مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/10/2022 06:51:00 م

الأيادي الخفية وراء الحرب العالمية الأولى
 الأيادي الخفية وراء الحرب العالمية الأولى 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

استكمالاً لمقالنا السابق عن " الأيادي الخفية وراء الحرب العالمية الأولى "


بعد توحّد |ألمانيا |واهتمامها بالعلم أصبحت الدولة الأولى علمياً في كل| أوروبا|، ولكنها لم تقف عند ذلك.

ألمانيا تصبح أقوى دول أوروبا:

إضافةً إلى المكانة العلمية التي بلغتها ألمانيا، فإنها أصبحت سريعاً قوةً اقتصاديةً هائلة

 فغزت منتجاتها جميع الأسواق الأوروبية عدا الفرنسية

 أما على الصعيد العسكري، فكان لدى ألمانيا جيشٌ قوي وكبير، 

ومع بداية القرن العشرين، أصبحت ألمانيا أقوى دول أوروبا على كافة الأصعدة، ولكنها لم تكتفِ بذلك، بل دعمت قوتها بالكثير من الاتفاقات العسكرية.

التحالفات الألمانية:

عقدت ألمانيا اتفاقاتٍ وتحالفاتٍ مع كلٍّ من إيطاليا والنمسا، كما عقدت اتفاقاً هشّاً مع روسيا

 ثم حاولت الاتفاق مع بريطانيا، ولكن دخول الألمان في المجال العسكري البحري أقلق بريطانيا

 فهي لم تكن لتسمح لأحدٍ بمنافستها في هذا المجال، فهي تعتمد أساساً على قوتها البحرية كونها جزيرة، فلم تنجح ألمانيا في الاتفاق معها

 وبذلك كان الحليف الحقيقي الوحيد لألمانيا هو النمسا

 فإيطاليا لم تكن قويةً بما يكفي للاعتماد عليها وقت الحرب.

العداء بين روسيا والنمسا:

العدو الأساسي لروسيا في ذلك الوقت، بعد |الدولة العثمانية|، هو النمسا

فروسيا تدعم صربيا والشعب السلافي، والنمسا تسيطر على بلدانٍ سلوفيةٍ كثيرة

وبما أن النمسا متحالفةٌ عسكرياً مع ألمانيا، فقد أصبحت ألمانيا عدوةً لروسيا، ولما كانت فرنسا تكره الألمان

 فقد أقامت تحالفاً مع| روسيا|، ولكي تحافظ بريطانيا على مصالحها مع فرنسا، وخاصةً في المستعمرات المتجاورة، فقد دخلت بريطانيا في تحالفٍ مع روسيا أيضاً.

المخاوف البريطانية من روسيا:

لم تكن العلاقة بين روسيا وبريطانيا في أفضل حالاتها أبداً، فكانت بريطانيا تخشى من سيطرة روسيا على الدولة العثمانية المتهالكة، فتصبح قريبةً من مستعمرات بريطانيا في آسيا، وخاصةً الهند

 فالهند بالنسبة لبريطانيا هي الدجاجة التي تبيض ذهباً، ولذلك حاولت بريطانيا تحجيم روسيا وتقليص دورها العالمي

 حتى أنها دعمت الدولة العثمانية في بعض الحالات.

المصالح والمخاوف تحكم العلاقات السياسية:

بعد أن أصبحت ألمانيا قوةً ضخمةً على مختلف الأصعدة، راحت تتوسّع في كل اتجاه

 ومع تحالفها مع النمسا القوية، أصبح الخطر على بريطانيا كبيراً، فلم تجد بدّاً من التحالف مع فرنسا التي كانت تخطط لغزو بريطانيا أيضاً

 ولكن الخوف المشترك من الغول الألماني وحّد مصلحة البلدين 

وبذلك تتضح خريطة التحالفات الناشئة قبل |الحرب العالمية |الأولى.

تبلوّر التحالفات المتحاربة:

أصبح حلف ألمانيا يضم كلّا من النمسا وبلغاريا والدولة العثمانية، في مقابل الحلف الروسي الذي يضم بريطانيا وفرنسا وصربيا

 ومع هذين التحالفين بدأت الحرب العالمية الأولى، ولكن بقية الدول التي دخلت الحرب دخلتها تباعاً لأسبابٍ خاصةٍ بكلٍّ منها

 فبلجيكا مثلاً وجدت نفسها بين فكي الكماشة، فاضطرت إلى دخول الحرب ضد ألمانيا التي اجتاحتها في طريقها إلى فرنسا.

احتلال ليبيا من قبل إيطاليا شجّع الأوروبيين:

في سنة 1911، وبعد أن سيطرت إيطاليا على ليبيا وطردت العثمانيين منها

 تشجّعت بعض الدول الأوروبية الصغيرة على غزو الأراضي العثمانية، فقامت كلٌّ من بلغارية وصربيا والجبل الأسود واليونان بالسيطرة على أراضٍ واسعةٍ كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية

 ولكن تلك الدول سرعان ما اختلفت فيما بينها على تقسيم الغنائم

 فكانت النتيجة توسّع صربيا على حساب البقية، وكانت بلغاريا أكبر الخاسرين.


 اقرأ المزيد

سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.