مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/28/2022 10:55:00 ص

ما هو سور الصين الأخضر العظيم؟	 - الجزء الأول -
ما هو سور الصين الأخضر العظيم؟ - الجزء الأول - 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن    
مع إطلالة شمس كل يومٍ جديد، يزداد عدد سكان الأرض، وتزداد الحاجة إلى المزيد من الموارد الغذائية، ولكن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة لا تصل إلى نصف مساحة الأراضي اليابسة على سطح الأرض، فمعظم سطح الأرض مغمورٌ بالمياه، ولذلك فلا بد من استثمار كل شبرٍ من الأراضي اليابسة في الزراعة وتربية الحيوان، ولذلك كان لا بد من استصلاح المزيد من الأراضي ووقف الزحف الصحراوي الذي يهدد الأراضي الزراعية.

لغة الأرقام

يعيش حوالي خمس سكان الأرض في دولة واحدة هي الصين، ولكن الأراضي الصينية الصالحة للزراعة لا تصل إلى 12% من مساحة الأراضي الصينية، أما الجزء المستثمر منها فعلاً في الزراعة فلا يصل إلى 7%، ولذلك توجب على الصين أن تفعل كل ما تستطيع لاستثمار تلك المساحات الصغيرة وتوسيع رقعة الأراضي الصالحة للزراعة، فكان لا بد لها من تحويل الأراضي الصحراوية الجرداء إلى أراضٍ صالحةٍ للزراعة.

ما معنى التصحّر وما هي أسبابه؟

عملية |التصحّر| هي تحوّل الأراضي الزراعية الخصبة إلى أراضٍ قاحلةٍ أو فقيرةٍ بالحياة النباتية والحيوانية، ويمكن تقسيم الأسباب المؤدية إلى التصحّر إلى نوعين أساسيين، فهناك أسبابٌ طبيعيةٌ تنتج عن تغير المناخ، وهناك أسبابٌ بشريةٌ ناتجةٌ عن النشاط البشري مثل قطع أشجار الغابات والزحف العمراني والرعي الجائر وغيرها، وللتصحّر الكثير من السلبيات والتداعيات الصحية على سكان المناطق المجاورة.

مخاطر التصحّر

لا تقتصر خطورة التصحّر على تقليص مساحات الأراضي الزراعية ومناطق |الغابات|، ولا تقتصر مخاطره على الناحية الاقتصادية وشحِّ الموارد الغذائية للبشر، بل تتعداه إلى تهديد الكثير من أشكال الحياة بالانقراض، وتأثير ذلك على الانسان نفسه لم يعد خافياً على أحد، كما أن الرمال والغبار الذي تنشره الرياح القادمة من الصحراء تترك آثارها السلبية على صحة البشر والحيوانات وعلى المناخ بشكلٍ عام.

طرق وأساليب مكافحة التصحّر

يمكن مكافحة التصحّر بطرقٍ عديدة، ومن أهم تلك الطرق، نشر التوعية بين الناس، لكي يدركوا خطورة التصحّر وعواقب أفعالهم غير المسؤولة، وكيفية إدارة الموارد الطبيعية بالشكل الأمثل للحفاظ عليها والاستفادة منها بشكلٍ تامٍ دون التسبب بتدميرها، كما يجب زيادة المساحات الخضراء، عبر زراعة المزيد من الأشجار على حدود الصحراء، فالأشجار تُمسك التربة وتمنعها من الانجراف وتحافظ على خصوبتها، كما تعمل كمصداتٍ للرياح والعواصف الرملية.

التجربة الافريقية في محاربة التصحّر

انتشرت أفكار ومشاريع التشجير في جميع دول العالم، فحتى في |الدول الإفريقية| التي تعاني نقصاً في الموارد المالية، انطلق مشروعٌ ضخمٌ لوقف توسع الصحراء الإفريقية الكبرى بمشاركة معظم دول القارة السوداء، وأُطلق على ذلك المشروع اسم الجدار الأخضر الكبير، وهو يهدف إلى بناء جدارٍ من الأشجار على كامل حدود الصحراء الكبرى، وقد نجح هذا المشروع حتى الآن باستعادة أكثر من مئةٍ وعشرين فداناً من الأراضي الزراعية.

صحوة المارد النائم

في عام 1978 انطلقت |الصين| لإعادة بناء مختلف القطاعات الاقتصادية، فكانت الزراعة في مقدمة أولوياتها، فالصين من أقدم الحضارات التي قامت في التاريخ، وقد نشأت حضارتها على ضفاف النهر الأصفر معتمدةً على الزراعة بشكلٍ أساسي، ولكن الصحراء الصينية كانت تتوسع في كل يوم، وكانت تهدد حياة أكثر من نصف مليار شخصٍ يعيشون على حدود الصحراء، فكان لا بد من اتخاذ التدابير اللازمة لوقف التصحّر وتوسيع الأراضي الصالحة للزراعة.

اقرأ المزيد...

 سليمان أبو طافش 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.