مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/13/2022 02:15:00 م

كيف دمُرت حضارات العالم القديم وما سر انهيارها و تفسير لغزها؟ -الجزء السابع -
 كيف دمُرت حضارات العالم القديم وما سر انهيارها و تفسير لغزها؟ -الجزء السابع -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر     
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق 

حارب رمسيس الثالث شعب بيليست تحديداً في معركة برية اسمها معركة زاهي، وجرت أحداثها في المكان المعروف حالياً باسم رفح، وهزمهم وأجبرهم على التراجع إلى مدينة غزة، وهناك استوطنوا وعاشوا ومن اسمهم نشأ اسم فلسطين. 

وبتحليل الحمض النووي لعشرة أشخاص من شعب بيليست

 كانوا قد دفنوا في إحدى المواقع التي اكتشفها الباحثون عن الآثار، تبين بأنهم ينحدروا من أصول تعود إلى |اليونان| وجزيرة سردينيا و شبه جزيرة أيبيريا وهي |البرتغال| وإسبانيا حالياً، وذلك يعني بأنهم جاؤوا من جنوب أوروبا.

 فمالذي يجبر شعوب أوروبية على امتداد الساحل الجنوبي للقارة أن يهاجروا ويتحولوا لغزاة؟

- بالتأكيد كان السبب أكبر بكثير من الطمع أو الدوافع السياسية المعتادة، وهذا ما جعل العلماء يبحثون عن التغيرات المناخية التي حدثت في العالم في ذلك الوقت، فقد عانت منطقة شرق المتوسط من تغير مناخي أدى إلى نقص شديد في الأمطار وموجات جفاف سببت مجاعات شديدة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

 وعندما توسع العلماء أكثر في دراسة التغيرات المناخية

 ذهبت بهم الأبحاث لحدود أيسلندا وتحديداً عند بركان اسمه "هيكلا"، وهو أحد أنشط |براكين العالم| وتبين عن طريق الأدلة الجيولوجية أن أضخم انفجاراته حدث حوالي عام ١١٠٠  قبل الميلاد.

فالانفجار المعروف باسم هيكلا ثلاثة، ألقى في سماء أوروبا حوالي سبعة كيلو متر مكعب من الرماد البركاني، وهذا يعني أن أوروبا بالكامل سادها الظلام، ودخلت في سنوات طويلة باردة عديمة الشمس وبالتالي فقد كانت فترة عديمة الزرع، وذلك يعني انعدام سبل الحياة فيها، وتصل هذه المدة لحوالي عشرون عام تقريباً

هذا ومن الممكن أن يفسر هجرة بعض سكان أوروبا عبر| البحر المتوسط| وتحولهم إلى حلف عدواني حاول أن يغزو منطقة الشرق الأوسط بحثاً عن حياة جديدة بعيداً عن أوروبا التي كانت تعاني من الجوع والفقر والبرد والموت والظلام.

التفسيرات متعددة وهذه هي متعة دراسة التاريخ

 ففي معظم قصص التاريخ تشعر وكأنك تحاول حل لغز ما، باستخدام أدلة قليلة أو باستخدام المنطق والتحليل للربط بين الأحداث المؤكدة ، أو بالقليل من الآثار المتبقية التي تحتاج إلى تعمق بالدراسة والبحث.

 وآخر معلومة لدينا عن تلك الفترة الزمنية

هي أن الإنسان اكتشف الحديد منذ حوالي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، يعني قبل أن يكتشف البرونز بآلاف السنين، لكن هذا المعدن لم يكن نافعاً وهو حديد فقط لأنه صعب السبك وسهل الكسر، ولم تستطع البشرية الاستفادة من الحديد بشكل مناسب إلا في نهاية العصر البرونزي

 حيث استطاعوا تحويله لمعدن أكثر تماسكاً وأكثر حدة من البرونز، عن طريق إضافة نسبة محددة من |الكربون| حولته إلى معدن صلب، مع الانتباه لفرق درجات الحرارة المطلوبة لصهر النحاس والقصدير فهي أقل بكثير من الدرجات المطلوبة لصهر الحديد.

وبظهور المعدن الصلب انتهى عهد احتكار الحضارات الكبرى لصناعة السلاح والعجلات الحربية وانتهى العصر البرونزي، وبدأ العصر الحديدي وتحولت موازين القوى في العالم .

شاركونا  رأيكم بالتعليقات

تهاني الشويكي 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.