مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/19/2022 03:22:00 م

أغرب مرض نفسي قد تسمع عنه في حياتك!!  - الجزء الثالث -
 أغرب مرض نفسي قد تسمع عنه في حياتك!!  - الجزء الثالث -
تصميم الصورة  : ريم أبو فخر
    

اسكمالاً لما ورد في المقال السابق 

 وحسب الأبحاث والدراسات لم يعد هدف المختصين في هذا الأضطراب هو دمج الشخصيات، وإنما أصبح هدفهم هو جعل هذه الشخصيات تتعايش مع بعضها البعض، فيساعدونهم على إيجاد نظام للتعايش. 

 فالحياة بهذا النوع من الاضطراب صعبة جداً فلكل شخصية ذكريات خاصة فيها، فهم لا يشاركون بعضهم الذكريات تلقائياً، كل شخصية لديها أهداف ورغبات ومهارات مختلفة، فكل هذه الخلافات تؤدي إلى تضارب ومشاكل بينهم. 

فهل تتخيل صعوبة الحياة في مثل هذه الحالة؟!! 

عادةً مايكون الشخص الذي يعاني من اضطراب الهوية الفصامية، يُصاب بأمراض نفسية أخرى كالاكتئاب أو |القلق| والتي تؤثر بشكل كبير على النفس وتؤذيها، فبعض من الشخصيات تحاول فجأة إيذاء الجسد، وتؤدي في الكثير من الحالات إلى محاولات انتحار، فحسب ما توصلت إليه الأبحاث، أن ٧٥% من الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب لديهم محاولات انتحار متكررة، ٣٠% منهم تنتنهي بهم الحالة للانتحار. 

أكثر شيء مخيف وصعب في هذه الحالة

 هو اضطرار الإنسان للتعامل مع هذه الأمور لوحده، بدون أي مساعدة من أحد خوفاً من نظرة الأهل والمجتمع، أو ربما لجأ لأشخاص قريبين منه ولكن لم يفهموه أو ربما هؤلاء الاشخاص القريبين منه هم السبب في حالته، فيصبح منطوي على نفسه، ويعيش في عالمه الخاص ،وهذا ما يسبب تعقيدات أكثر فأكثر. فللأسف لا يجد من يفهمه أو يشعر بما يمر به 

  فالصعوبات لاتقف عند هذا الحد، لأنه في كثير من الأحيان يكون الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب لا يعرف مالذي يمر به ولايفهم هذه الحالة، ويعتقد بأنه يعاني من |النسيان| الدائم فقط، ليس لديه فهم وإدراك لطبيعة الحالة التي يمر بها. 

يشعر أن لديه فراغات كبيرة في ذاكرته 

لأن هذه الشخصيات كما ذكرنا سابقاً لا تتشارك ذكرياتها بشكل تلقائي، وكل شخصية منهم لا تتذكر الأخرى ولا الأحداث التي تمر بها، من الممكن في بعض الأحيان أن يسمع بعض الأصوات، أو يخطر له أفكار لا يعرف مصدرها، ولكنه لا يستوعب وجود كيانات أخرى تعيش في عقله. 

ولكن من الممكن أن يصل المصاب لمرحلة الاستيعاب والإدراك للحالة التي يعاني منها أما عندما  شخص مختص كالطبيب النفسي يشرح له حالته النفسية، أو عندما تزيد الأمور غرابة وتعقيداً، فيبدأ يبحث بنفسه عن تفسير منطقي لما يحدث معه، إما عن طريق الكتب أو |الانترنت| فعندما 

تتطابق المعلومات مع الأعراض التي يشعر بها، هنا يبدأ باستيعاب حالته ويقوم بمحاولة صنع اتصال بين الشخصيات  وهنا يدخل العقل بمرحلة جديدة ويبدأ بأول خطوات التعايش. 

لا تستوعب كل الشخصيات على الفور أنها تعيش في جسد وعقل واحد مع أشخاص آخرين، فسابقاً  كان الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطراب يعتقد أن الأصوات التي يسمعها في عقله أصوات عادية، ولكن بعد أن يفهم طبيعة الاضطراب الذي يعاني منه، سوف يفهم أن هذه الأصوات ليست مجرد صوته الداخلي، وإنما أجزاء ثانية من عقله مغلقة عنه، أجزاء تحتوي على شخصيات وذكريات و مهارات وقدرات مختلفة، وهنا تبدأ تتضح الأصوات وتظهر الأشكال أكثر، وهنا تبدأ مرحلة بناء العالم الداخلي. 

إقرأ المزيد .............

تهاني الشويكي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.