مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/22/2022 11:07:00 م
الفشل يعني المزيد من المحاولات  تصميم ريم أبو فخر
الفشل يعني المزيد من المحاولات
 تصميم ريم أبو فخر


هل اجتهدت وحاولت مراراً وتكراراً من أجل تحقيق حلمك؟ وانتشرت العقبات والمصاعب بطريقك؟

هل شعرت يوماً باليأس وقررت أن تتخلّى عن أحلامك وطموحاتك؟

تابع معي قصّة مؤسّس شركة السّيّارات العالميّة "هوندا".

كيف بدأت قصّة حياة هوندا؟

في العام 1899 ميلادي وُلد سيكيرو هوندا في عائلة فقيرة وبسيطة، ارتاد هوندا المدرسة وكان طفلاً يحمل طموحاً كبيراً، ولكنّه وبسبب فقر عائلته الشّديد كان بالإضافة لدراسته يعمل في ورشة صيانة سيّارات، ومن هنا استلهم هدفاً كبيراً على شاب صغير فقرّر هوندا تصنيع قطعة يمكن استخدامها في محرّك سيّارات تويوتّا، سهر هوندا لليالِ طويلة وهو يحاول ويحاول لعدّة سنوات حتّى استطاع تصنيع القطعة المطلوبة، ولكن شركة تويوتّا رفضت شراء تلك القطعة مما أدّى لخيبة أمل كبيرة للشّاب سيكيرو.

هل استسلم هوندا بعد خيبته الأولى؟

في الواقع كان شابّاً طموحاً ولم يتخلّى عن حلمه مُـطلقاً، وتابع محاولاته لتحقيق الحلم بالرّغم من الشّماتة الّتي أظهرها كل من زملائه في المدرسة وكذلك المدرّسين.

وبعد عامين من المحاولات لتحسين جودة منتجه وأعاد عرضه على شركة تويوتّا، وبالفعل قامت الشّركة بشراء المنتج وتحقّق أوّل أحلامه.

كيف أسّس هوندا مصنع لإنتاج القطعة الّتي اخترعها؟

إنّ العقد المبرم مع |شركة تويوتّا| ينصّ على إنتاج كميّات كبيرة من القطعة الّتي وافقت الشّركة على شرائها من هوندا، وذلك يتطّلب من هوندا إنشاء مصنعاً للإنتاج الضّخم، ولكن في الواقع كانت اليابان في ذلك الوقت تبدأ للتّحضير من أجل الحرب العالمية الثّانية وكانت تفتقر البلاد لأغلب المواد الأساسيّة لإنشاء المصانع، فقام هوندا باختراع طريقة جديدة لتصنيع الإسمنت وبدأ بوضع أساسات المصنع وذلك بمساعدة بعض أصدقائه.


توالت الأزمات ولكنّ بطلنا لم يستسلم للفشل:

بدأ مصنع هوندا بالإقلاع والإنتاج تزامناً مع اشتعال |الحرب العالمية|، ولم يلبث المصنع أن فقد أجزاءً كبيرة نتيجة تعرّضه لقصف أدّى لدمار قسم من المصنع، فأعاد هوندا ترميم المصنع بكلّ عزم وإصرار.

ومع الأسف تعرّضت بلاده لزلزالاً عنيفاً أدّى لتدمير المعمل بالكامل.


المزيد من الأزمات تعني المزيد من الاختراعات:

بعد تلك المصاعب قارب هوندا على الإفلاس واضطر لبيع طريقة صنع القطعة لشركة تويوتّا من أجل أن يحصل على بعض النّقود، حيث كان الوضع مأساويّاً في البلاد بعد تعرّضها للقنابل الذّريّة، وكانت أغلب الموارد والمواد الأساسيّة شبه مفقودة ويصعب الحصول عليها؛ مثل البنزين والغذاء وغيرها.

فلمعت برأس هوندا فكرة تصنيع محرّك صغير يمكن استخدامه كمحرّك في الدّرّاجة، وتمّ اختراع أوّل درّاجة بخارية استخدمها في حياته اليوميّة.

عندما رآه أصدقاءه أعجبتهم الفكرة وشجّعوه على إنشاء معمل جديد لتصنيع أعداد كبيرة من الدّرّاجات البخارية، ولكنّه لم يكن يملك النقود الكافية لإنشاء مصنع فقام بمراسلة أغلب متاجر الدّرّاجات في بلاده من أجل التّعاون معهم، ولم تنال فكرته الاستحسان الكافِ بسبب حجم الدّراجة الكبيرة وغيرها من الأعطال والمساوئ.


المزيد من الفشل يعني المزيد من المحاولات:

قام هوندا بتطوير فكرته وصنع من درّاجه شكلاً آخر أصغر حجماً وأخف وزناً فنجح نجاحاً ساحقاً، وباع كميّات كبيرة جدّاً من |الدّرّاجات النّارية|، وتوالت النّجاحات في طريقه حتّى وفاته.


توفي هذا الرّجل الطّموح في العام 1991 ميلادي ولكن سيرته ونجاحاته بقيت حاضرة إلى يومنا هذا.

أرجوك حاول مجدّداً فلا شيء يأتي بسهولة، ولن يتحقّق أي حلم ببساطة.

بقلمي: بيان فتاحي        

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.