مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/02/2022 11:20:00 م

أشهر المذاهب والمدارس الفلسفية
أشهر المذاهب والمدارس الفلسفية
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
 استكمالاً لمقالنا السابق عن أشهر المذاهب والمدارس الفلسفية...

ولنكمل معاً الحديث عن أشهر المدارس والمذاهب الفلسفية:

8) الفلسفة العدمية:

 وتقوم فكرتها على عدم الإيمان بالمعنى أو الجوهر في مجال الفلسفة، فالحقائق الأخلاقية غير موجودةٍ ولا وجود للحقائق |الميتافيزيقية|، والحياة لا تملك معنى ولا شيء فيها له قيمة

وقد جاءت فكرة العدمية في القرن التاسع عشر كثورةٍ فكريةٍ على سلطة الكنيسة والأعراف الاجتماعية، وتعتبر التساؤلات التي أثارها نيتشه حول الوجود الإنساني و الدين والأخلاق و الثقافة والعلوم تحدياً كبيراً طرحته هذه الفلسفة

 ومن أهم ما قاله في ذلك: " إن كلَّ إيمانٍ أو اعتقادٍ بأن شيئاً ما صحيح هو بالضرورة اعتقادٌ باطل، لأنه ببساطة لا يوجد عالمٌ حقيقي"

ويرى نيتشه بأن العدمية تستوجب رفض كل القيم و المعاني المفروضة، ولا تكتفي العدمية بالاعتقاد بأنه ليس هناك معنى جوهري في الكون بل ترى بأنه من غير المجدي محاولة إيجاد معنى منطقي

 فالإنسان له إمكاناتٌ محدودة وعليه التصرف ضمن حدودها بحيث لا يتحوّل إلى يائسٍ متقاعس، ولا إلى حالمٍ مجنون.

9) فلسفة اللذة أو المتعة: 

هي فلسفة التأمل بسرور، وتعتمد في مبدئها على أن السعادة هي الشيء الوحيد الذي له قيمة وتفسر السعادة على أنها المتعة ومن أهم رموزها اليوناني| أبيقور|.

10)  الفلسفة العبثية:

 وتتلخص في الصراع الدائم بين رغبة الانسان بإيجاد معنى لحياته وبين عدم قدرته على تحقيق ذلك.

 وترى بأن السعي لفهم معنى الكون بلا جدوى لأن ذلك المعنى غير موجود أصلاً

 وترتبط العبثية بشكلٍ وثيقٍ بالوجودية والعدمية وتعود جذورها إلى نفس الفيلسوف سورين كيركيجارد ولكنها برزت عندما انشق الفيلسوف الفرنسي جزائري الأصل ألبر كامو عن الفكر الوجودي بسبب رفضه لبعض مفاهيمه

 وقد لاقت| العبثية |مناخاً ملائماً لها بعد| الحرب العالمية |الثانية التي خلقت بيئةً اجتماعيةً سمحت للعبثية بالتطور و الانتشار خاصةً في فرنسا التي انطلقت منها إلى العالم

 ففي ظل كل هذا العبث لا يكون للإنسان سوى أن يختار أمراً واحداً من ثلاثة : الانتحار وهو ما يرفضه العبثيونأو الإيمان بالمعتقدات الدينية والروحية وهو ما رآه كامو انتحاراً فلسفياً، في حين رآه سورين حاجةً ضروريةً للإيمان بشيءٍ ما ،أو قبول العبثية الذي قد يمنح الانسان الحرية المطلقة حسب تفكير كامو

 فمن خلال تفهّم الانسان لعدم وجود القيود الدينية أو الأخلاقية ومن خلال التمرد على العبثية مع تقبّل أنها شيءٌ لا يمكن إيقافه يمكن للمرء أن يوجد معنىً شخصياً من خلال تجربته

 في حين رأى سورين في هذا الخيار جنوناً شيطانياً، ووفقاً للعبثية فإن الانسان يبحث منذ وجوده عن معنى للحياة

 ودائماً ينتهي بحثه بالوصول إلى إحدى نتيجتين:

 فإما أنه لا يوجد أي معنى للحياة، أو أن الحياة تستمد معناها من قبل سلطةٍ عليا

وهذا ما يدفع الانسان للاعتقاد بوجود الله واعتناق ديانةٍ ما أو مفهومٍ مجردٍ مشابه.

اقرأ المزيد...

 سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.