مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 09:59:00 م

كيفَ يكونُ المجهولُ مألوفاً في بعضِ الأحيان؟
كيفَ يكونُ المجهولُ مألوفاً في بعضِ الأحيان؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

تحدَّثنا في الجزء الأول عن معنى الديجافو و عن رأي| العلماء| والمختصين في هذه الظاهرة. 

وسنكمل هنا في ذكر النظريات التي وضعت في تفسير الديجافو. 


ما هي تفسيرات الديجافو؟

النظرية الأولى:

 تقول بأن ظاهرة |الديجافو| تعتمد على العين؛ إذْ أن الإنسان يرى الأشياء بعينه أولاً، ثم تقوم العين بترجمة ما رأته إلى إشارات عصبية تذهب إلى المخ لكي يفسرها

 وكما نعلم أنَّ كلتا العينين تريان الأشياء معاً بنفس اللحظة

 ولكن ما يحدث في الديجافو هو أن إحدى العينين تسجل المشهد قبل العين الأخرى بلحظات بسيطة جداً ، وعندما ترى العين الأخرى المشهد يشعر الإنسان بأنه قد رأى الحدث من قبل، ولكن في الحقيقة هو رآه قبل لحظات بسيطة فقط.

ولكن للأسف هده النظرية ضعيفة جداً، وذلك لسببين: 

١- هذه النظرية لا تعتمد على أي وظيفة غير االرؤية، كالإحساس والسمع، والديجافو يحدث أحياناً في مواقف مسموعة كأن تسمع أموراً وتشعر بأنك قد سمعتها من قبل. 

٢- بعض الناس كان لديهم مشاكل في إحدى العينين كالأعور وحصل معهم الديجافو، وهذا دليل على عدم صحتها.


النظرية الثانية: 

وهي أكثر إقناعاً من الأولى ولفهمها يجب معرفة الآلية في الحالة الطبيعية: 

مخ الإنسان يحتوي على عدة مراكز وكل مركز له وظيفة معيَّنة:

المركز المسؤول عن الرؤية visual center

المركز المسؤول عن  الإدراك بعد الرؤية cognitive center

مركز الذاكرة القصيرة short memory center التي تُخَزَّن فيها الأحداث بصورة مؤقتة. 

عندما ترى العين الأحداث ترسل إشارات عصبيَّة إلى المخ وتحديداً إلى مركز الرؤية لكي يترجمها إلى صور مرئية ثمَّ تخرج من مركز الرؤية إلى مركز |الإدراك |الذي يترجم هذه الصور

 فإذا كانت هذه الصور مألوفة يتم التعرُّف عليها هنا، (إذاً فالمركز المسؤول عن تعرُّفنا على الصور المألوفة بالنسبة لنا هو الcognitive center)

 بعد ذلك تخرج المعلومات من مركز الإدراك إلى مركز |الذاكرة المؤقتة| ليتم تخزينها.

أمَّا ما يحدث في حالة الديجافو: 

هو أنَّ الصور بعد خروجها من مركز الرؤية تذهب مباشرةً إلى مركز الذاكرة المؤقتة ( بدلاً من ذهابها إلى مركز الإدراك أولاً ) لكي تُخَزَّن بصورة مؤقتة

وبعد ذلك تخرج من مركز الذاكرة المؤقتة لتدخل إلى مركز الإدراك ليتم التعُّرف عليها، ثمَّ تعود إلى مركز الذاكرة المؤقتة ثانيةً، وهنا يتعرَّف مركز الذاكرة المؤقتة على هذه الصور التي كانت قد خُزِّنت قبل قليل فيتعرف عليها و يشعر أنه قد رأى نفس الموقف بالضبط.


النظرية الثالثة:

 يتكون مخ الإنسان من أربعة فصوص: 

الفص الجبهي الموجود في مقدمة الرأس، الفص الجداري، والصدغي والخلفي.

 وتوجد الذاكرة المؤقتة في الفص الجبهي ولكن الفص الخلفي هو المسؤول عن الرؤية.

من المفترض أنَّ العين عندما ترى صورة ما تصل إلى جميع فصوص المخ بنفس الوقت، ولكن في ظاهرة الديجافو الصور تصل إلى الفص الجبهي قبل البقيَّة

 ويتم تخزينها في الذاكرة المؤقتة الموجودة فيه، وبعد ذلك تذهب إلى الفص الخلفي لتتم دورة الرؤية المذكورة سابقاً، وعند الوصول إلى مرحلة التعرف على هذه المعومات وإدراكها وتخزينعا في الذاكرة المؤقتة الموجودة في الفص الجبهي تكون قد دخلت إليه للمرة الثانية ويتم التعرُّف عليها والإحساس بالديجافو.


النظرية الرابعة:

 اعتمد فيها العلماء على الإحساس والذاكرة والمشاعر بمعنى أنَّ لحظة بداية الموقف الذي تمر به تجعلك تسترجع ذكريات قديمة من المخ كانت منسية

 واستدلوا عليها أنَّ المخ البشري لا يقوم بمسح أي معلومة تم تسجيلها فيه طوال حياة الإنسان وحتى لو مضى عليها الكثير من السنين.


وإلى هنا عزيزي القارئ نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال. 

هل كان مفيداً بالنسبة لك؟

هل فهمت ماهيَّة الديجافو ولماذا تشعر به؟

فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^

آية الحمورة 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.