مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/10/2022 06:51:00 م

الأيادي الخفية وراء الحرب العالمية الأولى
 الأيادي الخفية وراء الحرب العالمية الأولى 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
 استكمالاً لمقالنا السابق عن " الأيادي الخفية وراء الحرب العالمية الأولى "

لم يكن التوسع الصربي يُرضي النمسا، فماذا فعلت؟

النمسا تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على صربيا:

كانت النمسا تراقب بحذرٍ ما حدث مع صربيا التي بدأت تنمو وتتوسّع، فكان عليها فعل أي شيءٍ لوقف التمدد الصربي

 وبتاريخ 28\6\1914، قام ولي عهد النمسا، وهو ابن أخ الملك النمسوي، بزيارةٍ رسميةٍ إلى البوسنة الواقعة تحت سيطرة النمسا

 فقام شابٌ ينتمي لجماعةٍ تسمى جماعة اليد السوداء، والتي تأسست ضد الحكم النمساوي للشعب السلافي، فأطلق النار على ولي العهد النمساوي وقتله مع زوجته.

علاقة ملك النمسة بابن أخيه:

 يمكن اعتبار مقتل ولي العهد النمساوي في البوسنة بمثابة الشرارة التي أشعلت نار| الحرب العالمية| الأولى، ولكننا لا نستطيع اعتباره السبب الحقيقي وراءها

 فملك النمسا لم يكن سعيداً بوصول ولاية العهد إلى ابن أخيه، ولكنها وصلت إليه بعد موت ابن الملك، وتنحي شقيقه المريض عن ولاية العهد

 كما أن زوجة ولي العهد لم تكن من دماءٍ نبيلة، فعارض الملك ذلك الزواج، ثم وافق عليه بشرط تخلي ابن أخيه عن جميع حقوقه للمطالبة بالملك يوماً ما

 ولكن الظروف أجبرت الملك على تولية عهده لابن أخيه.

هل أسفت النمسا على مقتل ولي العهد؟

من ناحيةٍ أخرى، لم يكن ملك النمسا سعيداً بأفكار ابن أخيه المعارضة لفكرة الإمبراطورية، فقد أراد ابن أخيه أن يمنح الصرب المزيد من الحقوق السياسية وأن يجعلهم يشاركون في الحكم

 ولكن العائلة الحاكمة في النمسا، كانت ترى أن الشعوب السلافية تأتي في مرتبةٍ متأخرةٍ عنها

ولكل ذلك، يمكن القول بأن العائلة الحاكمة لم تكن حزينةً على مقتل ولي العهد.

ما خفي كان أعظم:

هناك بعض المؤشرات التي تدلُّ إلى أن حكومة النمسا كانت على علمٍ مسبقٍ بالتدبير لمقتل ولي عهدها، فقد أعلمتها الحكومة الصربية بذلك 

ولكن النمسا لم تفعل شيئاً لمنع ذلك، كما أن وقع خبر مقتل ولي العهد على بقية |الدول الأوروبية| لم يكن ذا شأنٍ كبيرٍ أبداً

 وبناءً على ذلك، فإن الحرب لم تقم بسبب مقتل ولي عهد النمسا، بل إن كلَّ شيءٍ في أوروبا وقتها، كان يدفع إلى تلك الحرب.

مؤشراتٌ تدل على استعداد أوروبا لبدء الحرب:

بدأت الدول الأوروبية الكبرى بزيادة ميزانيات التسلّح لديها منذ سنة 1910

 وكانت النمسا تستعد لمحاربة صربيا منذ سنة 1912، وتنتظر اللحظة المناسبة، وقد خاطبت ألمانيا لمساعدتها في ذلك، ولكن |ألمانيا| رفضت ذلك وقالت إنها ليست مستعدةً لدخول أية حربٍ قبل منتصف عام 1914

 وبعد مقتل ولي العهد النمساوي، كان الوقت قد حان لدخول ألمانيا الحرب التي أرادت من خلالها قهر جميع أعدائها وإقصائهم عن دربها، كذلك وجدت النمسا الحجّة التي كانت تنتظرها.


اقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.