستمرَّ بالعمل على| التطبيق| خلسةً، وبعد سنةٍ واحدة تفاجأ رئيس الشركة بأن ذلك التطبيق قد دخل في مرحلة الإنتاج.


هل كان رئيس الشركة محقاً في موقفه؟

عندما علم رئيس |الشركة| بما حدث غضب كثيراً، ولكن الوقت كان قد فات على إيقاف التطبيق الذي أصبح في مرحلة البيع، ومع أن مسؤولي قسم التسويق لم يتوقعوا أن يحقّق ذلك التطبيق شيئاً، فقد بيعت منعه سبعة عشر ألف نسخةٍ، وحقّق وارداتٍ للشركة بلغت خمسةً وثلاثين مليون دولار

 فاتضح بأن المهندس كان محقاً وبأن رئيس الشركة ومسؤولي التسويق كانوا مخطئين 

فماذا فعل رئيس الشركة؟

ماذا كانت ردة فعل رئيس الشركة؟

اعترف رئيس الشركة بخطئه، وأقام حفل تكريمٍ لذلك المهندس، وقدّم له شهادةً وميداليةً ومكافاةً مالية

 ولكن الأهم من ذلك كان تكريس ثقافة الشركة ومبدأ عملها، فقد اعتمدت تلك الشركة منذ تأسيسها على الثقة الكبيرة بموظفيها، وهذا ما أراد رئيس الشركة تأكيده لدفع مهندسيه إلى بذل المزيد من الجهد والوقت في سبيل تطوير أعمال الشركة

 وتلك كانت سياسة الشركة منذ تأسيسها سنة 1939 وحتى عام 2001.

البدايات:

بدأت حكاية |شركة hp|، مع اثنين من مهندسي الكهرباء حديثي التخرّج من جامعة ستانفورد الأمريكية، ولكن تخرّجهم في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي تزامن مع| فترة الكساد |الكبير، فكان إيجاد فرصةٍ للعمل صعباً جداً، فلم يجد الصديقان فرصةً لتطوير نفسيهما

 ولكن أحدهما  كان يحضّر رسالة الماجستير في مجال المذبذبات الصوتية المستخدمة في مختلف الأنظمة الصوتية وهو المهندس "بيل هيوليت".

ابتكار هيوليت الجديد:

كانت المذبذبات الصوتية قبل سنة 1938 تعاني من عدم استقرارها ومن ارتفاع أسعارها، فاستطاع "بيل هيوليت" أن يبتكر مذبذباً مستقراً ورخيصاً

 فتوجّه فوراً إلى صديقه "ديفيد بيكارد" وجمعا معاً مبلغ خمسمئةٍ وثمانيةٍ وثلاثين دولار، وبدآ معا بإنتاج المذبذبات في مرآب المنزل وأطلقا على ذلك المنتج اسم "200A"، وذلك لكي يوحي بأنه منتجٌ عريقٌ وبأنه أحد منتجات شركةٍ كبرى.

انطلاقة جديدة:

في نهاية سنة 1938 عرض "بيل هيوليت" جهازه في أحد المعارض، وكان كبير مهندسي الصوت في شركة| والت ديزني| حاضراً فأعجبه الجهاز، ولكنه طلب إجراء بعض التعديلات عليه لكي يشتري ثمانية قطعٍ منه 

وبالفعل أجرى "هيوليت التعديلات المطلوبة وأعطى الجهاز الجديد اسم "200B"، وباعه لشركة ديزني بمبلغ 71.5 دولار للقطعة الواحدة، فبدأت الطلبات على ذلك الجهاز تنهمر مثل المطر.

اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.