مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/16/2022 06:23:00 م

ما الذي أنجزه البشر في الحفر نحو باطن الأرض؟
 ما الذي أنجزه البشر في الحفر نحو باطن الأرض؟ 
تصميم الصورة وفاء مؤذن 

استكمالاً لمقالنا السابق عن "ما الذي أنجزه البشر في الحفر نحو باطن الأرض؟" لنتابع .... 

"بئر كولا" مجرّد خدشٍ صغيرٍ لوجه الأرض:

يُعتبر "بئر كولا" هو أعمق ما استطاع البشر حفره حتى الآن، ومع أن عمقه يعتبر كبيراً جداً، إلا أنه مجرد خدشٍ صغيرٍ في سطح القشرة الأرضية، فنصف قطر الأرض يزيد عن 6371 كيلو متر

 ولذلك فإن المعلومات التي قدمتها تلك الحفرة ليست كافيةً أبداً لفهم باطن الأرض ومكنوناته.


الخيال العلمي وباطن الأرض:

انتشرت بعض قصص و|أفلام الخيال العلمي |التي حاولت وصف باطن الأرض وإمكانية الوصول إليه، ومن الممكن نظرياً الوصول إلى جوف الأرض

 فهناك بعض الأفكار العلمية لتحقيق ذلك، فقد اقترح عددٌ من| العلماء| إرسال ما يشبه المكوك نحو باطن الأرض، وتبدأ الفكرة بحفر بئرٍ بقطرٍ وعمقٍ مناسبين، ثم ضخّ كميّاتٍ كافيةً من الحديد المصهور

 بحيث يتمكّن الحديد الذائب من التغلغل نحو الأسفل تاركاً وراءه ممراً أجوف يمكن استخدامه للمضي نحو باطن الأرض.


طبقات الأرض:

تتألف الكرة الأرضية من عدة طبقات، فمركزها يسمى النواة، وهي في الحقيقة طبقتان

 فالنواة الخارجية يصل سمكها إلى أكثر من ألفي ومئة كيلو متر، بينما يصل سمك النواة الداخلية إلى ألف وسبعمئة كيلو متر وتصل حرارتها إلى خمسة آلافٍ وأربعمئة درجةٍ مئوية

 وتحتوي النواة على الحديد والنيكل ومواد أخرى، أما الوشاح فيبعد عن مركز الأرض سبعة آلاف كيلو متراً، بينما تعتبر القشرة مجرد طبقةٍ رقيقةٍ جداً مقارنةً بما تحتها.

  

باطن الأرض والمستقبل:

رغم إمكانية تطبيق مشروع السفر إلى باطن الأرض نظرياً، إلا أن تطبيقه معقدٌ جداً، ولكنه ممكن، وقد يقدّم ذلك الإنجاز مكاسب هائلةً إذا تحقق فعلاً

فباطن الأرض يحتفظ بحرارةٍ هائلة، أي أنه يستطيع تزويدنا بكمياتٍ من الطاقة ستكفينا لملايين السنين القادمة، فالطاقة هي أكبر مشاكل الأرض الحالية

 ومن المتوقع أن تتفاقم تلك المشكلة مع الوقت، ولذلك قد تبدو فكرة استثمار طاقة باطن الأرض مغريةً حقاً. 


حقائق وأرقام من إنجاز البشر:

على عمق عشرين متراُ تحت باريس، تم اكتشاف أكبر مقبرةٍ بشرية، وهي تمتد على مسافة كيلومترين، بينما يوجد مترو أنفاق مدينة كييف الأوكرانية على عمق مئة متر

 أما أطول نفقٍ من صنع البشر فيوجد على عمق 240 متر في غابونيا، وفي جنوب إفريقيا يوجد أعمق منجمٍ ويصل عمقه إلى أربعة كيلو مترات

 ويبقى بئر كولا أعمق ما وصل إليه البشر حتى الآن.


لو تعمقنا أكثر في فكرة الحفر في الأرض وصولاً إلى قلبها، فقد نجد أن تكاليف ذلك أقل بكثيرٍ من تكاليف |السفر إلى الفضاء|، وبأن المكاسب التي ستعود على البشرية من ذلك جديرةٌ بالاهتمام 

ولكننا رغم ذلك لا نسمع كثيراً عن محاولاتٍ جادةٍ في ذلك المجال، فما هو السبب الحقيقي وراء ذلك؟ 

وهل لشركات النفط والغاز دورٌ في ذلك؟ أم أن اللعبة السياسية تدخل ضمن هذا المجال أيضاً؟


إذا أردت نشر هذه التساؤلات والمعلومات فساهم معنا في تحفيز آراء القارئين.

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.